5 مغامرين في مهمة تحت الأمطار.. حكاية مبادرة إنقاذ السيارات في التجمع
كتبت- شروق غنيم:
مع مطلع الأسبوع الجاري، أعّد محمود أسامة نفسه لحالة طوارئ استعدادًا لأحداث الطقس اليوم الخميس. قبل ثلاث سنوات أطلق الشاب مبادرة تطوعية "Rescue Squad"، صارت مهمته رفقة أربعة من أصدقائه انتشال العربات العالقة في مياه الأمطار، مهمة تبدو ثقيلة لكنها تترك انطباعًا طيبًا في نفس الرفاق الخمسة مع كل يوم يساعدون فيه أحد العالقين.
الحكاية بدأت عام 2017 من التجمع الخامس، "وقتها حصل مطر شديد والمنطقة اتقلبت بحيرات"، على مواقع التواصل الاجتماعي قرأ أسامة حكايات العالقين داخل عرباتهم "عائلات كاملة محشورين بسبب المطر مش عارفين يروحوا بيوتهم"، حينها قرر وأصدقاؤه كتابة منشور برقم تليفونه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يناشد العالقين التواصل معه "البوست عمل وقتها 20 ألف شير". ثلاث سنوات كانت كفيلة لتتحول المبادرة الشخصية المكونة من خمسة رفاق إلى خمسين متطوعًا في أكثر من محافظة.
ما إن تأتي مكالمة استغاثة لأصحاب المبادرة "أقرب واحد من المكان بيسيب اللي في إيده وياخد عربيته يجري عليهم"، يهوّن الفريق من الحالة النفسية للشخص العالق داخل عربته، ثم تبدأ المهمة "أي عربية في الدنيا ليها مكان تقطريها منها، بيبقى معانا العدة اللي نقطر بيها العربية ونبدأ نجرها". أوقات أخرى لا يتسنى لهم هذا الوضع " لو مش قادرين نوصل لمكان قطر العربية بنزقها".
لم تكن صدفة كون الخمسة رفاق يتولون مهمة كهذه "إحنا طول الوقت بنعمل سفاري في الصحراء، فعربياتنا عالية وكاوتشاتها كبيرة، كمان عندنا خبرة إزاي نتعامل مع عربية لو غرزت في الرمل، كل ده خلانا مؤهلين لمبادرة زي دي"، فيما زودوا أنفسهم ببعض المعدات اللازمة لجر العربات.
ما إن أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن التقلبات التي تضرب طقس اليوم الخميس، حتى اجتمع الرفاق الخمسة "قسمنا بعض كل واحد هيبقى ماسك أي منطقة، بنجيب عِدة بزيادة عشان نستعد لو الموضوع كبير، واتفقنا نتقابل قدام المستشفى الجوي في التجمع الخامس نستنى لو تواصل معانا أي حد ونتحركله".
كما أعد الفريق نصائح لتقديمها عبر صفحة المبادرة "بدأنا نكتب عن مناطق معروف إنها بتتحول لبرك مياه بسبب المطر عشان الناس تتجنبها، ولو حد معندوش مشوار مهم مش لازم ينزل من البيت.. لو حسيت إن العربية هتعطل منك في المياه لازم يجيب الفتيس على النيوترال، وإنك متسيبش عربيتك في الجراج".
ووجه الفريق عدة نصائح لحماية العربات من مياه الأمطار، كذلك يتبعون إجراءات حماية خلال إخراج العربات من مكانها "مبنقربش من أكشاك الكهرباء، وإننا نتحرك كفريق محدش يروح لمكان لوحده، كمان لازم لبسنا يكون طويل لدرجة يغطي رجلينا عشان منلمسش حاجة".
على مدار الثلاث سنوات الماضية، واجه الفريق عدة صعوبات "خصوصًا لما حد يكلمنا عشان جراج غرق". ذات مرة استغرق الأمر 3 أيام حتى استطاعوا انتشال العربات من داخل المكان "كانوا 7 عربيات ومش عارفين نوصلها، لحد ما صديق لينا قرر يلبس مايوه ونضارة مياه وينزل يعوم في المكان عشان يقطر العربية"، يضحك أسامة إذ يتذكر الموقف "مكنش قدامنا حل غير كده".
لاحظ الفريق هذا العام استغاثة الكثير من أصحاب وسائل المواصلات العامة وليس أصحاب العربات الخاصة فقط، يأتي أغلبها من سائقي عربات نقل وميكروباص "وخصوصًا بتاعة المدارس"، حين يتلقى مكالمة هاتفية تخبره بأن أطفالا عالقون "بنتجنن، إحنا أولويتنا الأطفال طبعًا"، عندما نصل إلى المكان "بنحاول نهديهم ونطمنهم وطبعًا هما أطفال فبيبنهروا بشكل عربياتنا الكبير وبيتلهوا في الفُرجة علينا"، وحين تنتهي المهمة تحل السعادة على الفريق، وتنسيهم كل تعب اليوم.
طوال تلك المدة أنقذ الفريق قرابة 100 عربة من مياه الأمطار "أهم حاجة بنقولها للناس إننا مش بنصلح عربيات إحنا بس بنحررهم من العطلة".
لا يتوقف الأمر على المياه فقط، لكن ينطبق على العربات ضحية الصحراء "من 3 أيام طلعنا الفجر للفيوم عشان نطلع عربيات غرزت في الرمل"، أحيانًا تأتي مكالمة للفريق ليس لطلب المساعدة ولكن فقط "عشان يدعولنا، ده كل اللي عاوزينه من الناس"، إذ يؤمن الشاب العشريني بأن "الناس عايشة عشان تساعد بعض"، لكن تبقى أهم ما يقوله الفريق لأصحاب العربات المتضررة "مهما حصل في داهية العربية، المهم أنت تبقى تمام".
فيديو قد يعجبك: