لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترك وظيفته الحكومية و"اتكرم" في تراثنا.. محمد جمعة فنان تلقائي من الفيوم

03:00 م السبت 31 أكتوبر 2020


كتبت- شروق غنيم:
كانت الأجواء قاتمة؛ لا أحداث ثقافية ولا معارض تُقام، ظل محمد جمعة أسيرًا للمنزل كما سائر العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، يترّنح بين حُبه للفن والحال الاقتصادي الذي يضيق، يتذكر قراره في فترة التسعينات حين ترك وظيفته الحكومية لأجل الرسم، لكن ما إن ينظر إلى لوحاته يعاوده الإيمان بمساره "كل ما أبقى مخنوق أروح أطلّع كل اللي جوايا على الورق"، فتخرج لوحات رقيقة لريف الفيوم أو أماكن تراثية يشتهي زيارتها مُجددًا، غير أن الأعمال التي خرجت في لحظات "زهق" كانت سببًا في مشاركته بمعرض تراثنا للحرف اليدوية فأخرجته من الفترة العصيبة التي مضت.

خلال السبعة أشهر الماضية كان الحال صعبًا على جمعة، حتى وجد فرصة للحصول على قرض لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر من إحدى الجمعيات التنموية التي تساعد أصحاب الحرف اليدوية "خدت قرض بألفين جنيه اشتريت خامات محتاجها وبدأت أشتغل بروقان"، بعد الانتهاء من الأعمال الفنية شارك في مسابقة فحصل على مركزًا بها أهله للمشاركة في معرض تراثنا "كنت بروح هناك السنتين اللي فاتوا كمتفرج على الأعمال، فكانت أول مرة أروح كشخص هيعرض".

1

فيما كرمته السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضمن الفائزين بجائزة الأفضل للمشروعات الحرفية واليدوية ومتناهية الصغر، خلال زيارتها لمعرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية.

حكاية جمعة مع الرسم بدأت منذ كان صغيرًا، أحّب في البداية التصوير، حمل كاميرته بينما يبلغ الخامسة عشر عامًا في زياراته للأماكن الأثرية والتراثية في مصر، لكن حينما بلغ الثانية والعشرين من عمره في عام 1988 رُجحّت كفة الرسم أكثر "بقيت أزور نفس الأماكن بس ارسمها باستخدام سكين للرسم عشان يكون في طابع بارز للأماكن".

2

حفظ قلب ابن محافظة الفيوم شوارع الأماكن التراثية، يتجول في شارع المعز، المغربلين، الخيامية "كل مرة أروح بشوف حاجة جديدة وأحاول أعبر عنها في لوحة"، حتى صار توثيق الأماكن التراثية في مصر هاجسًا بداخله وسمتًا لأعماله "وبقيت بعمل معارض ليها"، كان آخرهم معرض حكاية مصرية الذي ضّم حوالي 20 لوحة تُبحر في شوارع القاهرة الفاطمية.
ركز الفنان الفيومي في أعماله على التراث غير أنه سلك دروبًا أخرى من الفن مثل النحت "أو رسم بيئات مختلفة، مثل الريفية والبدوية الشعبية ومشاهد طبيعية"، بالنحت أكمل مسيرة الاحتفاء بالماضي وشكّل على الحجر والألمونيوم الحنطور، ومهنة السّقا "لأن التراث في دمي، وعشقي من وأنا صغير".

3

حاول جمعة تطوير مهاراته المختلفة في عالم الفن، حتى يصبح وسيلة لكسب الرزق أيضًا ورغم العثرات التي قد يمر بها إلا أنه لا يندم يومًا على ترك وظيفة حكومية مستقرة لأجل الفن، وأينما يذهب سواء في معارضه أو خلال فترة عمله "دايمًا ولادي بيبقوا بيساعدوني ومعايا، ببقى حاببهم يتفرجوا ويعرفوا إن في طُرق مختلفة للشغل وأهم حاجة اللي تكون هاويها وبتحبها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان