"إحنا بتوع الشارع".. مطعم هشام "رزق" في الأيام العادية و"حماية" في الطوارئ
كتبت-إشراق أحمد:
بالأمس استمع هشام السيد لتحذير هيئة الأرصاد الجوية من الخروج إلا للضرورة، لكنه لم يتردد في النزول وفتح مطعمه. في مثل هذه الأوقات يصر هشام على العمل، ليس فقط لأنه "أكل العيش" إلا أنه طيلة ٢٠ عامًا اختبر أهمية وجوده "ناس الشارع هي اللي بتحميه في الظروف دي لو حصل حاجة بتتدخل وتساعد".
لا تتوقف الأمطار منذ الصباح، المحال تغلق أبوابها في منطقة حدائق المعادي، والمارة يركضون هربًا تحت "ساتر"، فيما يواصل هشام عمله بهدوء داخل مطعمه للأكلات الشعبية، ينفث دخان سيجارته، ويستقبل بين الحين والآخر زبون، يناوله طلبه من الفول والطعمية، ثم يخرج يتفقد الطريق والعابرين، لعل أحدهم يحتاج مساعدة فيلبي النداء "الصبح ست معاها ٣ ولاد صغيرين جاية من إمبارح وكانت هتقع قعدناها ووقفنا لها توكتوك".
شهد الرجل الثلاثيني الكثير من المواقف في ظروف الطقس السيء؛ في التسعينيات كانت موجة مشابهة، لكن الأجواء مختلفة "مكنش في إجازة ولا الحكومة أدت تحذيرات ولا كانت البنية التحتية زي دي". ٢٤ ساعة استمر هطول الأمطار حينها، فلم يكن هناك سوى أهل الشارع للتعامل "اللي يشيل حاجة يدخلها محل واللي يفتح بلاعة واللي يتصل بشركة كهرباء عشان عمود نور ولا ماس". تلك التفاصيل لا يلتفت إليها سوى المتواجدين في الطرقات كما يقول هشام.
لا يعمل هشام بمفرده، قبل نحو ١٠ أعوام رافقه شقيقه إبراهيم، يتولى مسؤولية مقلاة الفلافل الموجودة على الطريق، مما يمكنه من الرؤية الفورية لما يحدث وقت المطر؛ تمر إحدى السيارات النقل المحملة بقارورات مياه كبيرة، يوقف إبراهيم السائق وينبهه أن إحداها على وشك السقوط وجر البقية، وقبل أن يهم السائق بالنزول، سارع الرجل الأربعيني في ضبط الحمولة، لتكمل السيارة طريقها في الشارع المغمور بالمياه، بينما يقول هشام "أهو عشان الحاجات اللي زي دي وجودنا مطلوب".
قبل عامين، غمرت الأمطار الشوارع، في موجة طقس مفاجئة، حينها شهد الشقيقان موقفًا عصيبًا؛ وقع ماس كهربائي جوار المطعم "كان منظر ربنا ما يوريه لحد. نار طالعة من قلب الماية" يتذكر إبراهيم ذلك اليوم، لم يكن هناك عطلة، والمارة يسيرون بالشارع، فسارع وشقيقه في إحضار أقفاص خشب ووضعها في المياه وغلق الطريق وتنبيه العابرين حتى قدوم عامل شركة الكهرباء.
يؤمن الشقيقان. أن وجودهما ونس في الأوقات غير التقليدية، يشجع أحدهما على النزول وشراء وجبة إفطار أو عشاء، فيكون "رزق" يومهما من ناحية، وضمان لاستمرار الحركة في الشارع "الناس اللي مضطرة تمشي في الشارع لو لقت نفسها لوحدها هتخاف والنفوس الضعيفة بتطلع في الفضاء. الفيران لما تلاقي حركة هتكش".
فيديو قد يعجبك: