من مشروع تخرج إلى مهرجان الجونة.. طالبات تُحيي السينما بمتحف افتراضي

كتبت- شروق غنيم:

على مدار خمسة أشهر عملت طالبات الفرقة الرابعة بكلية الإعلام، جامعة مصر الدولية، على مشروع تخرجهن، 8 فتيات آمنّ بضرورة الحفاظ على التراث الفني في مصر، فأعددن فكرة إنشاء متحف تفاعلي للسينما المصرية يضم تاريخه ومسارات مختلفة مرت بها الصناعة، لم تعلم الفتيات أن بعد عرض مشروعهن على لجنة التحكيم في الكلية بثلاثة أشهر، سيكون أمام لجنة تحكيم أخرى في مهرجان الجونة.

عزمت الطالبات منذ بداية العمل على الفكرة ألا يتخلين عنها بمجرد الانتهاء من الدراسة، تحكي فريدة مصطفى لمصراوي أن "الفكرة عايشة جوانا ونفسنا تتحقق مش مجرد مشروع عشان ناخد درجات ونتخرج"، لذا لم تتردد في المشاركة بمسابقة ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي لهذا العام "شوفتها بالصدفة وبعد 10 أيام لقيت رد بإن اتوافق علينا ضمن 150 مشروع تاني تم تصفيتهم في الآخر لعشر مشاريع بس".

لأول مرة في مهرجان الجونة السينمائي في نسخته الرابعة، تم تنظيم مسابقة لرواد الأعمال الناشئة باسم Gemini's Uplift4GFF والتي نظمتها مؤسسة Gemini Africa لخلق فرصة والمساعدة في عرض مشاريع متنوعة للسينما، وللمساعدة في حصول رواد الأعمال الناشئة على فرصة لتطوير المشروع وخلق فرص للاستثمار. وخلال العروض فاز مشروع "متحف السينما المصرية" في المركز الثالث.

أمام لجنة التحكيم وقفت الفتيات لسرد فكرتهن، التي تعتمد على إنشاء متحف كبير ينقسم إلى مسارات مختلفة؛ يبدأ بالدخول إلى تاريخ السينما المصرية وأبرز من ساهموا في تأسيسه، فيما يضم كل فرع منها حكاية عن رُكن هام من الصناعة؛ الملابس، الإنتاج، التصوير وصولًا إلى شخصيات مؤثرة في عالم السينما.
شرعت الفتيات في تنفيذ نماذج من تصورهن عن المتحف، اعتمدن في وسيلة العرض على تقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي والهولوجرام "عشان يكون في تفاعل مع اللي بنعرضه من الزوار، هنحكي عن التاريخ ونرجع بآلة الزمن للماضي لكن باستخدام التكنولوجيا الحديثة عشان المتفرج يعيش اللحظة".

في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي، دار ذلك الحديث أمام لجنة التحكيم من مهرجان الجونة، والتي ضمّت شخصيات مختلفة من بينهم المهندس عدلي توما الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في منصة Gemini Africa، الفنانة شيرين رضا، والمخرج أمير رمسيس "كنا آخر ناس في اللائحة تتكلم عن مشروعها، وسمعنا تعليقات مشجعة وكمان فتحت لنا أفكار إزاي نطور في المشروع عشان يبقى على أرض الواقع"، لكن لم تتوقع الفتيات أن يصلن للمركز الثالث.

سعادة غامرة للثمان فتيات، إذ يفتح لهن الفوز فرصة كبيرة في البحث عن طُرق لتنفيذ مشروعهن وأن يخرج من حيز تصور على ورق أو أمنية بداخلهن "اتعرفنا خلال المهرجان على عدد من المستشارين والمستثمرين اللي يقدروا يساعدونا، وعندنا الأسبوع الجاي لقاء مع مستشارين في إسكندرية"، تأمل فريدة ورفاقها أن يُكلل ذلك بتحقيق حلمهن "مستنية اليوم اللي أشوف فيه افتتاح المتحف وبنستقبل فيه الجمهور عشان يتعرفوا على عالم السينما".