محطة النهاية.. أنصار مبارك يشيعونه إلى المدافن
كتب وصور- عبدالله عويس:
كانوا معه في كل حين، أمام المحاكم، والمستشفيات، وصولا للمشهد الأخير، وهم يشيعون جثمانه في رحلة امتدت لـ9 سنوات. وفي صباح الأربعاء، وقف أنصار مبارك على بعد أمتار من المدافن التي سيوارى بها، أحدهم علاء البجاوي الذي خرج من منزله، متجها إلى مدافن أسرة مبارك، حيث يصل جثمان الرئيس الأسبق، عقب الصلاة عليه بمسجد المشير.
لساعات وقف الرجل مع مئات غيره في انتظار مراسم الدفن، التي لم يشاهدونها، بعدما منعتهم حواجز الأمن من العبور إليها من شارع كلية البنات بمصر الجديدة.
"كان حلو في أول أيام حكمه، وشارك في حرب مهمة، وخلى عندنا أمان، لكن جه في آخر أيامه وبوخ" يحكي علاء، الذي يعمل في مكتب عقارات، وله 4 أولاد حضر 3 منهم في ذلك اليوم.
سبق لعلاء أن حضر عددا من التجمعات التي أعقبت تنحي مبارك عن السلطة، سواء مقر محاكماته، أو المستشفيات التي زارها، أو حتى الوقفات التي خرجت دعما له.
تصل طائرة عسكرية من بعيد فيهتف الحاضرون باسم مبارك، وما إن ترحل عقب هبوطها بلحظات، حتى يتأكد الحضور أن مراسم الدفن انتهت.
تعمل هبة محمد سكرتيرة في أحد المستشفيات القريبة من مدفن مبارك، اشترت ملصقا عليه صورة الرئيس الأسبق، ووقفت إلى جوار الحضور، تهتف حينا وتلتقط صورا في أحيان أخرى. ترى الشابة التي رفضت ثورة يناير لحظة قيامها أن في رقبتها دينا لمبارك الذي ولدت في عهده: "كانت المعيشة حلوة أيامه، فمتعاطفة معه وهو ميت".
في 25 يناير 2011، قامت ثورة شعبية في مصر تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، كان لصابر علي موقفا حينها دفعه للنزول في ذلك اليوم كآخر محطة ينتقل إليها دعما للرئيس الأسبق، "كان واحد مننا، الله يرحمه".
مبارك المدان بحكم نهائي وبات، بالسجن المشدد 3 سنوات، في قضية الاستيلاء على أموال القصور الرئاسية، لم تخل جنازته من تعاطف. أمر يقف أمامه محمود لطفي والحيرة تتملكه، فكيف لمدان أن يحظى بذلك التعاطف، غير أن المواطن الذي مر أمام مشاهد المتجمعين قرب مدفن مبارك، يعزي الأمر لمشاعر المصريين، التي تبدو بلا دليل إرشادات.
كان مدفنه، الذي تصل مساحته نحو 1500 متر، بني في أعقاب وفاة حفيد مبارك عام 2009، حين اكتشفت الأسرة الحاكمة آن ذاك أنها لا تملك مدفنا.
فيديو قد يعجبك: