"نهاية العالم ولا ايه".. حكايات المصريين مع أسبوع "الكورونا وسوء الأحوال الجوية"
كتبت-رنا الجميعي:
مُجريات كثيرة حدثت خلال ذلك الأسبوع، حيث الأخبار المتتالية حول فيروس كورونا في مصر، ثُم اعلان الأرصاد عن التقلبات الجوية اليوم وغدًا، وبدا أن هناك حالة من الخوف والتوتر ظهرت آثارها في حديث المصريين وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فمع ذلك المزيج من القلق ليس فحسب من فيروس كورونا، ولكن بسبب الطقس أيضًا، فكيف يتعامل المصريون مع تلك الأجواء المتقلبة؟
حالة من السخرية ضجّت بها أرجاء الفيسبوك خلال ذلك الأسبوع، ومن بينهم أميرة الشاعر التي كتبت على صفحتها "تقريبًا كده العالم بينتهي وأنا قاعدة بحشي ورق عنب"، السخرية هي سلاح تقلل به أميرة من توترها خلال تلك الأحداث، وتقول إنها لم تُصب بحالة الهلع التي رأتها لدى كثيرين "أنا عندي تلات أولاد في المدارس وبدخل جروبات الماميز أهدّيهم شوية".
ورغم التحذيرات التي أطلقتها الحكومة، وتبعها قرار رئيس مجلس الوزراء بتعطيل الدراسة في جميع المدارس والجامعات اليوم، لم تشعر أميرة بأي قلق "أنا متخيلة إن الشمس طالعة ومفيش حاجة"، ولم تقف تخيلاتها عند ذلك فقد أتبعت ساخرة "حتى ممكن آخد الولاد أوديهم جنينة الحيوانات"، وذلك قبل أن ترى كيف أصبح الجوء سيء بالفعل منذ ليلة أمس.
مع ذلك تعلم أميرة جيدًا أنها لا تقلل من الأوضاع، ولكنها لا تُحب أن تعيش في حالة من التوتر والقلق طول الوقت، كما أنها تتعامل بجدية مع التعليمات الخاصة بالحماية من فيروس كورونا، وتحكى أن ابنتها قدمت ذات يوم من المدرسة تُخبرها "ماما صحابي جايبين هاند جيل ووايبس "مناديل مبللة")، لكنها أرشدتها أن غسيل اليدين باستمرار هو الأهم "براقب الموقف وأمشي على التعليمات الرسمية سواء في المطر أو الكورونا".
وقد أعلنت وزارة الصحة، أمس، أن الحالات التي تم تسجيل إيجابيتها للفيروس وصلت إلى 67 حالة.
تختلف طباع عبد الله محمد كثيرًا عن أميرة، فإن سيناريوهات نهاية العالم لا تختفي من داخله، فتلك السيناريوهات أحد المخاوف التي تمتلأ بها نفسه طيلة الوقت، وليست مُستحدثة عليه "طول الوقت الهواجس دي جوايا من قبل الكورونا"، حيث كان يسأله نفسه أحيانًا "يا ترى العالم هينتهي بإيه، احتباس حراري ولا نيزك ولا ايه؟" حتى أنه يشعر في الوقت الحالي بأنه على استعداد لمواجهة ذلك الفزع.
لطالما شاهد عبد الله الكثير من الأفلام التي تتحدث عن نهاية العالم، وتساءل كثيرًا بينه وبين نفسه، لكن ما إن حدث أجواء تبدو كابوسية مع وجود الخوف من الكورونا والتقلبات الجوية، فإنه أخذ يُطمئن نفسه ويستعد جيدًا، فواحدة من العناصر المُطمئنة له هو قراءة الأدب، لذا أخذ يستدعي أجواء أديبة تريح نفسه حتى أنه تذكر أجواء رواية "لا أحد ينام في الإسكندرية"؛ فيحكي قائلًا "الرواية بتحصل في زمن الحرب العالمية التانية، وكان البطل في الرواية المسلم وصاحبه المسيحي وقت الحرب ينزلوا يقعدوا على القهوة"، تلك الأجواء التي يتكاتف فيها المصريون سويًا "بتونسني".
بجانب الأدب فإن مُتابعة التحليلات الخاصة بكورونا تُطمئن من نفسه، حيث شاهد عبد الله حلقة من برنامج "الدحيح"، وهو محتوى علمي يُقدّم على اليوتيوب، تضمّن مقارنة بين فيروس كورونا والإنفلونزا الأسبانية التي سببت وفاة لـ100 مليون شخص، تلك المقارنة هدّأت من روع عبد الله قليلًا "لأن الانفلونزا الأسبانية كانت وقت مفيهوش حركة طيران كمان، واخدت في طريقها الناس دي كلها، لكن كورونا ومع وجود طيران يعني احتمالية اصابة ناس أكتر محصلش ده".
يلتزم عبد الله بتعليمات النظافة، ويطمئن على أهله وأخته التي تعيش في كندا الآن، كما يُحاول الابتعاد عن السخرية المنتشرة على الفيسبوك "بستغرب ازاي الناس بتهزر في الأوضاع دي"، لكنه يعلم أيضًا أنها ربما تكون أحد الدفاعات النفسية التي يستخدمها الناس لطمأنة أنفسهم "في الأحوال اللي زي دي العقل بيحاول يخفف الصدمات عن الإنسان".
فيديو قد يعجبك: