لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من أمام التعبئة والإحصاء.. كيف تابع المارة تسجيل الساعة السكانية 100 مليون نسمة؟

05:55 م الثلاثاء 11 فبراير 2020

الجهاز المركزي للتعبئة العامة

كتب- رمضان حسن ومحمود عبد الرحمن:

على بعد أمتار قليلة من الساعة السكانية الموجودة أعلى مبني الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يجلس محمد جاد أمام كشك صغير لبيع الجرائد والمجلات بشارع صلاح سالم. 20 عاما قضاها الرجل الأربعيني أمام الجهة الحكومية المسؤولة عن تعداد سكان مصر، دون أن يعرف منها عدد السكان، "كنت بتابع عدد السكان من صفحة الأخبار والتقارير في جريدة الأهرام، بس ماكنتش أعرف بيحسبوها إزاي".

وفي أحد أيام صيف 2012، فوجئ الرجل بوجود ساعة رقمية كبيرة معلقة على مبني الجهاز المركزي، وضعتها وزارتي التخطيط للإعلان عن معدلات الزيادة السكانية في مصر، تغير أرقام الساعة كان يثير اهتمامه وأصبح لديه الفضول لمعرفة آلية عمل الساعة السكانية "عنيا كانت بتقع على آخر رقم وكنت بلاحظ أنه بيزيد 2 في كل 30 ثانية تقريبا أو أكثر"، يقول جاد.

صورة 1  (1)

تعمل الساعة على تسجيل المواليد والوفيات إلكترونيا في وقت واحد من خلال مركز البيانات بوزارة الصحة لحظة بلحظة، بحسب عبد الحميد شرف الدين، رئيس قطاع الإحصاءات السكانية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والذي أوضح أن آلية عمل الساعة اختلفت تماما بعد أغسطس 2017، "تم ربط الساعة إلكترونيا مع قاعدة البيانات بوزارة الصحة المتصلة تلقائيا بجميع وحدات ومكاتب الصحة بجميع المحافظات".

يتذكر جاد أول تعداد ظهر للساعة بعد عملها عام 2012، " فاكر أول ما الساعة اتعملت كنا 75 مليون، وكنت بشوف خانة المليون بتتغير في السنة مرتين "، وقتها كانت الساعة تعمل بالآلية القديمة القائمة على معادلة الزيادة الطبيعة لسكان مصر "الساعة كانت قبل 2017 بتزيد فرد كل 15 ثانية تلقائيا، ودا كان بناء على حساب الفرق بين المواليد والوفيات"، يؤكد عبد الحميد.

لم يكن جاد الوحيد الذي كان يتابع زيادة سكان مصر على الساعة الرقمية دون أن يعرف آلية عملها، فأمام أبواب أحد العمارات المقابلة لمبني الجهاز المركزي، وقف إبراهيم عبد الحميد، موظف أمن بمؤسسة خيرية، يتابع باهتمام من حين إلى آخر تصاعد الأرقام وانخفاضها على الساعة، بعدما علم من وسائل الاعلام أن تعداد سكان مصر سيتخطى حاجز الـ 100 مليون نسمة، يقول " أنا موجود هنا لما كنا 95 مليون والنهاردة ركزت معها أكتر عشان أشوف الرقم".

على مدار عامين هما مدة عمل إبراهيم بالمؤسسة، كان يتابع الساعة السكانية وخصوصا خلال فترة عمله الليلية، ينظر إليها باستغراب، فالأرقام ذات اللون الأحمر تتصاعد تلقائيا وفي بعض الأحيان تنخفض مرة أخرى. كان يظن أن مجموعة من العاملين بالجهاز يقومون بوضع الأرقام لحظة تسجيل المواليد وتخفيضها لحظة تسجيل الوفيات "كنت مفكر إن الموظفين اللي في الجهاز هما اللى بيغيروا أرقامها"، إلا أن حديث جمعه بأحد العاملين بالجهاز أخبره بطريقة علمها.

يقول مصطفي سعد، رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الجهاز: لا يوجد فريق عمل تابع للجهاز لتحديث الساعة السكانية كما يعتقد البعض، "تغيير الأرقام مرتبط بوزارة الصحة، ولا نملك معلومات أو تفاصيل خاصة بالمواليد والوفيات، مثل أسمائهم وأماكن تواجدهم".

يتذكر إبراهيم يوم أن توقفت الساعة منذ شهر تقريبا لمدة يوم كامل "كنت وردية بالليل والجو كان بيمطر، لقيتها انطفت وفضلت يوم كامل واقفة".

ويرجع رئيس قطاع الإحصاءات السكانية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أسباب توقف الساعة السكانية في بعض الأحيان للظروف الجوية المضطربة، "الشركة المسؤولة عن صيانتها بتطفي الشاشة علشان المطر، ولكن تعداد السكان بيفضل شغال لحد ما ترجع تاني"، مشيرا إلى أنه يتم غلقها في أيام الصيف بشكل يومي من الساعة العاشرة صباحا حتى الثانية بعد الظهر، "أشعة الشمس بتبقي عمودية عليها والأرقام مش بتظهر، بنفضل أننا نوقفها الفترة دي لأن محدش بيقدر يشوف الأرقام".

صورة 2

يعمل فريق صيانة كامل من شركة متخصصة في مجال الشاشات الإلكترونية على صيانة الساعة السكانية، يقوي الإضاءة الخاصة بها في الفترة ما بين فصلي الشتاء والصيف.

على عكس إبراهيم لم يهتم مراد محمد، بالأرقام المدونة على شاشة الساعة السكانية التي تحمل تعداد المصريين، على الرغم أنه يمر من أمامها منذ أكثر 3 سنوات، كان يظن أن أرقامها غير مطابقة للتعداد الحقيقي للسكان لصعوبة حصرهم من وجهة نظره يقول "بشوفها كل يوم بس مكنتش مصدق أن الأرقام اللي عليها هي تعداد مصر الحقيقي، أنا من زمان وأنا بسمع أننا بقينا 100 مليون".

يعمل مراد صاحب الثلاثين عامًا بإحدى الشركات الخاصة بمدينة نصر، اعتاد الذهاب إلى محل عمله مرورا بطريق صلاح سالم الذي يطل عليه مبنى الجهاز، "عينى وقعت عليها كذا مرة بس ماكنتش مهتم العدد كام، عدد السكان ممكن أكون سمعته في برنامج تليفزيوني أو مسلسل"، إلا أن الشاب يرى أن تخطي مصر هذا الرقم مشكلة كبيرة، "المفروض يكون إجراءات تمنع الأسرة من زيادة الأطفال عن اتنين أو ثلاثة بالكتير".

محمد وإبراهيم ومراد، يرون أن تخطي مصر حاجز الـ100 مليون جرس إنذار للمصريين للانتباه لمشكلة الزيادة السكانية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيش فيها أغلبهم، وأن السبيل الوحيد لخفض هذه الزيادة هو الاكتفاء بطفل أو اثنين،" كنت متفق مع مراتي أننا هنخلف 2 بس، علشان أقدر أعلمهم كويس" ، يقولها محمد جاد.

تعداد سكان مصر يزيد فردًا كل 18 ثانية، هكذا أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ظهر اليوم خلال مؤتمر صحفي بمناسبة وصول مصر بالداخل إلى 100 مليون نسمة.

وأظهرت البيانات، اليوم الثلاثاء، ، أن عدد السكان يزيد 201 فرد في الساعة، وبمتوسط 3.3 فرد في الدقيقة، وحوالي 1.8 مليون فرد في السنة.

صورة 3

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان