"بنت بحري".. "هناء" تركت الهندسة لصنع "تابلوهات" من الجلود
كتبت- هبة خميس:
لمدة تزيد عن العشرين عاماً اعتادت "هناء عثمان" العمل كمهندسة مدنية ، تذهب لعملها صباحاً وتعود مساءاً، لكن بعد الفترة الطويلة من العمل لدى آخرين، شعرت "هناء" أن تلك السنوات كافية، وحان الوقت للعمل منفصلة وحدها.
طوال حياتها عشقت "هناء " الفن وعلمت أنها لابد لها من دخول كلية الفنون الجميلة، لكن المجموع العالي بالثانوية العامة أحياناً يحطم طم الطموحات؛ ألح عليها الأهل لدخول كلية الهندسة لضمان عمل مستقر وتحمل لقب "المهندسة هناء "، إلا أن الأمر لم يكن سيئًا "لما اتخرجت من كلية الهندسة عرفت أد إيه الدراسة فرقت معايا ،لأنها بتغير طريقة التفكير وبتعلم الدقة والتنظيم وده مناسب ليا جدًا في شغلي حالياً".
وعقب تخرجها لم تكتف بالوظيفة كمهندسة مدنية، لكنها اعتبرت أن الدراسة لم تنته أبداً، واستغلت "هناء" الدورات التي يقدمها أتيلييه الإسكندرية لتتعلم الرسم، ومن الأتيلييه لدورات تعلم الأشغال اليدوية بأندية المهندسين استمرت "هناء" في التعلم، وفي تلك الفترة تعلمت الكثير من الحرف اليدوية مثل الدق على النحاس، التطريز، الرسم على القماش و فن "الموزاييك" الذي مازالت تنفذ القطع منه حتى الآن "في الوقت ده كنت كل ما بتعلم حاجة ألاقي أني اعرف اعملها كويس، وكل الناس قالتلي اختاري مجال واحد علشان تتمكني منه لكن مكنتش عارفة اختار ايه ".
منذ سنوات دخلت "هناء" لجاليري شهير في الإسكندرية لشراء قطعة تهديها لصديقة لها، وعلى الحائط لفت انتباها "تابلوه" من الجلد بالكامل، وحينما سألت عن سعره صعقها الرقم، فأخبرها صاحب الجاليري عن ندرة ذلك النوع من الأعمال لأنها تستغرق وقتاً طويلاً للعمل عليها وتحتاج مهارات مثل الدقة لتخرج جيدة ومميزة.
بعدها بسنوات، سمعت "هناء" عن ورشة لتعلم صناعة التابلوهات المصنوعة من الجلد، فبادرت بالاشتراك بها، وهناك وجدت "هناء" شغفها "حبيت النوع ده من الشغل جداً لأن تقنياته مش مشهورة ومش منتشرة ومحتاجة دقة رهيبة وإتقان وده اللي بيخلي الشغل عالقطعة بياخد وقت طويل".
منذ عامين اتخذت "هناء" القرار بترك العمل كمهندسة غير مستقلة، لم تستمع السيدة الأربعينية لنصائح الناس من حولها والأهل حول ضرورة العمل المستقر وأثناء تركها لعملها برزت فكرة استغلالها لموهبتها في إنشاء عمل خاص بها تستمتع به و تجد فيه شغفها.
عكفت "هناء" على صناعة أول تابلوه لفتاة إفريقية تحيط بها الفراشات، وعقب ذلك شاركت بمعرض لتفاجأ برد فعل الناس حول أعمالها ومدى تميزها، وفي مارس الماضي بينما توقفت الحياة بسبب انتشار فيروس كورونا، قررت "هناء" الاعتماد على السوشيال ميديا لتسويق منتجاتها المميزة فصنعت صفحة خاصة بها تحمل العلامة التي اسمتها "بنت بحري" بسبب حبها لمدينة الإسكندرية، فيما تستمر في التخطيط لما هو قادم "في الفترة الجاية هنتج قطع مختلفة تنفع أغلفة للنوت بوك هتكون زي معظم شغل الجلد الطبيعي، قطع معمرة تنفع هدايا مميزة جداً للناس اللي بنحبهم ".
فيديو قد يعجبك: