بالصور- صانعا جائزة المُلهم لـ"محمد صلاح" يرويان كواليس المهمة الصعبة (حوار)

كتب- محمد مهدي:

قبل أيام معدودة من تكريم النجم "محمد صلاح" في احتفالية من قِبل اتحاد الكرة المصري، تلقت "مروة سامي" مهندسة معمارية ومُصممة طلبًا من إدارة الاتحاد بصنع درع من أجل إهدائه إلى اللاعب الكبير، كان ذلك بمثابة تحدي لها لتصميم وصناعة الجائزة خلال وقت قياسي، تجربة مثيرة ترويها الفنانة الثلاثينية في حوارها مع "مصراوي".

كانت اللجنة الخماسية باتحاد الكرة، أقامت مساء أمس الأربعاء، احتفالية تكريم لـ"محمد صلاح" بعد تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج" الموسم الماضي، ومنحه جائزة "المُلهم" بحضور عدد من رموز ولاعبي كرة القدم المصرية، من بينهم حسن شحاتة المدير الفني السابق لمنتخب مصر ومحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، ومجدي عبدالغني عضو اتحاد الكرة السابق.

لم تنم "مروة" جيدًا في تلك الليلة، دار في عقلها عشرات الأفكار لتصميم الجائزة "حسيت إن (السلويت) لشكل محمد صلاح نفسه هو أفضل اختيار، لأنه أيقونة في مصر والعالم" رغبت في إضافة عناصر تعبر عن هويتنا "زي خريطة مصر أو حروف هيروغليفية" لكنها تراجعت في نهاية المطاف حتى لا يخرج العمل مشوشًا بكثرة التفاصيل "عرضت على الاتحاد الفكرة وهما رحبوا بيها ووافقوا عليها" تذكرها المصممة الشابة بحماس.

لماذا وقع الاختيار على "مروة" لتلك المهمة الكبيرة؟ تتذكر حينما تقدمت بأحد أعمالها في مسابقة لاتحاد الكرة لتصميم كأس السوبر المصري، الذي أُقيم في فبراير الماضي "مختاروش وقتها الكأس اللي صممته لكن اتعرفوا على شغلي" ليُطرح اسمها من جديد عند التخطيط لاحتفالية "مو صلاح" خاصة مع وجود أعمالها دائمًا في المحافل العالمية مثل " The international Design and Architecture awards" لم ترغب في إفلات الفُرصة "خاصة إن (صلاح) اسم كبير وشخصية ملهمة للجميع".

بعد الانتهاء من التصميم الأخير للدرع فضلًا عن وضع المقاسات المناسبة توجهت "مروة" إلى "إسلام غريب" أستاذ مساعد بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان "لتنفيذ الخطوات التقنية والمسائل الخاصة بالورش اللي هتصنع الدرع" تحمس الرجل الثلاثيني للتعاون، كان عليه خوض جولات عديدة في ورش متخصصة بمنطقة الحسين "ابتدينا بحفر الوش بخامة النحاس، ثم الكلام المكتوب على الدرع، والقعدة الخشبية" يقولها غريب في حواره مع مصراوي.

لا يخفي الفنان الثلاثيني التخوفات التي ملأت قلبه من وقوع أي ضرر للدرع خلال تنفيذه، الوقت لا يسمح بأي ظروف طارئة، لديه فقط 48 ساعة لتحقيق الطلوب، لدى الرجل خبرة سابقة استخدمها خلال التجربة "صممت قلادة جامعة حلوان، وهدايا تذكارية لعدد من الوزراء والشخصيات العامة" كان الجميع يعمل بهمة رغم عدم معرفة عمال منطقة الحسين بأنها ستصبح يوما ما ملكا لنجمهم المفضل "صلاح".

لحظة بلحظة تتابع "مروة" خطوات تصنيع الدرع، يُطمئنها "غريب" من حرص الجميع على تنفيذ الجائزة بصورة مُشرفة، يضعها الأخير في علبة خاصة "عشان نحافظ عليها وتوصل لمحمد صلاح بدون خدش" استلمتها المصممة الشابة ونقلتها إلى اتحاد الكرة في الساعة السابعة صباحا من يوم التكريم "سبتها ورجعت البيت عشان أتابع الاحتفالية" تنفست الصعداء قليلًا غير أنها ظلت قلقة في انتظار رد فعل هداف فريق ليفربول الإنجليزي.

عبر شاشة التلفزيون والمواقع الإخبارية الرياضية شاهدت "مروة" وأيضًا "غريب" لحظات تسلم محمد صلاح للجائزة، بدا الأخير سعيدًا بينما يحمل الدرع بين يديه "لما شوفته مبسوط اطمنت إننا عملنا حاجة كويسة" تقولها المصممة الشابة فيما شعر شريك التجربة بالسعادة "أكتر شيء فخور بيه إن الدرع صناعة مصرية خالصة" زادت فرحته باتصال من أحد العمال المشاركين في تنفيذه "مكنش مصدق إن صلاح ماسك حاجة عملها بإيديه، كان طاير من الفرحة".