خيوط برائحة فلسطين.. مبادرة لتعليم الأطفال "أب التطريز"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت- إشراق أحمد:
لم تكتفِ بسمة الناظر بتوفير أكثر من 250 فرصة عمل لسيدات وفتيات مخيم البقعة في الأردن، أرادت الشابة الفلسطينية أن تصل مبادرتها لأيدي كل طفل فلسطيني، أن تنقل تراث بلدها في التطريز إلى الأجيال الصغيرة، لذا أطلقت مع مطلع العام الجاري "أب التطريز" لتعليم الصغار فن المُطرزات الفلسطينية.
قبل نحو عام، فكرت الناظر مع رفيقاتها في وسيلة يتفاعل معها الأطفال كما تقول لمصراوي "أنا بحب اشتغل مع الصغار وننمي عندهم فكرة المحافظة على التراث"، سبق أن فعلت هذا في منتجات خرجت عن مبادرة "خيوط" التي أطلقتها قبل خمسة أعوام لمساعدة سيدات وفتيات مخيم البقعة.
بأيدي نساء "البقعة" اُنتجت قمصان للفتيات الصغيرة بتطريز يحمل طابع المدن الفلسطينية، وللفتيان ربطات عنق بقماش "حطة" الرأس المعروفة في فلسطين. رغبت الشابة المقيمة في عَمّان ألا تقتصر الهُوية على أزياء تُرتدى لمرة واحدة في العام، بل تكون جزء من خزانة ملابس الصغار.
بمحتويات العلبة التي تحمل اسم "أب التطريز" يمضي الطفل نحو عالم التراث الفلسطيني، ويتفاعل مع رفاق له في دورات مجانية تقيمها المبادرة في الأردن لتدريب الصغار على استخدام الأدوات.
ورغم أن ظروف تفشي فيروس كورونا المستجد، أحالت بين استمرار الدورات، فلم تتمكن الناظر إلا من عقد دورتين فقط، ضم كل منها 15 طفلاً، لكنها أوجدت البديل في فيديوهات مصورة للشرح عبر اليوتيوب.
من خلال تعليم الأطفال التطريز، تستكمل الناظر هدف مبادرتها الأم "خيوط" في معاونة سيدات وفتيات أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن بين ١٠ مخيمات أخرى، إذ تصنع النساء المعيلات المنتجات، ومن بيعها يكون لهم دخل ودعم معنوي في آن واحد، تذكر الناظر مشروع "كشكشة بلادي" أول خط إنتاج لملابس الفتيات بالتطريز الفلسطيني، والذي قام على التكافل "مقابل شراء كل طقم يكون في طقم لفتاة في المخيم".
على مدار الأعوام أصبحت "خيوط" متنفس للنساء "حبيسات المنازل اللي أهلهم ما بيرضوا يطلعوهم من البيت والبنات اللي تاريكين المدرسة"، صرن يجدن في التطريز رفقة، وتذكير بهوية وطن حُرموا منه.
لم تغب أيدي المخيم عن "أب التطريز" رغم هدفه التعليمي "ساعدت السيدات في تجهيز الخيوط وحطهم بالأكياس وقطع طارات الخشب"، كان ذلك نجدة لهن في ظل أوضاع كورونا العصيبة " المخيم أوضاعه جدًا سيئة ومع الكورونا صارت أصعب. الناس ما بتقدر تعيش بدون ما يكون إلها دخل يومي".
حملت علبة أدوات التطريز الفرج لنساء المخيم، كما احتوت شيء غالي في نفس الناظر، فشخصية "تاتا هدى" التي قدمتها لتحكي للصغار خطوات التطريز هي جدتها الراحلة في مارس 2012، منها عرفت قيمة هذا الفن الفلسطيني، بعدما تركت لها ولأسرتها قطع مطرزة بالنقوش الخاصة بمدينة الخليل الفلسطينية.
كان فيروس كورونا عقبة في طريق المبادرة "المبيعات تقريبًا وقفت كليًا من شهر مارس ما كنا قادرين نطلع منتج، كتير من المواد بطلت في عمان، لأن المطارات سكرت (قفلت) والاستيراد سكر (قفل)".
رأت الناظر أنه ليس أمامهم سوى الخروج بمنتجات تدعم سيدات المخيم خلال هذه الفترة، فحققت أدوات التطريز الهدف ومن ناحية أخرى "كانت فرصة لمساعدة الناس في البيوت لأن بهاي الفترة صارت الناس تحب تتسلي بشي"، ولم يكن هناك أفضل من اجتماع أبوين مع طفلهما بينما ينتج مطرزات فلسطينية.
سعادة الصغار بإنتاج تطريز بأيديهم يذيب عن الناظر ورفيقاتها أي مشقة كانت، فيما تفخر الشابة الفلسطينية أن مشروع "أب التطريز" تميز دون ما سبقه بكونه منتج محلي بالكامل نظرًا لما فرضته أوضاع كورونا.
نحو ٥ مشاريع أطلقتها مبادرة "خيوط"، مع كل منها تطرق الناظر المزيد من الأبواب، تتمنى أن تبلغ أكثر من 20 دولة وصلت إليها منتجات مخيم البقعة، بينما تزداد تمسكًا بحملها بأن "ينسج المشروع خيوط التشارك بين الأجيال المختلفة وينقل التراث الفلسطيني عبر المسافات الجغرافية من مدن وقرى ومخيمات فلسطين إلى كل مكان".
فيديو قد يعجبك: