90 يوم في المرسم.. كيف انعكس كورونا على ريشة فنان تشكيلي؟
كتبت-دعاء الفولي:
بينما كان العالم يتجه للإغلاق على إثر فيروس كورونا المستجد، انكمش الناس خوفا في منازلهم، باتت الشوارع خالية والحركة بحساب، عبّر كثيرون عن انزعاجهم من الوحدة، بينما كان الفنان التشكيلي هاني راشد يعبر عن شعوره بالأُلفة لأول مرة منذ فترة طويلة، فبسبب انغماسه في الرسم كان يبقى داخل المرسم لأيام "لكن وقت كورونا كنت حاسس إن الناس كلها زيي وبيونسوني"، ما جعله يوثق مشاعره المتضاربة بين الألفة والتقيد في 40 لوحة.
"90 يوم في المرسم" هو عنوان المعرض الأخير للرسام هاني راشد، والذي بدأ مطلع نوفمبرداخل جاليري "سوما" بالزمالك وينتهي غدا، يسرد راشد بالألوان والخطوط تفاصيل الأشهر التي قضاها داخل المرسم بينما يعثو كورونا فسادا في الخارج، ورغم اعتياده على الوحدة قبل الفيروس "بس كنت كمان حاسس إني محبوس"، أراد الفنان خلط مشاعر الضيق بالسكون بـ"عنف المشاعر والتناقض ما بين إننا قاعدين غصب عننا".
لطالما اعتبر راشد الفن وسيلة للثورة على كل شيء "أوّلهم نفسي"، ظلت اللوحات طريقته المثلى لمزج الحقيقي بالخيال، وهو ما فعله في المعرض الأخير، فرغم أنه لا يميل للواقعية في الرسم لكنه اختار غُرفة نوم عادية وجعل مكونات الصورة كذلك من الشارع "زي كلب بيجري في الأوضة أو حصان أو حد راكب موتوسيكل"، فيما كان الشق الخيالي هُنا "إن الحاجات دي أكيد مش جوة الأوضة بس هي بتعبر عن رغبتنا في الانطلاق بعيد عن سجن كورونا"، بينما ترك راشد بصمة أخرى برتوش الألوان على اللوحات "كأنها صرخة في وش كورونا".
رغم أن المعرض يسرد قصة التسعين يوما "لكن الانتهاء منه أخد حوالي 7 شهور"، ما أن تم إطلاقه حتى تلقى راشد ردود فعل واسعة "دا من المعارض القليلة اللي الناس اتفقت عليها لأنه كلهم عانوا من الانزعاج بسبب كورونا"، لم يطرد ذلك حالة الجدل لدى بعض جماهير المعرض "بسبب الرتوش اللي انا استخدمتها وأحيانا بسبب العناصر الغريبة في الصور"، لكن تلك التساؤلات لم تُضايق راشد "بالعكس، انا حبيتها لأنه بشوف إن الفنان مش مفروض يفسر اللوحة، لازم يسيب مساحة للناس تفكر وتكمل اللوحة بعقلها أحيانا".
مع بداية تفشي فيروس كورونا في مصر، ورغم القيود التي شعر بها راشد "لكن أي حدث بيحصل بيكون محفز ليا على الشغل، مش بحس بشلل أو بتخض منه"، ما أن استشرى الفيروس المستجد، حتى أخذ عقله يُفند تبعات ما حدث وتفاصيله، كيف سيؤثر على كل شيء، تفجّرت لديه مئات الأفكار، كان المعرض جزءً منها فقط، بينما تنتظر البقية فرصة أخرى لتخرج للنور.
فيديو قد يعجبك: