"راقب النجوم من بيتك".. مبادرة لمُحبي الفلك تتحدى فيروس كورونا
كتبت-دعاء الفولي:
مطلع مارس الجاري، كانت أنشطة الجمعية المصرية لعلوم الفلك قائمة، لم يتوقع مديرها المهندس عصام جودة تغير الأوضاع "اضطرينا نوقف كل الرحلات للصحراء والمحاضرات بتاعتنا"، غير أن فريق الجمعية قرروا استبدالها بمحتوى آخر؛معلومات عبر صفحتهم بموقع فيسبوك، يقدمونها للمهتمين بالفلك، وفيديوهات تشرح الظواهر بطريقة بسيطة.
منذ حوالي أسبوعين، اجتمع عصام وفريق الجمعية عبر تطبيق الواتس آب ليحاولوا سد الفجوة؛ بدأ الفريق في نشر ندوات قديمة عبر صفحة الجمعية، أو بعض التسجيلات الحديثة للمهندس عصام "زي آخر فيديو بنحكي فيه عن هلال شهر شعبان وإزاي العلماء بيشوفوه".
إمكانيات فريق الجمعية بسيطة "احنا شغالين بجهودنا الذاتية"، لذا لم تُتح لهم الفرصة لرفع جميع محاضراتهم من قبل "عشان كدة بنحاول نعمل دا حاليا"، في المقابل يفتح عصام صفحته لأسئلة المهتمين عن الفلك ويقدم لهم نصائح يومية بعدما "لاحظت إن فيه نبرة سلبية عند الناس وكأننا قاعدين مستنيين الموت".
أسئلة كثيرة ترد للمهندس عصام "أغلبها عن الأبراج والفرق بينه وعلم الفلك"، يسأل آخرون عن علاقة الفلك بالأرصاد، فيما لا يختفي أثر فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) "فيه ناس بتسألنا عنه.. بس احنا بتوع نجوم ملناش دعوة بالطب" يقول المهندس ضاحكًا.
بشكل شخصي، يفتقد عصام رحلات الصحراء لرصد النجوم والكواكب "كنت متعود أطلع مرتين في الشهر.. دا الشغف اللي كان بيجدد روتيني"، لكن بعد توقف كل شيء، استعاد المهندس المدني رغبته في الرصد من التليسكوب الخاص به، ولم يكن هو فقط "ناس كتير على الصفحة بدأوا يخرجوا التليسكوبات بتاعتهم اللي راكنينها ويتفرجوا على السما ويسألونا إزاي يرصدوا بيها بشكل أفضل".
ليست ثمة أشياء كثيرة يمكن رصدها من داخل المُدن "بسبب الإضاءة والتلوث"، لكن الجمعية المصرية للفلك تسرد بشكل يومي الظواهر الفلكية الموجودة في السماء، أماكن الكواكب ومتى تظهر "الزهرة مثلا ممكن نشوفه أول الليل عكس المشترى اللي بيظهر آخر الليل".
بعض الظواهر لا تحتاج تليسكوب لرصدها كالقمر مثلًا وحركته "الناس في الأيام دي بتسألني كتير إنه ليه القمر بيظهر أحيانا الصبح أو العصر"، فيشرح لهم أن القمر يُغير مكانه فقط لكنه موجود طوال الوقت، قبل أن يصنع فيديو بسيط للتحدث عن الأمر.
رغم توقف الأنشطة "مبسوط إن الناس بتستغل العزلة في حاجة كويسة.. إحنا دايمًا مضروبين في خلاط ومعندناش فرصة نبص على السما"، لا ينقطع حبل التواصل بين جودة ومُتابعي الجمعية، فيما يحاول هو بشكل شخصي تعويض شغفه بمذاكرة علم الفلك، إذ يُحضر فيه دبلومة بكلية العلوم جامعة القاهرة.
فيديو قد يعجبك: