بفيديو واحد.. مبارك يترك بصمته في «السوشيال ميديا» قبل أشهر من رحيله
كتب- عبدالله عويس:
كانت المساعي الهادفة إلى دخول الإنترنت لمصر في عهده، وعبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، تم الحشد لثورة شعبية أطاحت به عن السلطة، ثم لاقت تلك المواقع إقبالا وانضماما كبيرا من المصريين عقب تلك الثورة، لكن مبارك ظل بعيدا عن ساحتها، إلى أن افتتحت مؤخرا في أكتوبر 2019 قناة على يوتيوب، تحمل اسم «أرشيف مبارك» لكنها ومنذ تلك اللحظة وحتى وفاة الرئيس الأسبق، لم تنشر غير فيديو واحد.
في عام 1992 بدأ العمل على إنشاء بنية تحتية لتخدم الجامعات المصرية، ثم امتد الأمر للوزارات والهيئات الحكومية والمحافظات، ثم بدأت الخصخصة في خدمات الإنترنت، وصارت الشركات الخاصة تزود المستخدمين بالخدمة، إلى أن أطلقت مبادرة الإنترنت فائق السرعة في 2004، وظل التطوير قائما، وبظهور مواقع التواصل الاجتماعي انضم لها الكثيرون، ولاقت رواجا في العالم العربي، وفي مصر انضم لها الملايين لا سيما بعد ثورة 25 يناير، ففي تلك الفترة كان عدد مستخدمي الإنترنت في مصر نحو 26 مليون مواطن، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لكن العدد تضاعف ووصل إلى نحو 41 مليون مستخدم في نهاية 2019، ومع ذلك التطور السريع وزيادة أعداد المستخدمين، اتجهت هيئات ومؤسسات رسمية لاستغلال ذلك الكم من المستخدمين وإنشاء قنوات وصفحات وحسابات تحمل أسمائها، لكن مبارك لم يلحق ذلك التطور. وكان جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، في ذلك التوقيت من عام 2009 قد قال في المؤتمر السنوي السادس «إحنا منفتحين على المجتمع، وبننزل لمواقع شبابية وبنقعد مع الشباب، وعملنا أكثر من لقاء مع الشباب وفتحناه على صفحة الإنترنت عشان نتحاور مع الشباب بشكل مباشر أو شكل غير مباشر» دون أن يحدد ما شكل تلك الصفحة التي وردت على لسانه.
ظهر مبارك في أكثر من مناسبة عقب رحيله عن السلطة في 2011، كانت الأولى في إبريل 2011، في تسجيل صوتي بثته قناة العربية، تحدث فيه حول ثروته ومقاضاته للمشككين فيها، ومعبرا عن ألمه مما تعرض له ولأسرته من حملات ظالمة وادعاءات باطلة تستهدف الإسائة لسمعته وفق ما نشر وقتها. ثم ظهر مرة أخرى في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى بعد الحكم ببراءته في قضية قتل المتظاهرين، في نوفمبر 2014. ثم دخل في مكالمة هاتفية مع نفس الإعلامي في الذكرى الـ33 لتحرير سيناء في أبريل 2015، وتحدث حول فخره بتلك الذكرى، ثم في مايو 2019 أجرت الإعلامية الكويتية فجر السعيد لقاء صحفيا مع مبارك، تحدث فيه عن حرب الخليج وصفقة القرن. وما بين كل ظهور وآخر كان مقربون منه ينشرون صورا له أحيانا على مواقع فيس بوك وتويتر وإنستجرام، وكان منهم علاء مبارك، الذي أعلن في الـ13 من أكتوبر 2019 عن ظهور لمبارك للحديث عن بعض ذكريات حرب أكتوبر في الذكرى الـ46 لها، دون أن يوضح علاء طبيعة ذلك الحديث ولا محل ظهوره.
في نفس اليوم الذي أعلن فيه علاء مبارك عن حديث للرئيس الأسبق عن حرب أكتوبر، تم إنشاء قناة على موقع يوتيوب، تحمل اسم «Mubarak archives» ثم ذكرها علاء في تدوينة على تويتر بتاريخ 15 أكتوبر 2019، وكتب معها «الرئيس مبارك يستعيد بعض ذكريات حرب أكتوبر.. يمكن المشاهدة غداً الساعة ٨:٣٠ مساءً علي هذا الرابط» ثم دون رابط القناة. لتعقبها بساعات نشر أول مقطع فيديو للقناة، لكن ذلك المقطع كان الأخير أيضا. وحصد الفيديو عددا من المشاهدات تخطت الـ575 ألف مشاهدة، وحصدت القناة اشتراكات نحو 18 ألف حساب. وكانت مدة الفيديو 25 دقيقة و47 ثانية. وكان عنوان الفيديو باللغة الإنجليزية، وترجمته كانت في وصف المقطع بعبارة «الرئيس مبارك يستعيد بعض ذكريات حرب أكتوبر في عيدها ال ٤٦» بينما كان الوصف يضم باللغة الإنجليزية أيضا عبارة ترجمتها «كان القائد للقوات الجوية في الحرب».
يبدأ مقطع الفيديو بأغنية «واحد مننا» لعمرو دياب، ثم تحدث مبارك دون أن يصبغ شعره الأبيض كما جرت عادته، ثم تحدث الرئيس المخلوع عن كواليس ما قبل نسكة 1967، ثم ما تعرضت له القوات المسلحة بعدها، وتأثر المصريين بذلك الحدث، ثم التحضير لحرب أكتوبر وإعداد الجيش المصري، مرورا بحرب أكتوبر والضربة الجوية الأولى، ثم العبور والثغرة، ثم تكريمه بعد ذلك من الرئيس السادات في مجلس الشعب. ثم اختتم حديثه بقوله «تحياتي للشعب المصري وأتمنى له كل خير» ثم عادت أغنية عمرو دياب من جديد. وهو فيديو كان له أثره حين تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وتم نشره على أكثر من منصة مستخدمين على تلك المواقع.
فيديو قد يعجبك: