حكاية ديربي (1)- "سلتيك" و"رينجرز".. نار تحت رماد الطائفية

كتب- محمد زكريا:

يحمل لقب أقدم ديربيات كرة القدم. تاريخ طويل من العداء المتبادل بين فريقي سلتيك ورينجرز، تعدى إطار الرياضة إلى ما يشبه الحرب. اتخذ ديربي اسكتلندا من الطائفية في مدينة غلاسكو حطبًا للتنافس، سلتيك محسوب على الكاثوليك، بينما رينجرز محسوب على البروتستانت، نار موقدة، في الملعب، كما خارجه.

قبل 129 عامًا، تحديدًا في 28 مايو عام 1888، أقيمت المواجهة الأولى بين سلتيك ورينجرز، عندما وافق رينجرز على دعوة سيلتك للعب، كان اللقاء وديًا، وانتهى بفوز سلتيك بخمسة أهداف مقابل هدفين لرينجرز، بينما لم تستمر تلك المودة طويلًا، بعدما دبت الخلافات الدينية في روح الكرة.

على يد الأغلبية البروتستانتية العاملة في اسكتلندا، تأسس نادي رينجرز في مارس 1872، وكان الدافع من التأسيس حسبما يعتقد المؤرخ المتخصص بشؤون النادي روبرت ماكلروي: "ثمة شعور داخل المجتمع الاسكتلندي بالحاجة لتأسيس ناد تكون قاعدته من المجتمع الاسكتلندي التقليدي"، وكان لافتتاح حوض لبناء السفن على مقربة من ملعب "يبروكس" الخاص برينجرز دوره في تدفق العمال من بلفاست في العقد الثاني من القرن الـ20، اعتمدت الشركة المشغلة سياسة عدم توظيف أي عامل كاثوليكي، واقتصر عمالها على البروتستانت، ونظرًا لكون الملعب قريبًا من مقر عملهم، أقبل هؤلاء على تشجيع نادي رينجرز.

بينما تأسس نادي سلتيك في نوفمبر 1887، على يد الراهب الإيرلندي الكاثوليكي أندرو كيرينز، كمبادرة خيرية لتخفيف حدة الفقر في أوساط المهاجرين الإيرلنديين، الذين قدموا إلى غلاسكو في زمن "المجاعة الكبرى" في العقد الـ5 من القرن الـ19.

مسح أقامه مجلس مدينة غلاسكو عام 2003، أشار إلى اعتقاد الناس بأن "الطائفية ما زالت سائدة في غلاسكو"، فيما انقسم الجمهور بقوة على العلاقة بين كرة القدم والطائفية، حيث وجد الباحث ستيف بروس أن حوالي 3% من جرائم القتل في اسكتلندا على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن سببتها الطائفية، على خلفية الولاءات لكرة القدم وليس بسبب الدين أو العرق.

"نحن نكره الكاثوليك..

الجميع يكره الرومان الكاثوليك!

نحن رينجرز..

نقتل الكاثوليك على سبيل المرح"

من أغاني جماهير رينجرز

"عندما تحلّق الراية الخضراء عاليا

فسوف يقاتل السلتيك حتى الموت

كي لا يحكمنا البرتقاليون اللقطاء..

وصفّق إذا كنت تكره رينجرز الملعون"

من أغاني جماهير سلتيك

تجاوز مجموع ديربيات مدينة غلاسغو بين الناديين الـ400 مباراة، وفي كل مرة يتأهب جماهير الفريقين لمنافسة حامية، شغب، في الملعب كما خارجه، ربما تشتعل نارًا تحت رماد الطائفية.