لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نزول اضطراري.. حكايات عمال اليومية تحت المطر (صور)

04:03 م الخميس 12 مارس 2020

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

تستمع منذ الأمس أم محمد إلى التحذيرات بعدم مغادرة المنزل لسوء الأحوال الجوية، ينتابها القلق غير أنها اعتادت العمل في أجواء مشابهة، حزمت السيدة الأربعينية أغراضها للسفر من الشرقية إلى القاهرة لبيع بضاعتها، لا سبيل أمامها سوى العمل من أجل توفير القوت اليومي "ببيع جبنة وسمن وبيض فلاحي، وفي ناس متفقة معاهم على إني اسلمهم الحاجة النهاردة وآخد فلوسي".

1

مع الساعات الأولى لصباح الخميس، سقطت أمطار غزيرة ورعدية على مختلف محافظات الجمهورية، في بداية موجة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية تمتد حتى السبت المقبل، غير أن في تلك الساعات كانت تستقل أم محمد سيارة "ميكروباص" لتقلها إلى القاهرة، غمرت الأمطار النوافذ الأمامية للسائق، تتحرك ماسحات العربة يمينًا ويسارًا لكن دون تأثير، ترددت السيدة الأربعينية للحظات "محدش فينا كان شايف حاجة، بس مكنش في قدامي غير إني أكمل الطريق".

3

حين وصلت إلى القاهرة تفاجأت السيدة الأربعينية من خلو الشوراع، خاصة بعدما منح مجلس الوزراء العاملين بالمصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص، وقطاع الأعمال العام، إجازة مدفوعة الأجر، اليوم الخميس، فضلًا عن تعطيل الدراسة "من ساعة ما اتحركت شوفت بني آدمين قليلين أوي، لكن الموجود أكتر القطط والكلاب".

لم يكن بُدًا للسيدة الأربعينية سوى الصعود لمنازل طالبي مُنتجاتها "محدش هينزل لي في الجو ده"، فيما تدلى "سبت" بعضهم لتضع فيه المُنتجات وأيضًا تتسلم الثمن، حين انتهت من توزيع المطلوب منها، جلست أسفل إحدى البنايات، افترشت منتجاتها ثم منحتها أحد السكان كوبًا من الشاي الساخن "هستنى لحد ما المطر يخِف يمكن حد ينزل ويشتري مني".

4

5

في التاسعة صباحًا حاولت والدة محمد عصام إثناؤه عن النزول إلى العمل، فالشاب الذي يعمل بائع في أحد المحال لم يكن خيارًا أمامه سوى الذهاب "شغال هنا بقالي 3 سنين وأنا اللي بفتح المحل وصاحب المكان مقاليش آخد أجازة أو حاجة"، بطبيعة حاله لا يُحب الشاب العشريني الإجازات "لإني بشتغل باليومية"، يُنبأ خلو الشوارع بإمكانية عدم البيع مُطلقًا اليوم الخميس "مش مهم بالنسبة لي حد هيشتري ولا لأ، بس أنا اعمل اللي عليا واضمن يوميتي".

6

على العكس تملّك الضيق من أسامة سيد، فالرجل الخمسيني لا يضمن قوت يومه دون العمل "بشتغل من تلاتين سنة سواق على ميكروباص، وأي مطر بالشكل ده وقف حال بالنسبة لي"، في السابعة صباحًا قدم إلى موقف العربات رغم هطول الأمطار بغزارة من الصباح الباكر "متعود أشتغل في أجواء المطر أو أي حاجة، لأني متعود على شغل الشارع ، من يوم ما اتولدت وواخد على الشقا".

لم يستطع الرجل الخمسيني الصمود أسفل الأمطار، فاضطر للجلوس داخل إحدى المقاهي القريبة لحماية نفسه فيما يفكر كيف يُكمل يومه "مفيش ناس تركب العربيات ومش عارف أعمل إيه"، تأتيه بين الحين والآخر مكالمات من بناته الثلاث كي يعود للمنزل "مش متعود أرجع البيت من غير ما أعمل فلوس في يومي".

7

على المقهى تشارك الجالسين همومهم، ينادون على المارة بالدخول للمكان حتى تخف الأجواء قليلًا للعودة، مثلما فعل المدرس حسن السيد، الذي يعمل مدرس مادة مجالات في مدرسة إعدادية "نزلت أجيب الفطار الجو قلب فدخلت أقعد هنا لحد ما الدنيا تهدى شوية"، يقطع حديث السائق الخمسيني ليطمئنه "لو ليك رزق النهاردة هيجيلك لو في بيتك، روّح لعيالك وربنا كريم".

8

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان