طبيبات على الأسرّة البيضاء.. 12 مشهدا من حادث ميكروباص المنيا
كتبت- مها صلاح الدين:
الأربعاء الماضي، أسدل الحزن ستاره على محافظة المنيا وضواحيها، إثر حادث ميكروباص طبيبات المنيا، الذي حصد أرواح ٣ منهن، والسائق، وإصابة ١٠ طبيبات أخريات.
لم يمر حادث السير كغيره مرور الكرام، حيث أثار الغضب والحزن والحسرة، ورسم علامات الاستفهام.
وقد نسج "مصراوي" خيوط الحادث في عدة مشاهد، لرسم مشهد أشمل يجيب عن بعض التساؤلات:
المشهد الأول- 12 يناير 2019:
فاكس مرسل من مساعد وزيرة الصحة إلى وكيل وزارة الصحة بالمنيا، يخطرهم بضرورة حضور الطبيبات بحملة ١٠٠ مليون صحة دورة تدريبية بالقاهرة حول طرق الكشف عن سرطان الثدي يوم ١٥ يناير الجاري.
المشهد الثاني- 14 يناير 2019:
رسالة على تطبيق "واتساب" تصل إلى طبيبات إدارتي المنيا وسمالوط الصحية، تخبرهم بضرورة السفر إلى القاهرة لحضور الدورة التدريبية، غدا الأربعاء.
المشهد الثالث:
الطبيبات يجمعن على الاعتراض، ويطلبن تأجيل الدورة التدريبية عدة أيام، حتى يتمكنّ من حجز تذاكر القطار والاستعداد للسفر.
المشهد الرابع:
الطبيبة راعوث أشعيا تحاول الاعتذار بسبب الحمل، ورعاية طفلة صغيرة، وتتقدم الطبيبة فاطمة منصور بنفس الطلب، لعدم قدرتها على ترك ابنتها التي لم يتجازو عمرها شهورا.
المشهد الخامس:
يصلهن الرد، لا مجال للتأجيل، وتتحمل الطبيبات مسؤولية تدبير وسيلة المواصلات، وللأمهات أن يصطحبن أطفالهن إذا أردنا، أما من تتخلف عن التدريب، فسيتم نقلها إلى العمل في وحدة صحية خارج محافظتها.
المشهد السادس:
تخضع الطبيبات للقرارات السابقة خوفا من فكرة النقل، ويفكرن في تدبير وسيلة مواصلات تجمعهن كلهن، بدلا من سفر كل واحدة بمفردها، يتفقن مع سائق ميكروباص، ويبدأن في الترتيب للسفر.
المشهد السابع:
تجمع الطبيبات في الرابعة والنصف فجر الأربعاء، والتففن حول الحافلة الحمراء بمدينة المنيا، يتشاجرن على المقاعد الأمامية التي تجاور السائق، وفازت بهما الدكتورة سماح والدكتورة راعوث (الحامل).
المشهد الثامن:
في السابعة صباحا، وبعد عبور السيارة الميكروباص بوابة حلون، تطاير مشمع بلاستيكي، كان يغلف حمولة سيارة ربع نقل بفعل الرياح، على زجاج سيارة ربع نقل تسير خلفها، فاختل توازن سائق الأخيرة، وفقد سيطرته عليها، ليصطدم بميكروباص الطبيبات.
المشهد التاسع:
نقلت سيارات الإسعاف ضحايا الحادث إلى مستشفى حلوان، وأغلبهم فقد الوعي، بينما من ظلت تدرك منهن ما يحدث تواصلت مع أهلها ومع أهل زميلاتها.
المشهد العاشر:
توفيت الطبيبتان رانيا وسماح، وفقدت راعوث جنينها، بعدما انفجر رحمها؛ بسبب كسور في عظام الحوض والفخذ، فتقرر استئصال الرحم.
المشهد الحادي عشر:
نقلت الطبيبات إلى معهد ناصر، وتستقر حالة ٦ طبيبات، وتتراوح إصاباتهن بين الكسور والكدمات، وصدمات بالرأس، بينما تسوء حالة راعوث، ويتوقف نبض الدكتورة نورا مرتين، ويعاد من جديد، وتظل أخريات داخل العناية المركزة، رهن إجراء عمليات جراحية أخرى.
المشهد الثاني عشر:
وفاة الدكتورة نورا، ثالث ضحايا الطبيبات، وتشيع جثمانها بقريتها في الثالثة فجرا، وسط بكاء وعويل من نساء القرية، وحزن ملأ قلوب الرجال.
فيديو قد يعجبك: