إجازة إجبارية.. أُسر تؤجل عودة أبنائها للمدارس خوفًا من "كورونا"
كتبت- شروق غنيم:
بعد شهور طويلة من المكوث في المنزل كانت تتوق الصغيرة للعودة إلى الدراسة بحثًا عن ونس أصدقائها، غير أن خوف والدتها من انتشار فيروس كورونا لم ينحصر بعد، نقاشات دارت بين الأم والأب منذ إعلان عودة المدارس المقرر لها الغد، اتفقا على أنه لا عودة حتى الآن "خايفين من الاختلاط الكبير فيحصل لهم حاجة" تقول الأم شيريهان حسين لمصراوي.
لم تكن الأجواء داخل بعض المنازل توحي بعودة الدراسة، قررت همت جمال من اللحظة الأولى ألا تشتري المستلزمات الدراسية، ابتلعت المخاوف من كورونا بهجة العام الدراسي الجديد "في الأول كنت مترددة لكن بعد ما في مدارس رجعت قبلنا زي اللغات والدولية، اتأكدت. مش هقدر أنزل الولاد على الأقل أول أسبوعين".
أخفت همت الهواجس عن أبنائها لكن صارحتهم بما يدور بداخلها "كورونا لسه موجودة ولازم نلتزم بنفس الإجراءات عشان منتعبش"، زاد من عبئها على العودة كون أبنائها في مراحل دراسية مختلفة "الكبير في خمسة ابتدائي والصغير 3 ابتدائي"، وفقًا للجدول فإن الأول عليه الذهاب مرتين في الأسبوع أما الثاني أربع مرات "يعني بالنسبة لي هنزل بيهم الأسبوع كله.. حسيتها مخاطرة كبيرة".
أفرغت الأم مخاوفها برفقة أمهات أخريات في النقاشات الجماعية على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك البعض أخبارًا عن مدارس دولية ظهر فيها حالات الإصابة بكورونا ثم أُغلقت لمدة أسبوعين "في أمهات خايفة فهيستنوا الأسابيع الأولى يشوفوا الدنيا هترسى على إيه؟".
في البدء انتاب الأطفال بعض الصدمة "كانوا عايزين يقابلوا صحابهم، حاولوا يقنعوني إنهم هيلتزموا بالكمامة طول اليوم بس أنا لسة خايفة"، تحكي الأم لثلاثة أبناء في مراحل مختلفة؛ 5 ابتدائي، 6 ابتدائي، كي جي 2، لكن ما هوّن عليها أن بعض رفاقهم اتخذت أسرتهم نفس القرار "ده مخليني شوية مطمنة، حاسة إني مش لوحدي ولا مكبرة الموضوع. الدنيا لسه مش أمان".
كان الشعور مماثلا لدى شريهان، لكن بعض صديقاتها اتخذن القرار المعاكس "في اللي ما صدّق لأن الأطفال قاعدين من فترة طويلة، فالكل زهق"، لكن كان للأم بدائل حاولت أن تدفع الملل عن أبنائها الثلاثة "خصوصًا إني خدت قرار إنهم يقعدوا في البيت من بدري، من قبل حتى قرار الوزارة".
كان عليها البحث عن بديل للهو والتسلية، في وقت أُغلقت فيه كل وسائل الترفيه "بنحاول نعوضهم بإننا نقعد كلنا سوا، نتفرج على كارتون، نلعب، ننزل نتمشى حوالين البيت أو نجري.. نرقص كلنا"، فيما ابتكرت شريهان بعض الأنشطة مثل إعادة تدوير عبوات الطهو الفارغة "نلونها ونغير شكلها.. هما بيحبوا التلوين فاشترينا لهم أنشطة كتير فيها رسم وتلوين عشان يتبسطوا".
أدركت الأم أن الترابط الأسري سيدفع الملل عن أنفسهم "لما بنعمل نشاط بنشترك فيه كلنا"، لذا لا تزال النقاشات دائرة في المنزل قبل ساعات من عودة الدراسة عن القرار، تُدار غرفة عمليات مصغرة بين الأم والأب، يتناقشون ويحاورون الأولاد بأن في عدم الذهاب تلك الأيام ثمة طمأنينة "لحد ما نشوف الدنيا هتمشي إزاي؟".
تابع باقي موضوعات الملف:
موسم دراسي مضطرب.. التلامذة في مفترق كورونا (ملف خاص)
أحمال زائدة.. كيف يواجه أولياء أمور تقليص الأيام الدراسية في "كورونا"؟
ليلة المدارس في "الفجالة".. كورونا يُعكر صفو البيع وفرحة التلاميذ
كورونا+ أول سنة تابلت.. كيف يستقبل طلاب الثانوية العامة العام الدراسي الجديد؟
"خلصنا من الإرهاب دخلنا في كورونا".. طلاب شمال سيناء يستقبلون العام الجديد
"خبطتين في الراس توجع".. حال راسبي الثانوية العامة في "زمن كورونا"
حراس نظافة المدارس.. "الدادات" تستعد لمواجهة "كورونا"
"افتح الراوتر واقفله تاني".. أزمات الدراسة في زمن الأونلاين
طوارئ كورونا.. كيف تستقبل ممرضات المدارس العام الجديد؟
عودة الجامعات|باقٍ من الزمن 3 أيام.. وافد سوري لم تظهر نتيجته للتنسيق بعد
فيديو قد يعجبك: