لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بـ"الكتابة والأفلام".. شباب يبتكرون مبادرات لكسر "ملل العزل"

04:37 م الأربعاء 25 مارس 2020

صورة تعبيرية

كتبت-رنا الجميعي:

منذ توقف الدراسة في 14 مارس الماضي قلل كثير من المصريين نزولهم إلى الشارع، ومن بينهم ربا صالح التي تدرس الطب، ومع جلوسها المُستمر في المنزل فكّرت في روتين يومي تتشاركه مع أصدقائها على الفيسبوك لمنع الملل من التسلل إليها، وهكذا فكر آخرين أيضًا.

في 14 مارس الماضي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي توقف الدراسة في المدارس والجامعات، تبع القرار عدة قرارات أخرى صادرة من مجلس الوزراء لتقليل التجمعات كان آخرها حظر التجول في الشوارع منذ السابعة مساء وحتى السادسة صباحًا، وغلق المطاعم والمقاهي لمدة أسبوعين اعتبارًا من الأربعاء 25 مارس.

وذلك بسبب تحجيم انتشار فيروس كورونا التي وصل عدد مُصابيها في مصر إلى ٤٤٢ شخص.

مع توقف الدراسة فكّرت شقيقة ربا في نشر رسائل للأدباء الذين يُحبونهما على "هاشتاج" بموقع الفيسبوك، تفاعلت ربا مع الفكرة لكن مع تعديلها "قولت لأختي نعمل هاشتاج بس نجمع عليه رسايل احنا اللي نكتبها"، وفكرت الأختين في اسم الهاشتاج الذي سيجمع رسائلهم حتى توصلا إلى "رسالة كل مساء".

1

تحت هذا الاسم كتبت ربا على صفحتها عن الفكرة، والتي تفاعل معها كثير من أصدقائها من محبي الكتابة "حتى فيه ناس معرفهاش شاركت فيه".

تغيّر شكل الأيام المملة بالنسبة لربا، داومت على كتابة رسائل تُعبر بها عن مكنونات صدرها "بتكون حاجات حاسة بيها لشخص معين وأحيانًا بتكون مش موجهة".

2

هكذا تفاعل آخرون أيضًا مع فكرة الرسائل، تحكي ربا أن هناك من بدأت تكتب لأختها البعيدة عنها "وفيه اللي كتبوا رسايل لناس فقدوهم"، وهو ما أسعد الشابة التي فاجئها الحماس المُصاحب للفكرة.

ذلك كان الأسبوع الثاني الذي لا تنزل فيه هبة عاصم إلى الشارع، ومع الوقت الممتد لها داخل المنزل قررت تدشين مجموعة الأفلام التي تفكر فيها منذ زمن "من زمان أوي بفكر إني أكتب مراجعات أفلام بس الأيام بتعدي بسرعة"، وجدت هبة الحجر الصحي فُرصة تُجدد فيها شغفها بالكتابة.

مع تدشين هبة لمجموعة الأفلام صارت كتابة المراجعات روتينًا أيضًا، حتى أنها تكتب أحيانًا لفيلمين يوميًا، فالسينما هي شغفها الدائم الذي توقف مع قرار غلق قاعات السينما في 17 مارس الماضي "كنت متعودة أروح السينما كل أسبوع"، الآن تلجأ هبة إلى شبكة الإنترنت.

رغم حُب هبة للسينما، لكنها كانت المرة الأولى التي تكتب فيها مُراجعات أفلام، وقد اكتشفت من خلال التجربة مدى سعادتها بالكتابة، خاصة مع تشجيع أصدقائها لها، ولا تعرف هبة كيف كانت ستتعامل مع تلك الفترة بدون تلك التجربة "اليوم كان هيبقى ممل أوي".

3

شبح الملل جعل مصطفى رؤوف يُفكّر في أصدقائه، الذين أصابهم الهلع مع توالي الأخبار عن فيروس كورونا حيث يقول "لقيت إن فيه حالة ذعر منتشرة"، تفاجأ الشاب بتلك الحالة التي لم تصل إليه، فقد كان يتابع الأخبار عن كورونا منذ ظهوره مُبكرًا في الصين "ومن وقتها وأنا بتبع اجراءات النظافة".

كيف سيخفف مصطفى عن أصدقائه؟ فكّر في وجود المكتبة الكبيرة لديه، بدأ في انتقاء بعض الكتب منها، وكتب منشورًا على صفحته أنه يعرضها للاستعارة، وبالفعل سلّم تلك القائمة لأصدقائه، ويستعد بإنتقاء كتب أخرى للاستعارة أيضًا، فيما كل ما يتمنّاه هو "إن قراية الكتب تبقى نشاط جديد لصحابي يعدوا بيه الأيام".

اعتادت منى عادل رؤية أصدقائها بشكل يومي، لكنها الآن تجلس في المنزل للأسبوع الثاني، فاضطرت للتواصل معهم عبر الفيسبوك "وبقينا بنتكلم طول الوقت"، يتناقشون في المقالات التي يقرأونها، أو الأفلام التي يُشاهدوها، فيما اقترحت عليهم القيام بروتين يومي يخفف حالة الملل التي يعيشوها "بقينا نحدد ساعة معينة في اليوم نختار فيها تمرين نعمله سوا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان