حوار| مؤلف موسيقى مسلسل "ما وراء الطبيعة": العمل سيثير الجدل ونقدم موسيقى يفهمها العالم كله
حوار- هبة خميس:
مبكراً في عمر الثانية والعشرون بدأ الموسيقار خالد الكمار مسيرته في التأليف الموسيقي، وفي سنوات قليلة صنع لنفسه طريقاً خاصاً به، وألف الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام و المسلسلات و آخرها مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي سيذاع على شبكة نتفليكس مطلع الشهر القادم، و المأخوذ من سلسلة بالاسم ذاته للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، ومن إخراج عمرو سلامة.
التقى مصراوي بالموسيقار الشاب وتحدث عن مجمل أعماله، كواليس تأليف موسيقى المسلسل، جائزة هوليوود عن أفضل موسيقى لعمل تليفزيوني غير ناطق بالإنجليزية التي فاز بها عن مسلسل قابيل.
احكِ لنا عن كواليس التأليف الموسيقي لـ"ما وراء الطبيعة؟ وهل تابعت السلسلة مثل معظم مواليد الثمانينات والتسعينات ؟
أنا قاريء طوال حياتي، لكني لم أقرأ الكثير من السلسلة، لأنني كنت أهتم بقراءة الكلاسيكيات والكتب التي تحكي عن الفن والموسيقى والتاريخ والفلسفة، فلم أكن قاريء للأدب كثيراً، لكنني عرفت القليل عن السلسلة وكاتبها الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق المُلهم لأجيال كاملة.
والعمل على الموسيقى الخاصة بالمسلسل كان صعب جداً ومرهق، واستنفذ وقتاً طويلاً بالنسبة لي، لأنني في المعتاد أنهي العمل الدرامي في وقت يقارب الثلاثة أشهر لكن بالنسبة لمسلسل "ما وراء الطبيعة" بدأت العمل في نوفمبر 2019 وأنهيته في أكتوبر 2020.
كيف استقبلت خبر مشاركتك في المسلسل؟ وما المختلف في هذا المسلسل عن باقي أعمالك الموسيقية؟
سعدت جداً بخبر مشاركتي في المسلسل، أتذكر سعادتي الكبيرة في ذلك اليوم للدرجة التي جعلتني سعيداً جداً، وفي شدة الحماس، لأهمية المشروع بالتأكيد حيث يعتبر أول عمل مصري من إنتاج شبكة نتفليكس، وثانياً لأنه أول إنتاج لأعمال دكتور أحمد خالد توفيق؛ محبوب الشباب وهذا يعني أن هناك جمهور ضخم ينتظر المسلسل، لذلك تحمست للغاية بمعرفة مشاركتي في العمل.
وبالطبع هو مختلف عن أعمالي السابقة؛ من ناحية أنه مسلسل رعب بالأساس، لكنه مازال يعتبر دراما إنسانية، وغير معتمد بالكامل على تيمات الرعب المعروفة، أحداث المسلسل تحدث في الستينات، لذلك فالموسيقى بها من تلك الروح الكلاسيكية، علاوة على أن اعتبر عصر الستينات هو من أكثر العصور الذهبية التي مرت على مصر، من حيث الموسيقى والطرب والفن والسينما، وتلك كانت تجربة مألوفة بالنسبة لي، لأنني عملت من قبل على موسيقى فيلم "ديكور" الذي صنع بتقنية الأبيض وأسود.
شاركت بموسيقى فيلم "صاحب المقام" الذي أثار الجدل.. احكِ لنا عن كواليس تجربتك في تأليف موسيقى الفيلم المتميزة؟
فيلم "صاحب المقام" من التجارب القريبة جداً لقلبي، وحينما عرض عليّ الفيلم وعلمت أنه بطولة الفنانة الكبيرة "يسرا" أتذكر أنني "اتنططت من الفرحة في البيت"، لأن مشاركتي تلك في عمل مع النجمة يسرا وباقي النجوم "آسر ياسين" و"أمينة خليل" فارقة جداً معي، وأنا أحبهم كثيراً على المستوى الشخصي. وموسيقى الفيلم حاولت البعد فيها عن الاكليشيهات المعتادة في الأعمال الشبيهة، لذلك قررت تنحية المنشد الصوفي بعيداً عن الموسيقى، واعتمدت على فقرات بسيطة من غناؤه. واعتمدت كلياً على توصيل الحالة بأساليب جديدة في الموسيقى فسجلنا الموسيقى في استوديو "abby road" بلندن وهو من أشهر الاستوديوهات العالمية، وتم تسجيل موسيقى أشهر الأفلام العالمية به، فكان شرفاً كبيراً لي أن أقف حيث وقف العظماء من قبل.
كيف استقبلت فوزك بجائزة "هوليود" لأفضل موسيقى تصويرية لعمل درامي غير ناطق بالانجليزية عن مسلسل "قابيل"؟
علاقتي بالجوائز بدأت مع أولى أعمالي، كان فيلم "عشم" وكان تحت إشراف المغني والملحن "هاني عادل"، كنت تخرجت حديثاً من الجامعة، وعمري لا يتجاوز الثانية والعشرون وفوجئت بفوزي عن موسيقى الفيلم التصويرية في مهرجان جمعية الفيلم، وبعدها بعام شاركت في فيلم "ديكور" و فوجئت أيضاً بجائزة عن مهرجان الفيلم الكاثوليكي. على المستوى النقدي نال الفيلمين الكثير من الاستحسان والحفاوة.
وحينما حصلت على جائزة "Hollywood" كنت أول مصري يحصل عليها، ولم أتوقعها أيضاً لكن طبيعة المنافسة العالمية ومعرفتي باستحالة حصولي عليها فاجأني، ومازلت أشعر بحلاوة تلك الجائزة التي أفخر بها كثيراً، وحتى الآن لم أفهم كيف حدث كل ذلك والذي تخطى بشدة طموحاتي وآمالي.
كواحد من صناع مسلسل "ما وراء الطبيعة".. كيف تتوقع ردود الأفعال على العمل؟
أظن أنه سيثير جدلاً واسعاً بسبب حب الناس للسلسلة ومقارنة المسلسل بها، وهي حالة تواجه أي عمل أدبي يتحول للدراما. ومن ناحية الموسيقى أخشى أن تعتبرها الناس بعيدة عنهم وقريبة لأعمال شبكة نتفليكس، لكن ذلك مقصود بالطبع فنحن نخاطب جمهوراً عالمياً متابع للشبكة، ومنتظر أعمالها ليس الجمهور المصري وحده. واتخذنا قراراً بأن الصوت يكون أقرب لموسيقى يفهمها العالم كله وينفعل معها.
بعض المشاهد تحدث في الريف المصري، وبعد نقاش طويل مع الشبكة توصلنا لأن عمل الموسيقى مصرية بالكامل سيهمل الجمهور العالمي، فيجب على الموسيقى أن تخاطب كل الناس؛ لكنني أراها ميزة وعيب في الوقت نفسه، لأنها تعني أننا كمصريين نستطيع المنافسة على المستوى البصري والسمعي، لكن العيب أنني أتوقع أن يشعر نسبة كبيرة من الجمهور المصري بالغربة قليلاً لاختلافه عن ما اعتادوا عليه.
كيف تحاول مواكبة التطور الهائل في صناعة السينما والدراما.. وما هي أعمالك القادمة؟
أحب الموسيقى منذ طفولتي وأعتبر أن أولى ذكرياتي في الحياة لها علاقة بالموسيقى، فأسرتي أكاديمية؛ والدي أستاذ بالجامعة ووالدتي مهندسة وأشقائي أطباء، فأعتبر نفسي حالة غريبة وسطهم. أول ذكرى موسيقية أتذكرها كنت طفلاً لم أكمل الخمس سنوات وكان والدي يستمع لموسيقى بيتهوفن فطلبت منه سماعة الأذن لأستمع معه ومن يومها سحرتني الموسيقى ومازلت مسحوراً حتى الآن.
وطوال الوقت أستعد بالمذاكرة مثلما أفعل طوال حياتي، لأنني أكاديمي وحصلت على الماجستير، وأعمل حاليا على تحضير الدكتوراه في الموسيقى، ومن ناحية عملية اطلع على الجديد دائما، وأرجع أحياناً للكلاسيكيات. وأعمل حالياً على تأليف موسيقى لفيلم قصير من إخراج خالد منصور.
فيديو قد يعجبك: