خاص- "رسالة محبة".. تفاصيل اعتذار مصريين لشاب صيني تعرض للتنمر

كتب- محمد مهدي:

أثار الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب صيني يتحرك مذعورًا على أحد الطرق السريعة بالقاهرة، بعد مضايقات من سائقين ومارة، الاستياء والغضب.

ودفع الفيديو الكثيرين إلى محاولة الوصول إليه للاعتذار عن التصرفات المخزية ورفع معنوياته، وكان من بينهم رشا إبراهيم، مدير المركز المصري التجاري الصيني، التي نجحت في الوصول إليه رفقة مجموعة من الموظفين بالشركة، وممثلين عن المرشدين السياحيين.

مصراوي تواصل مع محمد إبراهيم، يعمل بالمركز المصري التجاري الصيني، الذي حضر مساء أمس الثلاثاء، اللقاء الذي جمعهم مع الشاب الصيني، لتقديم اعتذار له والتخفيف من حِدة ما تعرض له من تَنمر خاص بفيروس "كورونا"، ليروي لنا تفاصيل العثور عليه، وكيفية التنسيق لمقابلته، وأيضًا رد فعله على موقفهم.

بحماس شديد منذ شاهدت رشا الفيديو المتداول للشاب الصيني، أجرت اتصالا مع الصحفية الصينية المقيمة بمصر "فيحاء وانغ"، التي استطاعت الوصول إلى بطل الواقعة، ورتبت لقاء معه في الفندق الذي يقيم فيه بالقاهرة.

"كنا حوالي خمسة، تحمسنا أول ما أستاذة رشا طرحت الفكرة، وحبينا نبقى متواجدين ونقدمله الاعتذار بنفسنا.. كان الوقت ضيقًا لكنهم قاموا بإجراءات سريعة للتجهيز للمهمة "حجزنا (تورتة) عليها علم الصين يوم الاثنين، وتاني يوم جبنا أكتر من بوكية ورد"، غمرهم شعور بضرورة مداوة آثر الموقف الصعب الذي مر بالضيف الصيني، وإن "الشعب المصري رافض للي حصل، وبيعتبروه موقف فردي".

في اليوم التالي-الثلاثاء- تجمع الفريق وانطلقوا ناحية أحد الفنادق بالقاهرة، دون أن يعرف الضيف الصيني موعد وصولهم "حبينا نفرحه ونعملهاله مفاجأة" تواجد أيضًا ممثلين عن المرشدين السياحيين الصينين، لحظات من الارتباك حينما حضر الشاب الصيني، لم يُصدق هذه الحفاوة للحظات، قبل أن تتجه نحوه السيدة "رشا" التي تجيد الحديث باللغة الصينية، منحته باقة من الورورد ومررت له رسالة محبة من الشعب المصري واعتذارهم عن ما حدث.

"كان باين عليه الحزن، لكن شكرنا وقال إنه نسي الموضوع ومسامح في اللي حصله"، أراد الجميع توثيق الموقف من خلال التصوير، لم يستجب في البداية "بقى رافض إنه يتصور من بعد الحادثة بعد ما كان بيحب التصوير في الأول" لكن بعد دقائق قليلة أظهر موافقته على التقاط فيديو قصير له أثناء استلامه الورود.

خلال المقابلة التي امتدت لنحو 15 دقيقة دارت النقاشات بينهم والشاب الصيني أخبرهم بقدومه إلى مصر من بضعة أشهر في مهمة عمل "وإنه بعد الواقعة عمل تحليل لفيروس "كورونا" في مستشفى حميات العباسية، والنتيجة طلعت سلبية" يحتفظ الضيف الصيني بتلك الشهادة في جيبه لا يتركها قط خلال تحركاته في القاهرة.

كما أشار إلى تعرضه خلال الأيام الماضية للعديد من المواقف غير الجيدة في الشوارع "لكن مقابلتنا بيه واهتمامنا بالاعتذار، بالتأكيد له عامل إيجابي على نفسيته".