إعلان

المصريون لم يرهبهم "كورونا".. هل للفيروس المستجد خبرٌ في الصيدليات المصرية؟

10:23 م الإثنين 03 فبراير 2020

الحجر الصحي بالمطار

كتب - محمد زكريا:

ذعر عالمي كان سببه ظهور فيروس كورونا المستجد، زارعًا المخاوف من تفشي المرض بين دولة وأخرى، إلا أن الرهبة من الفيروس الدموي لم تنَل من أمان كثير من المصريين، وبدا سؤالهم للصيادلة عن أعراضه وخطره هامشيًّا.

شغل خبر فيروس كورونا المستجد العالم، حيث ظهر لأول مرة بالصين في ديسمبر الماضي؛ ليحصد أرواح 304 أشخاص ويُصيب 14 ألفًا آخرين، حسب بيانات لجنة الصحة الوطنية الصينية، ويسبب خشية من انتقاله إلى دول أخرى اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، ومن بين تلك الدول كانت مصر التي طمأنت وزارة الصحة فيها المواطنين بـ"اتخاذ الدولة الإجراءات الوقائية وخطة التأمين الاحترازية لمنع تسلل الوباء إلى داخل البلاد".

بداخل "صيدلية الفتوح"، الموجودة في حي المطرية الشعبي، كان حاتم أحمد، يباشر بيع الدواء لواحد من المرضى، عندما حكى عن عدم تلقيه أي أسئلة تخص "كورونا"، ويُرجع ذلك إلى زيادة الوعي وتكثيف الجرعات الإعلامية في مواجهته، وكذلك اطمئنان الناس لعدم إصابة أي مصري به حتى اللحظة، حيث أكدت وزارة الصحة والسكان أنه "لم يتم رصد أية حالات اشتباه أو إصابة بالفيروس في مصر. وأن الوضع مطمئن وآمن".

رغم ذلك، يعتقد ثروت حجاج، رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة، أن الفترة القادمة ربما تشهد بعض الشائعات، ضاربًا المثل بتلك التي شهدت انتشار إنفلونزا الطيور عالميًّا؛ لذا يعتبر الوقت الحالي هو الأهم لحملات التوعية، ويرى أن الصيدليات هي الأجدر بتلك المهمة.

في واحدة من الليالي الماضية، دخلت سيدة بصحبة طفلتها إلى "صيدلية الفتوح"، سائلةً عن علاج لابنتها المريضة، كانت الطفلة تعاني سخونة وقيئًا، مُلمحةً للصيدلي بتشابه أحسته مع أعراض "كورونا" الذي سمعت عنه أول مرة في نشرات إحدى القنوات التليفزيونية، ليُطالبها الصيدلي بالذهاب إلى الطبيب، والذي طمأنها على سلامة صغيرتها.

صعوبة في التنفس، سعال، حرارة مرتفعة، صداع، احتقان في الحلق، وجع في العضلات، تشوش؛ تلك من أعراض فيروس كورونا، وهو مجموعة من الفيروسات التي تنتج أعراضًا مشابهة للإنفلونزا، ويحصل على هذا الاسم من كلمة "corona"، والتي تعني التاج باللغة اللاتينية، فالفيروس لديه سلسلة من المسامير التي تشبه التاج على سطحه، وَفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

يرى رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة، أن الدولة لم تستفد من الصيدليات في حملاتها للتوعية بالشكل المطلوب، موضحًا أن مصر بها 70 ألف صيدلية في مقابل 4 آلاف قرية ومدينة مصرية، وهو ما يعني تغطيتها كامل القطر المصري وَفق استنتاجه، وبناء عليه يقترح على وزارة الصحة الإسناد إلى الصيادلة توزيع كتيب شارح للمرض، أو ملصقات على جدرانها لأعراضه وكيفية الوقاية منه، عوضًا عن الاكتفاء بالمستشفيات قليلة الانتشار جغرافيًّا وضعيفة الإمكانات، كما يضيف.

مصطفى حجاج، الصيدلي حديث التخرج، لم يستقبل أي أسئلة عن الفيروس، طوال أيامه الماضية داخل الصيدلية، الموجودة بحي التجمع الخامس، كما لم يأته أي تعليمات من وزارة الصحة بخصوصه، لكنه باع قبل يومين أعدادًا كبيرة من الكمامات لأحد زبائنه، ممن اعتادوا السفر إلى الخارج؛ ففيروس كورونا معدٍ حسب منظمة الصحة العالمية، التي تنصح لتجنب المرض؛ بغسل اليدين 20 ثانية على الأقل، وتجنب لمس العين أو الفم بأيدٍ غير مغسولة، وتنظيف وتطهير الأشياء والأسطح وتجنب الاتصال الوثيق بالأشخاص حاملي الفيروس.

وللأخير، زاد بيع الكمامة بنسبة 300% في "صيدلية محمد السعيد"، كما يحكي الصيدلي بلال مراد من المهندسين، ويرجعه إلى ميل سكان المنطقة إلى كل ما يؤمّن حياتهم، خصوصًا أن الفيروس لم يوجد له لقاح أو علاج إلى الآن؛ لكنه لم يستقبل أي استفسارات مباشرة حول كورونا، ويعتقد أن السبب هو عدم اصطدام الناس بخطره إلى الآن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان