"لزوم الشيلة".. إيناس بـ"عربية السوق" لشراء الكتب من المعرض

كتبت-إشراق أحمد:

داخل ساحة معرض الكتاب، كُل له وسيلته في الزيارة السنوية لشراء حاجته من الكتب؛ البعض يذهب خالي اليدين ويرحل بحقائب بلاستيكية، وأخرون يحملون حقائب سفر حال المشهد المعتاد طيلة سنوات للدارسين والمهتمين، خاصة القادمين من شرق أسيا، أما إيناس حافظ قررت أن تجلب "عربة التسوق" خاصتها.

كما تفعل حين تخرج لشراء احتياجات المنزل من السوق، صحبت إيناس عربة التسوق القماش وأخذت تتجول في أرجاء معرض الكتاب. اعتادت السيدة الثلاثينية الذهاب للحدث السنوي، وحرصت أن تفعل حين أصبح أبنائها بعمر يسمح لهم بالقراءة، وفي كل مرة كانت تعاني لحظة المغادرة "بنجيب كتب كتير وبتبقى حمل علينا وأحنا بنلف بأكياس ووأحنا مروحين"، لكن العام الماضي غيرت وسيلتها بعدما رأت شقيقة زوجها تحضر معها حقيبة سفر من المنزل، استحسنت الفكرة وما وجدت أنسب من حقيبة التسوق المعتاد لإحضارها معها.

تزور الأم المعرض هذا العام دون أطفالها، خلاف الأعوام السابقة، الأمر أشبه بعقاب "قلت لهم عندكم كتب كتير من السنة اللي فاتت مقرأتوهاش مش هينفع ترحوا تجيبوا كتب تانية"، لذلك حضرت مع زوجها، الذي يهوى القراءة كثيرًا خاصة في مجال التاريخ، فلا يغادر كل مرة إلا بعدد كبير من الكتب، وهو ما عززا أكثر من إحضار عربتها الخاصة.

بين ممرات الكتب تتجول إيناس، تسحب ورائها عربة التسوق، تتركها حينًا وتذهب إلى رف تتفقد الكتب الموضوعة، تحمل كتابًا أو أكثر، تشتري ما تريد وتضعه بالعربة ثم تمضي مرة أخرى، لم تعد تعبأ السيدة بالتنقل بين الرفوف كما بالسابق.

تهوى الأم القراءة خاصة في مجال علم النفس وكتب تنمية الذات، تحاول ألا تنقطع عنها رغم مشاغل الحياة وتربية أبنائها، وتحرص على ربط أولادها الاثنين بالكتاب. تذكر العام الماضي حين ادخرا من مصروفهما 250 جنيهًا، وحضروا إلى المعرض واشتروا الكتب بأنفسهم، فيما ساهمت هي ووالدهما بمبلغ بسيط لتكملة التكلفة.

مثل كثير من الأهالي، تجد إيناس في المعرض فرصة للذهاب إلى أكثر من مكتبة ورؤية عشرات العناوين خلال ساعات، لهذا لا تفوت الحدث الثقافي كل عام ولو بالذهاب ليوم واحد كما تفعل هذه المرة في الدورة الـ51 لمعرض الكتاب، ولأجل ذلك لم تقدر على الالتزام بكلماتها مع أولادها، أخذت تدور عيناها بين الكتب، تمعن النظر لشراء شيئًا لأطفالها "هجيب لهم كام كتاب يبصوا عليهم في الإجازة. يعملوا لهم انتعاش عشان يحسوا أنها حاجة جديدة فيقرأوا".