بالصور- أهالي "المطرية" يواجهون "التنين" بـ"الجرادل وفتح البلاعات"
كتب وتصوير- محمد زكريا:
توقع خبراء الأرصاد الجوية، سقوط أمطار غزيرة، تكون رعدية أحيانا على بعض أنحاء البلاد، وهو ما كان صباح الخميس، غمرت المياة شوارع القاهرة، بينما في حي المطرية الشعبي اتخذ الأهالي إجراءاتهم، كانت حيالهم بدائية لتصريف الأمطار.
وتشهد البلاد حسب بيان الهيئة العامة للأرصاد الجوية، اليوم الخميس وحتى صباح الأحد المقبل، حالة من عدم الاستقرار الشديدة في الأحوال، حيث تنشط الرياح مثيرة للرمال والأتربة تصل لحد العاصفة، كما تسقط الأمطار الغزيرة، فيما تتراوح سرعة الرياح خلال هذه الفترة من 60 - 70 كيلو مترا في الساعة، في موجة طقس سيئة عرفت إعلاميا بـ"منخفض التنين".
ظهر اليوم، كانت شوارع حي المطرية، معجونة بالأمطار، ارتفعت المياة عن الأرض لتغرق محال، في الوقت الذي يدخن محمود جمال سيجارة أمام منزله، قبل أن يتولى البحث عن أداة حديدية "أفتح بيها البلاعة المسدودة، عشان لو المطرة فضلت تمطر طول اليوم بالشكل ده البيوت هتغرق".
حصل الشاب على ما يريد، وتولى بمساعدة ابن عمه وشاب آخر في الشارع عملية فتح البالوعة، لينجح بالنهاية في إزاحة الغطاء قليلا، ويستوعب الصرف الصحي المياه التي تجمعت بالشارع، في الوقت الذي تستمر الأمطار في الهطول على رؤوسهم.
لم يكتفِ جمال بالأمر أمام منزله، تحرك رفقة الشباب بامتداد شارعه، ليعيد الكرة نفسها مع أخرى مسدودة، "أنا كده كده معايا الحديدة، فقولت افتح البلاعات، لأن شكلها كده مش هتبطل تمطر طول اليوم، فنعرف نتحرك"، فالشاب لم يسمع عن أي تحذيرات أطلقتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية، ولا يتقيد بالبقاء في المنزل رغم اشتداد الامطار.
حيث وجه الدكتور محمود شاهين، مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية، عدة نصائح وتحذيرات إلى المواطنين نتيجة التقلبات الجوية الحادة التي تشهدها البلاد حاليا، وذلك بمتابعة النشرات الجوية باستمرار لمعرفة ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة اليومية، وأماكن سقوط الأمطار. ونصح شاهين، في تصريح لمصراوي، المواطنين بضرورة ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة، وحذر المواطنين، من القرب من أعمدة الإنارة أو ملامستها أثناء سقوط الأمطار.
فيما كان "سيد الحلاق" مشغولا بأمر محله، والذي وقف أمامه ساكنا والأمطار تغمره بالمياه.
أغلق الرجل صالونه في ذلك اليوم، بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن اشتداد الأمطار، دفعه النزول من منزله، للاطمئنان على سلامة "أكل عيشي، وزي ما أنت شايف، المياه جابت نص كراسي الحلاقة".
سيد لا يخيفه الأمر، "عشان المحل بلاط، والأرض مفيهاش حاجة تبوظ من المطرة"، اتتظر أن تهدأ الأمطار قليلا، ليبدأ في إخراج المياه إلى الشارع، جردل يملأه ويصبه في الخارج، لكن اشتداد الأمطار أوقفه عن عمله، بينما نشط ثلاثة شباب صغار، استمروا في جر المياه نحو بلوعة، باستخدام المقشات، في الوقت الذي يلقون تشجيع من المارة: "الله ينور يا رجالة، ربنا يعينكم".
تواصل الأمطار، دفع سيد محمد إلى التحرك نحو سطح منزله، ليس فقط لإزاحة المياه نحو "ماسورة عملينها عشان تصرف المياه في الشارع، عشان المياه لما بتتجمع ع السطح ممكن تنقط علينا في الشقة، وتكون خطر على البيت كله"، لكن أيضا لإنقاذ "جهاز بنتي" الموضوع في غرفة مبنية بسطح المنزل، تسربت المياه من سقفها مع اشتداد الأمطار.
وبينما كان الرجل وأسرته ينقلون مستلزمات العروسة إلى شقة بالأسفل، كان آخر في العائلة يصرف مياه تجمعت بالسطح في حوض متصل بالصرف الصحي، وثالث يجرها "بمساحة" إلى الفتحة التي تخر بالشارع.
فيما يقوم إبراهيم إسماعيل، والذي يسكن نفس شارع محمد، بالتصريف البدائي نفسه، يملأ دلو بالمياه المتجمعة على سطح منزله، ليصبه في الشارع، ويعاود الكرة مرات، وعلى وجهه انتعاشة تزيدها أمطار لا تتوقف.
فيديو قد يعجبك: