إعلان

سر "فايلر".. لماذا اختار نجوم كرة قدم الدفء العائلي بدلًا من الشهرة؟

11:40 م الثلاثاء 08 ديسمبر 2020

المدرب السويسري رينيه فايلر مع أسرته

كتب- محمد مهدي:

لم يصدق جماهير النادي الأهلي قرار مدربهم السابق "رينيه فايلر" بترك الفريق قبل أيام قليلة من المواجهات النهائية في بطولة دوري أبطال إفريقيا، لرغبته في العودة إلى بيته والبقاء رفقة أسرته بسويسرا، طفى تساؤل على السطح، كيف لهذا الرجل أن يترك مسؤوليته تجاه النادي والشهرة التي حصل عليها والأموال الضخمة من أجل هذا السبب؟!

تصرف غير اعتيادي بالنسبة لجماهير الكرة في مصر، دفع البعض إلى السخرية من تمسك "فايلر" باحتياجه للسفر إلى موطنه وعائلته، وجه أخريين رسالة شُكر إلى زوجته لكونها السبب خلف قراره في إشارة لأنه ليس سيد قراره، فيما أعتقد عدد من المشجعين أن المدرب السويسري اتخذها حجة للخروج من القلعة الحمراء لتدريب فريق منافس لكن ذلك لم يحدث.

ابتعد "فايلر" عن المشهد منذ أكثر من شهر، لكنه عاد من جديد إلى الواجهة برفضه عرض من فريق نانت الفرنسي، مؤكدًا أن الوقت غير مناسب وأهمية قضاء عطلة الكريسماس بين أفراد عائلته نظرًا لغيابه فترة طويلة خلال عمله داخل مصر. وفقا لصحيفة سويسرية،

يأتي الأمر بعد أيام من تصريحات تلفزيونية لأمير توفيق، مدير التسويق والتعاقدات بالأهلي، الذي أكد فيها أن الأسرة "هي رقم واحد عند فايلر" على حد تعبيره مضيفًا أنهم شعور بالقلق من انتشار فيروس "كورونا" وأراد التواجد معهم في تلك الظروف.

أضاف "توفيق" في أحد البرامج التلفزيونية عن "فايلر" أن أدائه تأثر بعد عودة المباريات في زمن "كوفيد-19" كما أُصيب بمشكلة نفسية عند إصابة مساعده الأجنبي في النادي الأهلي بفيروس "كورونا" المستجد.

"فايلر" ليس الوحيد الذي اختار أسرته في هذا التوقيت، فبحسب تصريحات لمهاجم الزمالك السابق "كاسونجو كابونجو" فقد تلقى اتصالات من فريق الاتحاد السكندرى بعد أيام من انتهاء عقده بالتراضي مع القلعة البيضاء، غير أنه امتنع عن التفاوض لأنه يريد العودة إلى بلاده.

وأكد اللاعب الكونغولي خلال لقاء مع قناة الزمالك الرياضية حاجته النفسية إلى لقاء أسرته موضحًا عدم رغبته في لعب كرة القدم في الفترة الحالية، خاصة مع ابتعاده عنه لمدة طويلة بسبب ظروف تفشي "كوفيد-19" وإغلاق المطارات، وأنه أبلغ وكيله بذلك.

لا يعتبر الدكتور محمد فتحي، أخصائي الطب النفسي، أن تلك الاختيارات جنونية أو قابلة للسخرية "التوازن بين الحياة الخاصة والعمل شيء ضروري للغاية، وبعض الناس يحتاجون إلى استقرار أسري من أجل تحقيق الاستقرار النفسي" لذلك لا يجب التعجب من تعثرهم النفسي وحاجتهم للدفء العائلي.

ويرى "فتحي" أن الأثار السلبية لابتعاد بعض الأشخاص عن ذويهم تظهر أحيانًا في أوقات الأزمات الكبيرة مثل ما جرى في العالم منذ عام بتفشي فيروس "كورونا" المستجد" نتيجة لشعورهم بالقلق الشديد على أفراد العائلة "ودا جزء طبيعي في كيان أي إنسان ولابد من احترامه".

تجربة مشابهة جرت في الصين بعد تقدم لمدرب الهولندي جيوفاني فان برونكهورسن، الجمعة الماضية، استقالته من مهمة تدريب فريق "جوانزو أر أف" رغم عدم انتهاء عقده مع النادي، معللًا ذلك لتمنيه البقاء لوقت أطول مع عائلته.

وعبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار مدرب فينورد الهولندي السابق، إلى أن مغادرة النادي الصيني في وقت قريب جدًا أمر مخز، لكنه في طريقه إلى أسرته، متطلعًا إلى رؤية فريقه في ظروف أكثر سعادة بالمستقبل.

ويعتقد أخصائي الطب النفسي، أن الأشخاص الذين يتعرضون يوميًا لضغوط كثيرة من خلالهم عملهم مثل تدريب كرة القدم وغيرها من المهنة الشاقة ذهنيًا يصبح لديهم احتياج إلى الاقتراب من ذويهم "لأن طبيعة أعمالهم تستهلك الكثير من الطاقة، والحل هو الأسرة من أجل تخطي الأوضاع الصعبة سريعًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان