لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة "نادية".. سيدة مكافحة من "الاسكوتر" إلى "البيع أونلاين"

06:08 م الأحد 06 ديسمبر 2020

كتبت- هبة خميس:

على مشارف الأربعينات من العمر، يصعب على الناس البدء في تعلم شيء جديد، ترك العمل المعتاد أو محاولة الخروج عن المألوف، لكن بخلاف المتوقع في تلك المرحلة من العمر، قررت "نادية عبد الصمد" في بداية الأربعينات الخروج عن المألوف قليلاً، حينما عملت كـ"ديليفري".

منذ خمس أعوام قررت "نادية" شراء "اسكوتر" للتنقل به في شوارع مدينتها الإسكندرية: "إسكندرية مدينة صغيرة وبالنسبة لي كان سهل اني اعمل كل مشاويري بالاسكوتر، بعيد عن زحمة المواصلات". مكالمة قصيرة مع صديقة لها اعتادت الشراء منها أونلاين، تعللت بتأخر الطلبات بسبب عدم وجود "دليفرى" لتوصيل الطلبات لها، كانت فارقة في حياة "نادية"، ففي لحظة ردت على صديقتها بنيتها العمل "ديليفري"، وكان تطلب الأمر لذلك موافقة فقط من زوجها، والذي لم يمانع الفكرة: "قالي جربيه، ولو مش مناسب سيبي الشغل".

فور تخرجها من كلية الآداب جامعة الإسكندرية، عملت "نادية" بمكتبة الإسكندرية، لكن بعد زواجها اضطرت لترك عملها والتفرغ للمنزل "زي معظم الستات سبت شغلي علشان لما يكون عندنا أطفال أقدر أديهم وقتي، لكن للأسف ربنا مرزقناش بيهم". سنوات طويلة قضتها "نادية" في المنزل، بحثت عن عمل لكنها لم تجد فرصاً مناسبة لها أبداً، حاولت مثل غيرها العمل في "الهاند ميد" لكنها لم تجد إلا الإحباط وقتها، فاضطرت لإنهاء ذلك العمل.

تعلقت نادية بالعمل كـ"ديليفري"، تلك المهنة التي مكنتها من التحرك بحرية في شوارع المدينة، لكن في الشتاء تطاردها الأمطار العنيفة، فتضطر للجلوس في المنزل انتظاراً لانتهاء النوة، تلك الفترات تعترف "نادية" بأنها الأصعب عليها، إذ أنها اعتادت على العمل في الخارج والحركة الكثيرة التي ساعدتها على خفض وزنها دون التقيد بنظام غذائي صارم.

ثمة منغصات تعاني منها؛ نظرة الناس للوظيفة بأنها دون المستوى، ودهشة الناس كونها سيدة تعمل بتلك الوظيفة: "الزباين الستات كانوا بيندهشوا جدا، وبيفرحوا أني ست لأنهم اتعودوا أنه الديليفري بيكون راجل، إنما باقي المضايقات اتعودت عليها من أول ما قربت استعمل الاسكوتر".

في مارس الماضي، فور الإغلاق الجزئي بسبب "كوفيد-19"، ازدهر عمل "نادية"، فأصبحت وظيفة الديليفري شيء صعب الاستغناء عنه في ظل خوف الناس من النزول والاختلاط، أصبح الديليفري أهم وظيفة في مصر، ولم تعاني "نادية" من غياب العمل وقلته مثل معظم الوظائف، ومنذ تلك اللحظة تعتبر "نادية" أنها تعمل في أكثر مهنة خدمية في مصر.

لا تلتفت "نادية" لمحاولات الناس من إحباطها، ففي آخر محاولة للإنجاب كادت أن تفقدها حياتها، فقررت الاستمتاع بها، بعمل تحبه وبداية جديدة تسعدها، دون وجود الضغط النفسي المعتاد في العمل، وفي فترة قصيرة جداً ذاعت شهرتها بين باعة الأونلاين.
"نفسي الناس تعمل اللي هي عايزاه بغض النظر عن سنهم وكلام الناس، وكتير من أصحاب المواهب بيقفوا مكانهم بسبب ضغط المجتمع و الإحباط" هكذا تتمنى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان