"فلانتين" الفراعنة.. جولة في قصص الحب داخل المتحف المصري (صور)
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
لم تحتفل سحر فتحي بعيد الحب قط، يمر اليوم دون شيء مميز يُذكر، لكن هذا العام حاولت خوض تجربة مختلفة رغم كونها عزباء، قررت زيارة المتحف المصري لتتعرف على "فلانتين" الفراعنة، اليوم السبت، تسمع حكايات العشق في العهد القديم "حبيت أثبت لنفسي إن الحب من زمان موجود وإنه في أمل يتوجد تاني"، فرافقت صاحبة الـ38 عامًا قرابة عشرين شخصًا في جولة نظمتها جمعية "نواريس"، لمعرفة قصص الحب في المتحف المصري.
كان الحب رُكنًا أساسيًا في حياة الفراعنة، تشهد على ذلك الأشعار، بناء الزوج لمحبوبته معبدًا خاصًا، النقوش على الجدران، والتماثيل الملضومة بحب جوار بعضهما، قديمًا قال المصريون إن الحب "هبة السماء، تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتُلّطف مذاقها المرير"، وطالما كان ذلك المعنى في وجدان يسرا أشرف، باحثة الدكتوراه في كلية الآثار جامعة القاهرة، ومؤسسة جمعية نواريس، لذا قررت دعوة المهتمين لزيارة المتحف لكن هذه المرة لمعرفة قصص حب الفراعنة بعد يوم واحد من الاحتفال العالمي بعيد الحب.
في العاشرة ونصف صباح اليوم السبت بدأ التجمع في حديقة المتحف المصري، محاضرة صغيرة عن مجريات اليوم من ثم انطلق الجمع إلى داخل البهو الكبير، تعرفهم المرشدة على أساسيات التحنيط، تاريخ الفراعنة، عدد الأُسر وتقسيمها، وكذلك كيف تم وضعهم داخل المتحف المصري، غير أن انتاب الفريق الحماس أكثر حينما اقتربوا من هدف جولتهم، إذ بدأت بقصة رع حتب وزوجته نفرت والذي يستقر في الطابق الأول داخل المتحف.
حمل رع حتب ألقاب عدة؛ رئيس كهنة هليوبوليس، قائد الجيش وابن الملك، فيما كانت نفرت والتي يعني اسمها الجميلة، من أفراد البلاط الملكي. للتمثالين المتجاورين سحر يخطف كل من يدخل إلى القاعة، إذ يحتفظ بألوان زاهية على الحجر الجيري المكون منه التمثالين، تشرح المرشدة أن اختيار ألوان التمثال له دلالة؛ نفرت تسطع باللون الأبيض بينما يغوص رع حتب في لون قاتم "لإن وقتها الملكة بتكون مرتاحة ومبتخرجش كتير في حين الملك هو اللي بيبذل مجهود وبيتعرض أكتر للشمس".
تعتبر جولة اليوم رقم 172 في تاريخ الجمعية، التي أُسست قبل أربعة أعوام لتنظيم فعاليات للتوعية الأثرية بالمجان بالتعاون مع عدة وزارات مختلفة "لكن دي أول مرة نعمل حاجة عشان الفلانتين"، تحكي يسرا وقد عايشت شغف للتعرف على قصص حب المصري القديم "الحب كان مهم جدًا، وكان في تكريم لمكانة المرأة، كمان كان دايمًا إديهم في إيد بعض، سواء في الحُكم بالنسبة للعائلات الملكية أو الفِلاحة للعامة الشعب".
لطالما ألهمت حكاية أمنحتب الرابع-أخناتون- مع زوجته نفرتيتي صاحبة الفعالية، تتوقف عند تمثالهما المستقر بالطابق الأرضي وتحكي بشعف عن الطفرة التاريخية التي أحدثها أمنحتب الرابع في الأسرة الـ18 "كان عنده رؤية فلسفية مهمة جدًا، وقرر إنه يوحّد الآلهة في إلها واحد اسمه آتون"، بنى مدينة الشمس "آفق آتون"، في جنوبي محافظة المنيا حاليًا، فيما كانت نفرتيتي دائمًا تساعده وتدعمه خلال قرارته الثورية آنذاك ورغم كل الغضب الذي ناله " كل الدولة كانت ضده، وحتى بعد وفاة أخناتون تعرضت لأذى شديد من الكهنة لكن استمرت في المدينة وعبادة آتون حتى توفت".
مع كل حكاية جديدة تندهش منال محمود، السيدة الأربعينية، ورغم أنها زارت المتحف المصري من قبل إلا أنها شعرت بأنها تكتشفه لأول مرة "الموضوع مختلف عن إنك تلف بنفسك تقرأ المكتوب وبس"، لكن ما زادها سعادًة أنها وجدت إجابات لأسئلة كانت في عقلها "كان نفسي أعرف زمان بيحبوا إزاي؟"، فيما وجدت وِد كبير حمله المصري القديم لزوجته حتى أنه كان يطلق على المرأة ألقابًا شاعرية "زي المحبوبة أو المشرقة كالشمس، جميلة الجميلات وسيدة الأرضين".
فيما كانت لقصة الملك أمنحوتب الثالث والملكة تيي مكانة خاصة، والذان يعودان للأسرة الـ18، إذ اتخذ الأول قرارًا لم يحدث من قبل بسبب حبه الشديد لها، إذ وُضِع اسمها مقترنًا باسمه وألقابه في الرسوم والنصوص، وفيما تمتلأ النصوص والرسائل بالرسائل والأشعار تفخر السيدة بأن المصري القديم لم يخجل من التعبير عن حبه وأنه ترك إرثًا للأجيال التي جاءت بعده حتى ولو بعد ثلاثة آلاف عام بأهمية الإيمان بالحب.
اتكأت الدكتورة هبة عاطف، الأخصائية النفسية، على كتف ابنتها لتصعد درج المتحف لتستكشف برفقة باقي الفريق الطابق الثاني، والذي يستقر به قصة حب يويا وتويا "دول كانوا بينتموا لطبقة النبلاء"، فيما خُصص ركنًا لهم ولمتعلقاتهم في الطابق الثاني مثل التابوت الذي حمل مومياؤهم، مثل العجلة الحربية، الحُلي، الأسرة، والكراسي.
طيلة 25 عامًا مضوا عاشت السيدة الخمسينية في الإمارات "ولسة راجعين من خمس شهور"، كانت فرصة بالنسبة لها لاستعادة معرفتها عن التاريخ والحضارة المصرية، وكان موقع فايسبوك دليلها للوصول لمثل تلك الفعاليات "أول ما شوفت فكرة الفعالية اتحمست جدًا لإني عمري ما ركزت في الموضوع ده أوي، يا دوب بنعرف اسم الملك وزوجته لكن عمري ما اتعمقت في شكل الحب وقتها عامل إزاي".
لم يكن "الفلانتين" بمفهومه الحديث موجود في زمن الفراعنة بعد، تعلم منظمة الفعالية ذلك "لكن كان له مفاهيم وطرق تانية للتعبير عنه"، كانت أزهار اللوتس رمزًا للحب وكذلك نقوش القلب "وفي أي نصيحة أب لابنه كان يوصيه بضرورة اتخاذ زوجة وحُسن معاملتها".
برداء أحمر مميز جاءت سحر فتحي رفقة صديقتها وسام أشرف، تجولا سويًا مع باقي أعضاء الفعالية، يستمعان بشغف لكل ما يُقال، تُطلق الأولى انطباعاتها عن كل حكاية، تأسرها طريقة التعبير عن الحب آنذاك "إحنا بطبيعتنا بنحب النوستالجيا"، لكنها تتخذ من اليوم سبيلًا للإيمان بأن الحب موجود "حتى لو في التاريخ والحكايات وبس".
فيديو قد يعجبك: