"حبراير".. 29 يومًا من التدوين في حب الخط العربي
كتبت- شروق غنيم:
مع انتهاء فبراير، ينظر إيهاب الحمزاوي بفخر لما تحقق، فعلى مدار شهر دوّن مصممو الخط العربي يوميًا كلمة مختلفة في مبادرة "حبراير"، والتي أطلقها الفنان الشاب بهدف تشجيع محبي "التيبوغرافي"، وهو إحدى الفنون التي تستخدم الحروف في لوحة فنية.
على خُطى تحدي الرسم "إنكتوبر"، الذي يدوّن فيه الرسامون طوال شهر أكتوبر رسومات مختلفة، قرر الحمزاوي إطلاق حبراير "كواحد في مجال الخط العربي ببقى نفسي ألاقي تحدي يشجعني إني كل يوم أعمل تصميم مختلف، وكمان لقيت صحابي بيشاركوني نفس الأمنية"، انشأ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ثم صنع قائمة بـ29 كلمة "حبيت إن كلمة واحدة تبقى التحدي، وأشوف إزاي ناس كتير هتصممها بشكل مختلف ونقدر نشوف أكتر من عين".
في البداية كان التحدي شخصي ولأجل أصدقاء الحمزاوي، لكنه فوجئ بأنه في اليوم الواحد "الكلمة بتتكتب 300 مرة من كذا شخص"، كانت فرحة عارمة أن آخرين يتلهفون لفكرة مشابهة "في اللي كان نفسه أصلًا يدخل المجال ولقى دي فرصة يتعلم، واللي حس إن بقى في مجتمع شبهه يقدر يتبادلوا سوا الخبرات".
وكإنه تدريب يومي، بدأ التحدي في بداية الشهر ومع الثانية عشر صباح اليوم ينتهي، شغف تجدد بنفس الحمزاوي ورفاقه الجُدد "الموضوع مختلف عن إنك بتعمل حاجة للشغل تحت ضغط، أنت بتعمل حاجة لنفسك وبمزاج، ومعاها بتمرّن عضلات إيدك"، على البرامج الإلكترونية يعمل محبو "التايبوغرافي"، فيما يجد الشاب أنها فرصة "لإن يبقى في مراجع عندنا بالعربي لإن أغلبها إنجليزي".
تعدى حبراير كونه تحدي يومي، صار نافذة لشباب موهوبين يعرضون فيها أعمالهم الفريدة "وفي ناس جالهم شغل بعد ما شاركوا"، تحول الهاشتاج إلى منصة يطل عليها كل المهتمين بالخط العربي "سواء بقى عايز تتعلم جديد، أو بتدور على مصمم خط عربي عشان شغلانة".
وصل عدد المدونين على الهاشتاج قرابة خمسة آلاف شخصًا "كانت فرصة حلوة إنك تشوف كل واحدة نظرته إزاي للكلمة، والموضوع طبعًا مش خاضع لتتقيم أو قواعد تحكيم أد تذوق فني مختلف"، لم يتخيل الحمزاوي أن حبراير سينضم له مصممون من الوطن العربي أيضًا "لقيت ناس من فلسطين واليمن وعرب عايشين في أمريكا"، كانت المبادرة ملاذًا لهم لإخراج موهبة انطفأت "في ناس كتير كانت سابت المجال أصلًا وبدأت ترجع له بعد ماشافت التحدي"، كذلك تفاجئ الشاب من مشاركة أساتذة كبار في التحدي.
مع كل كلمة جديدة في الجدول يُبصر الحمزاوي التطور في أسلوب المصمم، يترك كل مشارك العنان لموهبته دون الخضوع لمطالب محددة "زي الشغل مثلًا مُلزم بفكرة"، فيما أكثر ما أسعده هو خلق مجتمع صغير "الناس بتقرّب من بعضها وده بيحسن من أداءنا لما تلاقي حد بينصحك أو بيديك معلومة جديدة"، بالنسبة للشاب فإن كل شئ تقع عليه أعيننا يوميًا يقع تحت "التايبوغرافي.. أي براند أو أي كلمة مكتوبة في إعلان اللي بيعملها مصمم خط عربي"، لذا يأمل أن يُفتح المجال بشكل أوسع لهم "ويبقى في منصة بتعرض تجارب مختلفة، وكمان نقدر نحوّل حبراير لكتاب ومعرض وإيفنت كبير كل المصممين يتعرفوا على بعض على أرض الواقع".
فيديو قد يعجبك: