بعدسة "فاضل".. مصر في الوباء على صفحات "ناشيونال جيوغرافيك"
كتب- محمد مهدي:
منذ اللحظة الأولى لانتشار فيروس "كورونا" المستجد بمصر، أدرك المصور الصحفي "فاضل داوود" أهمية دوره في توثيق الحدث الذي لا يتكرر في العمر سوى مرة واحدة، على حد وصفه، لذلك قضى الشهور الصعبة من تفشي الوباء في التقاط مئات الصور بعدسته، قبل أن يُطلب منه مشاركته بعضها على صفحات مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" العربية في عددها القادم عن المدن العربية في زمن الجائحة.
في منتصف الشهر الجاري تلقى "داوود" اتصالاً هاتفيًا من أحد المسؤولين عن المجلة، يبدي إعجابه بصوره خلال الأزمة ويدعوه إلى المشاركة بأعماله في "ناشيونال جيوغرافي" شعر حينها بسعادة لا توصف "المجلة المفضلة بالنسبالي، بتابعها من صغري، وفرحت بالاستعانة بصوري في العدد الجديد" أرسل إليهم عشرات الصور التي رصدت حال الشوارع في القاهرة وباقي المحافظات أو المناسبات الاجتماعية المختلفة أو الوضع الصحي بمصر.
بعد أيام من المداولات وقع الاختيار على 3 صور من بينهم "صورة خدتها لكتب كتاب في عز أزمة (كورونا)" يقول عنها المصور الشاب إنه ذهب لتصوير فرح أحد أصدقائه المقربين وبعد الانتهاء من التقاط الصور الاعتيادية وخلال إتمام إجراءات كتب الكتاب، لفت انتباهه تجمع العائلة بصورة ملفتة حول المأذون والعروسين "قولت لازم أخد الصورة دي، وفعلا حاولت أصورها بأكتر من زاوية لحد ما استقريت على الشكل النهائي".
بعد عودته إلى المنزل حينما تطلع "داوود" إلى الصورة "حسيت إنها مختلفة، لقتني بكلم صاحبي واستأذنته إني أنشرها" وافق صديقه على الفكرة، نشرها على الفور على مواقع التواصل الاجتماعي لتنتشر بصورة لم يكن يتوقعها في ساعات قليلة "كنت مبسوط إني بوثق لفترة (كورونا) بطرق مختلفة وقررت أعمل أرشيف قوي عن الحدث" وهو ما حرص عليه خلال شهور تزايد أعداد الإصابات في مصر.
صورة ثانية اختارها "ناشيونال جيوغرافيك" لها حكاية طريفة، حيث التقطها خلال رؤيته لرجل سبعيني يجلس بجانب زوجته في الشارع في محافظة بورسعيد، بدا عليهما سحر من نوع خاص، الحُب أحيانًا يُضفي الجمال على مشهد بسيط، لم يفوت "داوود" الفُرصة حصل على صورة جيدة بهاتفه وكعادته وضعها على مواقع التواصل الاجتماعي "عملت صدى كبير، لدرجة إن ابنهم وصل للاكونت بتاعي وكلمني شكرني عليها، وتم اختيارها عشان تبقى صورة كلمة رئيس تحرير المجلة".
الصورة الرئيسية التي ستظهر بين صفحات المجلة لسيدة تسير على كورنيش النيل ويظهر بجانبها برج القاهرة "كنت بدور على صورة تعبر عن مصر، عشان كدا أصريت على وجود أشهر معالم القاهرة" انتظر المصور الشاب لفترة من الوقت نظرًا لعدم وجود أشخاص في الشارع بسبب حظر التجول حينذاك "لحد ما واحدة عدت وقدرت أصور اللقطة اللي عايزها" يتحدث الشاب بحماس عن عمله وهو سبب رئيسي في انتقال هذا الشغف للجمهور.
لم تكن تجربة التصوير خلال تفشي فيروس "كورونا" المستجد، بالخطوة البسيطة، كان على "داوود" إتباع الإجراءات الاحترازية طوال الوقت خلال تواجده خارج منزله "بقيت بهتم بالكمامة والكحول والمسافات ومكنتش بقابل ناس كتير، من الشغل للبيت والعكس" ساعد وجوده في بيت منفصل عن أسرته السيطرة على قلقه بشأن تعرض المقربين للأذى "لأني بنزل كتير بحكم شغلي، لكن كنت قاعد الفترة دي لوحدي".
نشر أعمال "داوود" في المجلة العريقة خطوة جميلة من بين خطوات أكبر يحلم المصور الشاب في خوضها يوما ما "نفسي ألف العالم بالكاميرا بتاعتي، أوثق لأهم الأحداث" كما يتمنى أن يكتب له القدر السفر إلى مناطق نزاعات "عايز أصور الأجواء دي، وأدور على قصص إنسانية تستحق إنها توصل لأكبر عدد ممكن من الناس".
فيديو قد يعجبك: