لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فرح مبتور.. كيف مرت العودة من الحجر الصحي على امرأة دون زوجها؟

10:26 م الإثنين 17 فبراير 2020

كتبت وتصوير - شروق غنيم:

من الرابعة مساء حجز علي محمد علي مكانه، من بنها جاء الرجل الخمسيني، إيابًا وذهابًا يمر من أمام موقف الحافلات في ميدان عبدالمنعم رياض، يأكل قلبه القلق على ابنته وأحفاده، ينتظر بشوق لقياهم، لن يطمئن سوى برؤيتهم سالمين، فيما يفكر كيف يخفف وطأة ما حدث مع ابنته، إذ مُنِع زوجها من السفر وظل في ووهان الصينية، وبينما ترسو الحافلة ينتفض قلبه فرحًا لكن سرعان ما تنكسر لأن الأسرة ينقصها فردًا.

منذ انتشرت انباء انتشار فيروس كورونا في مدينة ووهان في الصين، ولم يهدأ بال الرجل الخمسيني، لا يفوّت لحظة لمكالمة ابنته، يرجوها الرحيل بأسرع وقت، وحين جاءت اللحظة "مكنتش مصدق نفسي أخيرًا هيرجعوا لحضني".

على أبواب المطار أغلق الأب الهاتف مع ابنته على اتفاق بمعاودة مكالمته مع وصولها، لكن بعد مدة قليلة فوجئ بمكالمة منها "كانت منهارة وبتقولي أنا مش عاوزة أرجع لوحدي، مانعين أحمد من ركوب الطيارة".

قبيل السفر يُجرى قياس لدرجة حرارة المسافرين للتأكد من سلامتهم وعدم وجود أي شُبهة للإصابة بكورونا "دكتور أحمد جوز بنتي لقوا درجة حرارته مرتفعة ٣ شرط"، رُفض سفره فيما كانت الزوجة تتمزق حُزنًا "مكنتش عاوزة ترجع إلا معاه، أقنعتها بصعوبة تركب الطيارة عشان خاطر الولاد وهو فرد بطوله هيعرف يتصرف".

أُجل الاحتفال بالنسبة للأب حينما جاءت ابنته مباشرة على الحجر الصحي بمرسى مطروح، وطيلة أربعة عشر يومًا لم بوقف مكالماته، يُمّني نفسه بأن الغنة ستزول قريبًا "وإن ربنا هينجي بنتي وأحفادي من الوباء ده"، فيما لا تنقطع أيضًا دعواته للزوج المغترب "كلنا أمل إن البُعاد ميطولش".

اقتربت الحافلة من مكان وصولها، فظهر باقي أفراد العائلة، لم يأتِ الأب منفردًا بل تبعه قرابة عشر أشخاص من بينهم أسرة الزوج الدكتور أحمد إسماعيل، فيما ظل الأخير على الهاتف طوال الطريق مع الزوجة وأبنائها "قلبه واكله عليهم وعاوز يطمن برجوعهم".

هرول الأب على ابنته وحفيديته، لم يتركهما للحظة، تلضم يديه أيادي الأحفاد "الدنيا متسواش حاجة من غيرهم"، فيما حرص على طمأنتهم بأن الأب سيعود قريبًا، يأمل أن يصبح ذلك حقيقة ليلتئم شمل الأسرة وتكتمل الفرحة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان