أحمال زائدة.. كيف يواجه أولياء أمور تقليص الأيام الدراسية في "كورونا"؟
كتب- محمد مهدي:
تصوير-محمد حسام الدين:
بقلق بالغ تابعت "أمنية وائل" مؤتمر وزارة التربية والتعليم، خلال الشهر الفائت، للإعلان عن خطة العام الدراسي الجديد، ترغب في معرفة مصير أطفالها، أنصتت لكلمة الوزير "طارق شوقي" حتى تحدث عن تقليص أيام الحضور الدراسية، شعرت حينها بالصدمة- على حد وصفها- إذ بات عليها وضع خطة للتعامل مع الواقع الجديد.
كانت وزارة التربية والتعليم قد وضعت تصورًا جديدًا للأيام الدراسية في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد، لتصبح أيام الحضور للصفوف من KG1 وحتى الثالث الابتدائي 4 أيام في الأسبوع، ومن الصف الرابع حتى السادس يومان فقط، ومن الأول إلى الثالث الإعدادي يومان، ونفس عدد الأيام في صفوف الثانوية العامة.
ونوه شوقي خلال المؤتمر، أن تلك الأيام تُطبق على المدارس الحكومية والخاصة والقوميات، خاصة على مدارس الفترة الواحدة، وأنها تتغير في مدارس الفترتين بتقليص أو زيادة يوم إضافي.
لم تتوقع السيدة التي شارفت على الثلاثين تلك القرارات "قولت كفاية الفترة اللي الأولاد قعدوها في البيت بسبب (كورونا) وإنهم هينتظموا في المدرسة بصورة طبيعية" لدى أمنية طفلين "أحمد في تانية ابتدائي وحلا في KG 2" أدركت معاناتهم خلال جلوسهما في المنزل لفترة طويلة "حسوا بقيمة حياتهم الطبيعية، ومتحمسين يرجعوا المدرسة ويشوفوا أصحابهم".
لا تخشى الأم عليهما من الذهاب إلى المدرسة لأيام عديدة "الأولاد عندهم وعي باللي حصل، وملتزمين في التباعد ومحافظين على النظافة دايمًا" تتساءل لماذا عادت الحياة بصورة اعتيادية في كل مكان طالما هناك قلق على الطلاب "كل الأنشطة شغالة سواء الأندية أو غيرها" أدركت خلال الفترة المنصرمة التأثير النفسي السلبي على الأبناء نتيجة لابتعادهم عن المدرسة ولا ترغب في استمرار ذلك.
تعمل أمنية كمُعلمة في مدرسة دولية، عادت لممارسة دورها الشهر الماضي، لم تتغير أيام الحضور لديها "طبعًا مش مناسب ليا إن أولادي أيام دراستهم تكون أقل من الطبيعي" ظلت لأيام عديدة رفقة زوجها يفكران في حلول بديلة للمستجدات "هضطر أوديهم حضانة، وكدا يبقى معملناش حاجة، الأولاد هينزلوا في الأخر" تقولها بأسى.
عدم الحضور لا يعني اعتبار تلك الأيام إجازة، ووفقا لوزارة التربية والتعليم، سوف يتلقى الطلاب دروسهم عبر وسائل مختلفة سواء القنوات التعليمية بالتلفزيون أو منصات على الانترنت "لو هيشتغلوا أونلاين دا بيحتاج مجهود كبير مننا، وإننا نفضل قاعدين جنب أولادنا طول ساعات الدروس" لذلك ستقوم بتقسيم تلك الأوقات بينها وزوجها "الموضوع محتاج تفرغ" ذلك تتمنى إعادة النظر لتلك القرارات.
داخل منزل "مها جلال الدين" بدا واضحًا تباين ردود الأفعال بين ابنتها آيسل، 14 عاما، التي عبرت عن سعادتها بالقرار "لأننا كانت مقررة إنها مش هتنزل المدرسة السنادي" وطفلها محمد صاحب الـ 9 سنوات "كان مستني المدرسة بفارغ الصبر وعايز يروم كل الأيام من غير إجازات" فيما أبدت الأم رضاها عن الأمر "عشان ظروف كورونا، في البيت هنبقى مطمنين عليهم أكتر".
كل الاختيارات من وجهة نظر "مها" صعبة، وأولياء الأمور يتحملون أعباء كبيرة في كافة الظروف "احنا بين نارين، إن الأولاد محتاجين يذاكروا في المدرسة ويعملوا أنشطة ويشوفوا أصحابهم، وبين إن النزول بيحتاج تحضيرات وتوصيات وقلق" تقول السيدة الثلاثينية إن عليهم البقاء على هذا الوضع لحين التخلص من فيروس "كورونا" المستجد، لا يوجد بدائل أخرى تحفظ سلامة الأطفال.
بالطبع التجربة ليست سهلة، ستضطر "مها" إلى التخلي عن عملها كمسؤولة "سوشيال ميديا" لدار نشر "الأول كنت بستغل فترة المدرسة من الصبح لحد ما الأولاد يرجعوا إني أعمل شغلي" ضيق الوقت لا يسمح لها بالاستمرار، اعتذرت عن الأمر في سبيل التفرغ للأبناء "كان عندي مشاريع شغل مختلفة وقفتها لحد ما الدنيا توضح والمدرسة تستقبلهم زي الأول" فضلًا عن ارتباك النظام اليومي داخل البيت "مواعيد الغدا أو القعدة قدام التلفزيون أو النوم أو ترتيب البيت، كل حاجة هتتبدل".
كثير من تلك المخاوف تصل يوميًا إلى السيدة "مروة راجح" استشارية تربوية ونفسية، من أولياء الأمور وخاصة الأمهات، لديهم استفسارات عن التصرف الأمثل مع الأوضاع الجديدة فتبادر بمنحهم عدد من النصائح أبرزها "أول حاجة يتعاملوا مع الموضوع إنه ظرف طاريء وهيخلص، مجرد سنة وهتعدي، دي مش هتكون حياتهم طول الوقت، عشان ميتعرضوش الاكتئاب والعصبية تزيد جوه البيت".
تتمنى السيدة الأربعينية، أن يحاول أولياء الأمور الحفاظ على الثبات الانفعالي والتواصل الهاديء مع الطلاب وعدم الدخول في شجار دائم معهم "علاقتنا بأولادنا أهم شيء، مهم نبعد عن الصدام معاهم بصورة مبالغ فيها" فيما ترى أن تخصيص ساعات الاستذكار خارج المنزل خطوة ضرورية "في مكان مفتوح أو نادي عشان تركيز الأولاد بيزيد، وتنفيس للجميع بدل قعدة البيت".
تنصح الاستشارية التربوية والنفسية أيضًا بتقليل سقف التوقعات لمستوى الأبناء في هذا العام الدراسي "ممكن الأداء في الدراسة يتعرض لهزة عشان التغييرات اللي بيعيشوها، فبلاش نضغط على الأبناء" كما تؤكد على ضرورة التعاون بين الزوجين وتفهم طبيعة المرحلة الجديدة للمرور منها بأقل خسائر ممكنة.
تابع باقي موضوعات الملف:
موسم دراسي مضطرب.. التلامذة في مفترق كورونا (ملف خاص)
إجازة إجبارية.. أُسر تؤجل عودة أبنائها للمدارس خوفًا من "كورونا"
ليلة المدارس في "الفجالة".. كورونا يُعكر صفو البيع وفرحة التلاميذ
كورونا+ أول سنة تابلت.. كيف يستقبل طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد؟
"خلصنا من الإرهاب دخلنا في كورونا".. طلاب شمال سيناء يستقبلون العام الجديد
"خبطتين في الراس توجع".. حال راسبي الثانوية العامة في "زمن كورونا"
حراس نظافة المدارس.. "الدادات" تستعد لمواجهة "كورونا"
"افتح الراوتر واقفله تاني".. أزمات الدراسة في زمن الأونلاين
طوارئ كورونا.. كيف تستقبل ممرضات المدارس العام الجديد؟
عودة الجامعات|باقٍ من الزمن 3 أيام.. وافد سوري لم تظهر نتيجته للتنسيق بعد
فيديو قد يعجبك: