مكرمية "كافاندولي".. رانيا تعيد إحياء مشروع والدتها بعد 30 عاما
كتبت-دعاء الفولي:
بينما كانت في الرابعة عشر من عمرها، قضت رانيا يحيى أوقاتا سعيدة رفقة والدتها. تعلمت كيف تغزل الخيوط سويا لتصنع قطعة فنية، أتقنت حيل كثيرة عن "المكرمية"، ذاع صيت والدتها في الصناعة، لكن في بدايات التسعينيات انطفأ نجم الفن، بات قديما فتوقفت الأم عن العمل، ظلت "المكرمية" ذكريات تُحكى داخل المنزل، قبل أن تعيد رانيا إحياء المشروع قبل عام.
المكرمية أو فن العُقدة ظل شغف رانيا الأكبر رغم عملها في مجال الإرشاد السياحي، كانت تربط حكاياتها للزائرين بالحرف اليدوية في مصر "لما بنكون مع فوج ورايحين الحسين مثلا يتفرجوا ببقى مبسوطة أكتر منهم"، قبل حوالي تسع سنوات مع تراجع مجال السياحة حاولت رانيا العمل في أكثر من شركة "سواء في حجز الطيران او الرحلات بس متبسطتش لأني مبحبش قعدة المكاتب"، ظلت حرفة والدتها تتردد على ذهنها "لحد ما قررت من سنة أبدأ أرجّعها تاني".
لم يكن رجوع رانيا للحرفة سريعا "فضلت شهور أقرأ عنها، وأعرف وصلت لفين دلوقتي"، فبينما اقتصرت الحرفة خلال التسعينيات على صنع قطع محددة جدا "زي المفارش أو الشنط البسيطة"، بات الفن الآن أكثر انتشارا "بقى يتعمل منه ستاير وسجاجيد حاجات كتيرة"، ظنّت رانيا أن يدها ستجد صعوبة في غزل الخيوط "بس مجرد ما رجعت أشتغل واحدة واحدة لقيتني فاكرة حاجات كتيرة"، في تلك الأثناء كان رأي الوالدة ملازما للابنة "لما حكيت لها إني هبدأ المشروع استغربت جدا، كانت فاكرة إن المكرمية ماتت ومبقاش ليها وجود".
عبر صفحة على موقع فيسبوك، أطلقت رانيا مشروع "كافاندولي"، تضحك إذ تقول "الناس مكانتش فاهمة الاسم لحد ما قولتلهم إنه اسم غُرزة في فن المكرمية"، حين قرأت الابنة عن الحرفة علمت أن منبعها من صيادين البحر المتوسط الذين استخدموا حبال المراكب لصنع عُقد مختلفة وأشكال "وكانوا بيبيعوها في أول سوق يقابلهم والفن اتطور مع الوقت واتغير"، لم تذكر صاحبة المشروع شيئا عن نفسها عبر الصفحة، كتبت "إنه مشروع لسيدة اسمها نعمة في التسعينيات قدرت بشغلها توصل لدول برة مصر"، يعتري الفخر رانيا حين تذهب بمشروعها لأي معرض "الناس لما بتعرف إنها أمي بيتبسطوا جدا، حتى التجار اللي بتعامل معاهم بيقدمولي مساعدة بسبب شغلها اللي فاكرينه لحد دلوقتي"، فيما لم يتوقف الدعم عند ذلك، فجمهور ما تقدمه رانيا يزداد يوما بعد الآخر.
"أكتر حاجة الناس بتحبها إنه المكرمية يتعمل بيه حاجات كتيرة"، لكن الأمر ليس بتلك السهولة "هو قايم على الإيد بشكل أساسي مفهوش إبر، شوية عُقد فيها فن وتفكير"، تتفاوت القطع في الوقت الذي تستغرقه حسب شكلها، بعضها يحتاج من رانيا رسم على الورق وحسابات منضبطة قبل العمل "خاصة لو هعمل حاجة فيها شكل أرابيسك لازم تبقى بنسب"، وقد تستغرق الواحد 10 أيام من العمل لإنجازها.
أحلام صاحبة "كافاندولي" واسعة، لا تتوقف على نشر الفن داخل مصر، تنتظر فرصة عودة المزارات السياحية بصورة كبيرة وافتتاح المتحف المصري الكبير كي تحاول تسويق مشروعها للزائرين "بتخيل لو السياح اشتروا حاجة من المكرمية على شكل فرعوني أو إسلامي أو غيرها من الحاجات المصرية، أكيد دا هيكون شيء حلو ومختلف".
فيديو قد يعجبك: