لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا لو توقف الإنترنت للأبد؟.. 3 حكايات عن "فَضْل" جوجل واليوتيوب

02:29 م الأربعاء 16 ديسمبر 2020

جوجل

كتبت-رنا الجميعي:

عام 1998 ظهر محرك البحث جوجل للعالم، لحقه موقع اليوتيوب بعدها بسبعة أعوام، كواحد من الخدمات التي يُقدّمها جوجل، وواحدة من خدماته أيضًا هو البريد الإلكتروني "الجيميل"، وفيما توقّفت خدمات جوجل عن العمل لأكثر من نصف ساعة، أمس الأول، علّق العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية حول الأمر، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه بعدما رجعت الخدمات للعمل مرة أخرى، لماذا نحتاج إلى يوتيوب وجوجل في حياتنا؟

في اللحظة التي توقفت فيها خدمات جوجل عن العمل، حوالي 12 ونصف من ظهر يوم الاثنين الماضي، كانت سلمى الديب تحضر اجتماعًا على تطبيق "زوم"، فجأة قُطع الاجتماع، تزامنًا مع توقف الخدمات "لكن مفهمتش ايه سبب القفل، وهل له علاقة بجوجل ولا لا"، و يعتبر "زوم" واحد من التطبيقات الخاصة بالمكالمات عبر الفيديو.

كل ذلك ولم تعلم سلمى عن توقف خدمات جوجل إلا بعد دخولها موقع الفيسبوك ، فعرفت من تعليقات أصدقائها حول الأمر، فيما شعرت بالضيق حين وجدت موقع اليوتيوب أيضًا مُعطّل، منذ سنوات اكتشفت الشابة العشرينية فضل اليوتيوب عليها "كنت وقتها في تانية جامعة، واكتشفت قنوات التعليم عليه"، فتعوّدت سلمى أن تلجأ إلى اليوتيوب في أي معلومة لا تفهمها خاصة بدراستها للطب.

ولم يكن اليوتيوب رفيق سلمى في الدراسة فقط، بل في الكثير من أمور حياتها؛ فيُنقذها تارة من المزاج السيء "في الأيام اللي بكون متضايقة ومش عارفة أفطر فيها ايه"، خلال فترة التوقف ظلت الذكريات تتداعى على ذهن سلمى "كل الحاجات اللي مش فاهماها سواء في الطبخ أو الحياة" مثل الفيديوهات الخاصة بالـ"life hacks": "اليوتيوب كان دايمًا صديق وفي وموجود طول الوقت" ، حتى في الأوقات التي لا تنعم فيها سلمى بنوم هادئ "بشغل موسيقى هادية عليه تساعدني أنام".

1

من ضمن 2 مليار يستخدمون جوجل وخدماته، يستخدمه أيضًا أشرف عصام، صحيح أن محرك البحث ذاته لم يتوقف عن العمل، لكن العُطل الإلكترونى جعل أشرف يفكر فيما إذا توقف جوجل نفسه؛ يستخدم الشاب محرك البحث منذ أن تعرّف على الإنترنت عام 2007 "وقتها أنا قولت لبابا يدخل النت عشان أقرا الجرايد عليه"، فالشاب الذي تخصص في قسم الصحافة بكلية الإعلام وجد الإنترنت فرصة عظيمة لتصفح الجرائد جميعها "بدل ما كنت بشتري جرنان ولا اتنين".

لكن الأمر لم يقتصر عند ذلك؛ فقد صار جوجل منجمًا بالنسبة لأشرف، الذي اهتم بعد ذلك بمشاهدة الأفلام العالمية "وبدل السايبر اللي كنت بروحه عشان أحمل الأفلام، بقيت أحمّل من على النت"، فيما رأى أشرف أن محرك البحث الشهير كان سببًا في تحصيله على ثقافة سينمائية كبيرة "مكنتش بس بتفرج على أفلام، كنت بقرا كتير كمان عن الأفلام والسينما"، مما مكّنه من العمل الآن في واحدة من شركات توزيع الأفلام الشهيرة.

وإلى الآن لم يستغنى أشرف عن جوجل وخدماته، ففي عمله المعتمد بالأساس على البحث "لازم أدور على المعلومات الخاصة بالأفلام، زي إني أدور على اسم الفيلم مظبوط، اتعمل سنة كام"، فالبحث عن قواعد البيانات الخاصة بالأفلام هو عمود أساسي في عمله، وبالنسبة لخدمات جوجل وعلى رأسها "الجيميل"، فإن جزء من عمل الشاب أيضًا يدور داخل البريد الإلكتروني وخدماته الملحقة المسماة "جوجل درايف": "كل ملفات الشغل عليه، ولو احنا مجموعة بتشتغل على ملف، بنشتغل على جوجل درايف"، وحينما توقف جوجل عن العمل لم يتمكن أشرف من الوصول إلى بريده "وخفت ساعتها على الشغل اللي عليها، وفكرت لو الشغل ده طار هتبقى مصيبة، لأني مش مخزن الملفات دي على الكومبيوتر".

ليس عمل أشرف فقط المرتبط بعالم جوجل واليوتيوب، بل إن زوقه الفني أيضًا مرتبط به، حينما يُحب سماع أغنية لا يلجأ كما كثيرين إلى تطبيق "الساوند كلاود"، بل إلى موقع اليوتيوب "عشان سهل أوصل للأغنية الأصلية عليه"، حيث يمتلأ تطبيق الساوند كلاود بنسخ للأغاني بأصوات رواده، وليس بأصوات مطربيه الأساسيين، كما أن الشاب يهوى سماع الأغاني بإختلاف الحفلات التي قُدّمت فيها "فكرة إني أسمع أغنية من حفلة قديمة مثلا أو سنة معينة سهل ألاقيها على اليوتيوب".

2

ربما يتوقف عمل أحمد سعيد نهائيًا، في حالة توقف جوجل للأبد، لأن الشاب يعمل كسائق في شركة "أوبر"، وتعتبر شركة تكنولوجيا متعددة الجنسيات تتيح لمستخدمي الهواتف الذكية طلب سائق مع سيارته بهدف التنقل، وسعيد واحد من مئات آلاف المصريين الذين يعملون كسائقي "أوبر"، ويعتمدون بشكل أساسي على خدمة خرائط جوجل، التي توقفت أيضًا ضمن خدمات جوجل.

"لو مفيش تطبيق خرائط جوجل أنا شغلي هيوقف"، لأن أحمد مثل سائقين كثر لا يعرفون الطرق جيدًا، كما أن القيمة المادية التي يدفعها الراكب يُقدّرها تطبيق أوبر عن طريق خدمة جوجل أيضًا "كدا أنا مش هعرف أقوله حسابه كام لأنه مش هيبقى متاح معرفة عدد الكيلوهات اللي مشيتها"، كما أن أحمد سيضطر وقتها للسؤال دومًا عن الطريق المتجه إليه "لأن العميل مش عارف الطريق وأنا متعود أتحرك بالجي بي اس".

هكذا يحتاج سعيد لجوجل، فهو جزء أساسي من حياته العملية، ولا يتخيل الشاب أبدًا توقفه نهائيًا، وقتها سيكون الأمر بالنسبة له ككابوس "احنا من غيره مش هيكون في أوبر أصلًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان