لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالزرع والكُتب.. سوري يحول مُخيم نزوحه إلى جنّة خضراء

09:49 م الخميس 03 ديسمبر 2020

المخيم

كتبت- هبة خميس:

قبل تسعة أعوام كان وسام دياب طفلًا لم يكمل العشرة أعوام بعد، وفي بلده سوريا قرر الإمساك بعلم بلاده الأخضر ليلتحق بالمظاهرات التي خرجت في الخامس عشر من 1 مارس عام 2011، يحمل الشموع وأعواد الزيتون بريف مدينة حماة الشمالي، لكن ما حدث في أعقاب ذلك اضطره هو وأسرته لترك منزلهما والرحيل بعيدًا "رحنا بيت جديد به قبو، وقت ما بيصير قذف كنا ننزل عليه ونقعد كلنا بغرفة واحدة لنموت سوا".

ظلت أسرة وسام في ذلك البيت حتى عام 2016 حينما حدث تصعيد من الجيش السوري على قٌرى الشمال، قررت الأسرة ومعظم أهالي المنطقة النزوح لأماكن أخرى، لكن اعتقال أخيه ثم استشهاده كان سببًا في تأجيل الأسرة تلك الخطوة. فتّشت الأسرة عن سُبلًا للاستقرار، سكنت منزلًا أخر، عاد وسام إلى دراسته بعد انقطاع ثلاث سنوات، أنهى الفصل الأول بنجاح، لكن كل تلك التفاصيل اهتّزت حينما استشهد صديقه، ساءت حالته النفسية وقرر ترك الدراسة، فيما كانت الطامة الكُبرى حينما هاجمت قوات النظام السوري منزلهم "كان النظام محتل المدينة وما فينا نرجع عليها أبدًا ولا حتى فينا نجيب أغراضنا "، لذا قررت الأسرة في تلك المرة النزوح.

1

أمام الأسرة لم يكن هناك مكان سوى التنقل بين المخيمات حتى استقروا في مخيم أخير على الحدود السورية التركية، أثناء تلك الفترة نبت الأمل في نفس وسام، الطفل الذي كبر أضعاف عمره لم يتمنى سوى الاستقرار وتلقى الكثير من دورات التمريض و المعالجة الفيزيائية "خلال سنة واحدة منقلين حالنا وأغراضنا خمس مرات ".

2.

في المخيم قرر "وسام" ترتيب الخيمة لتصير بيتًا له ولمن تبقى من أسرته، طوال حياته يعشق الزرع والكتب، لذا نظم كتبه التي يحصل عليها من مكتبة مجانية بالمخيم وأحيانًا يضطر للتوصية لطلب كتب بالإسم ونسق شتلات الزرع التي يهتم بها طوال الوقت ليحول خيمة المخيم لمنزله الأخضر كما يطلق عليه.

عدة صور لمنزله شاركها على السوشيال ميديا نالت تفاعل الناس بشكل مكثف وحظيت على استحسان الناس "نزلتها بعفوية، مثل ما متعود أشارك يومياتي عالفيس بوك واتفاجئت بأقل من ساعتين بردود أفعال الناس عليها ".

برخم قسوة الشتاء في المخيمات والمطر الشديد يحاول وسام الحفاظ على نباتاته من المياه وحينما تمتليء الخيمة بالمياه يرفع الكتب والنباتات كي لا تموت، و برغم تلك الظروف السيئة يتعلق الشاب السوري بفصل الشتاء أكثر من الصيف بسبب سخونة الشمس التي ترهقه في الصيف .

يرى وسام أن الأمل هو الشيء الوحيد الذي أبقاه على قيد الحياة هو وأسرته "الشيء الوحيد اللي تبقى لي"، ولكل من عاشوا ظروف شبيهة وسط الحرب وهو الذي دفعه لتحويل خيمته لتصبح بيت صغير يسعه و يسع كتبه التي يحبها.

4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان