كيف استقبلت أسرة مصرية قرار منعها من أداء العمرة بسبب الكورونا؟
كتب - محمود عبد الرحمن:
قبل سنوات، قرر محمد مصطفي وزوجته، بمحافظة الإسكندرية، ادخار جزء من راتبهما؛ لأداء رحلة العمرة، لأول مرة في حياتهما، وخططا أن تكون هذه الرحلة الدينية في شهر رجب من العام الهجري الحالي؛ باعتبار أن قضاء هذه السنّة النبوية أقل تكلفة منها في شهري شعبان ورمضان.
الزوجان يتجاوزان منتصف العقد السادس من العمر، وكانا قد أجلا أداء العمرة أكثر من مرة، لظروفهما المادية واحتياجات أبنائهما، إذ يريان تلك الاحتياجات من الضروريات الأساسية، وقد استغلت ابنتهما الكبرى- تزوجت منذ سنوات- سفر والديها لتقرر مرافقتهما في أداء العمرة.
يقول رب الأسرة: "تكاليف السفر وصلت إلى 90 ألف جنيه حتى اليوم الخميس الماضي؛ الذي كان محددا لسفرنا، لكننا تفاجأنا بقرار المملكة العربية السعودية تعليق رحلات العمرة قبل السفر بساعات، وكنا انتهينا من تجهيز الحقائب وتوديع الأهل والأصدقاء واتفقنا مع العربية اللي هتنقلنا لمطار برج العرب".
"كانت صدمة بالنسبة لينا مبقناش عارفين مسافرين ولا لأ" يقول محمد، الذي ظل يحاول طوال ليلة الجمعة التواصل مع أحد المسؤولين بشركة السياحة التي حجز من خلالها، لمعرفة مصيره وأسرته من السفر أو عدمه، ليخبره موظف خدمة العملاء أن الشركة تحاول في الوقت الحالي التحدث إلى المسؤولين بالمطار لمعرفة إمكانية السفر بعد قرار السعودية.
زيارة بيت الله الحرام حلم ظل يراود محمد مصطفى وزوجته لسنوات، وعندما استطاع توفير نفقات السفر، وتمكنا من إنهاء جميع الإجراءات جاء المنع رغما عنهما "قدر ربنا"، يقول رب الأسرة "لحد قبل السفر بساعتين محدش رد علينا كنت هروح خلاص المطار"، ليتلقى مكالمة من أحد المسافرين معه، يخبره بوصوله إلى مطار برج العرب ومنعه من قبل السلطات المصرية تنفيذا لقرار السعودية "قالي متجيش عشان مفيش حد بيسافر من المعتمرين".
كانت السلطات السعودية، أعلنت، صباح الخميس الماضي، تعليق دخول الأجانب لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي، وكذلك الدخول بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا، ضمن الإجراءات الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد داخل البلاد، وأعقب القرار قيام السلطات بمطار القاهرة الدولي بمنع المسافرين من السفر، وإلغاء شركات الطيران سفر المعتمرين على مختلف رحلات الطيران المتجهة إلى جدة والمدينة المنورة.
"بقالنا فترة بنستعد للسفر للعمرة" يقولها محمد، يتذكر الـ5 أشهر، التي قضاها وهو يتنقل بمحل إقامته بالإسكندرية من مكان إلى آخر لاستخراج الأوراق المطلوبة للسفر، بدءًا من البحث عن شركة سياحة واستخراج جوازات السفر وشراء مستلزمات العمرة والحصول على إجازة من عمله، وكذلك زوجته.
"لما كلمنا الشركة قالت إنها مجرد إجراءات وتخلص وتسافروا ولو حصل حاجة هنرد الفلوس"يقولها محمد، موضحًا أن الشركة قامت بكتابة منشور على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لإخبار المعتمرين بأن قرار تعليق السفر احترازي مؤقت حتى يتم الانتهاء من تجهيز المطارات بالأدوات اللازمة للكشف الطبي على الوافدين وتجهيز أماكن للحجر الصحي لهم، وسوف يتم استكمال رحلات العمرة خلال أيام قليلة.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية قيامها بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة المستجدات الخاصة بقرار السلطات السعودية تعليق رحلات العمرة بشكل مؤقت لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة والتواصل مع السلطات السعودية للوصول إلى الحلول والإجراءات التي يجب اتباعها لحماية حقوق المواطنين المصريين، وكذلك الشركات السياحي، مضيفة أن هناك تنسيقا مستمرا مع خطوط مصر للطيران، والخطوط الجوية السعودية، والطيران الخاص، ووزارة الحج السعودي، والاتحاد المصري للغرف السياحية، والشركات السياحية بحيث لا يضار أي مواطن مصري ماديا.
لا يشغل بال محمد المبلغ الذي دفعه للشركة السياحية والذي وصل إلى 30 جنيه للفرد الواحد، خاصة بعد تأكيد الشركة رد الأموال التي دفعها في حالة عدم السفر، بقدر ما يشغله تحقيق أمنيته بزيارة بيت الله الحرام، رغم قناعته أن قرار المنع المؤقت للسفر لأداء العمرة قد يكون لحمايته من الإصابة بفيروس الكورونا المستجد، لكنه يتخوف من صعوبة حصوله على إجازة مرة أخرى من عمله بإحدى الشركات الخاصة "من الصعب أقدر أخد إجازة تاني من الشغل" موضحًا أنه ظل يعمل ساعات عمل إضافية للحصول على تلك الإجازة دون الخصم من راتبه .
فيديو قد يعجبك: