"عشان خاطر البلد".. حملة تعقيم وتوعية لأهالي قرى الأقصر
كتبت-رنا الجميعي:
تصوير-محمود بكار
لم ينتظر إسماعيل عطاالله تفشي فيروس كورونا داخل محافظته حتى يتحرك؛ فما إن سمع عن اكتشاف 12 حالة حاملة لفيروس كورونا (كوفيد-19) على باخرة الأقصر السياحية في 6 مارس الماضي، ومنذ ذلك الوقت شعر بالمسئولية التي تُلزمه بتوعية أهل قرية المهيدات التابعة لمحافظة الأقصر.
يشترك عطا الله في رابطة أهل المهيدات، التي تأسست منذ خمس سنوات، وتؤدي مهمتها بحل أي مشكلة تتعلق بالقرية والنجوع المجاورة "سواء لاستقبال زائر أو عمل حفلة أو مباريات".
لذا وجب على عطا الله ورفاقه من النجوع المجاورة المساعدة في تلك الأزمة، وفي العادة تقوم الرابطة بإجتماع تتناقش فيه "حبينا ناخد إجراءات احترازية"، فيما يتبعوا تعليمات منظمة الصحة العالمية وتوجيهات أطباء الدائرة الصحية بالقرية.
البداية كانت بتوزيع منشورات في شوارع البلد بالأماكن العامة مثل المساجد ومحلات البقالة، كان المنشور يحتوي على تعليمات منظمة الصحة العالمية، ثُم قاموا بالعديد من حملات التطهير كان آخرها منذ يومان، حيث حاولت الرابطة تعقيم النجوع لمرات عديدة "من أول لما جه قرار غلق المحلات الساعة سبعة"، يذكر اسماعيل.
تأتي تلك الخطوات عبر المجهودات الذاتية من أهالي البلد، حيث يقومون بتشجيع الرابطة على ما تقوم به، وعبر براميل تمتلأ بالمياه والكلور يقوم اسماعيل ورفاقه بتعقيم شوارع النجوع "عددنا 40 شخص، وبنتقسم على مجموعات"، وليست الشوارع فحسب بل بعض البيوت أيضًا "معروف فيه عندنا بيوت مفتوح لزوار كتير، دي بنعقمها".
لكن حملة التطهير الأخيرة لم تكن مثل سابقيها، كانت بتمويل من مجلس المدينة الذي أحبّ التعاون مع الرابطة، وبمصاحبة طلبة الطب والصيدلة لتوعية الأهالي بالسلوكيات الصحية للتعامل مع فيروس كورونا.
من بين المُشتركين كان أحمد أيمن، الطالب بكلية الطب، الذي استعد للحملة بحضور دورة تدريبية مع طبيب بالإدارة الصحية لمركز الطود، عن كيفية تقديم التوعية لأهالي القرى، ما دفع أيمن للاشتراك هو شعوره بحاجة أهله وجيرانه لزيادة وعيهم بحجم الأزمة "مش عايزين نبقى زي إيطاليا"، حيث تعتبر هي البلد الثاني الأكثر تضررًا من فيروس كورونا بعد الصين، بعدد إصابات تتجاوز الـ15ألف حالة.
انقسم الطلبة إلى عدد من المجموعات، كل مجموعة تتوزع على عدد من البيوت، فيما يقول أيمن إن الاستجابة الأكبر كانت من فئة ربات البيوت، بينما واجه عدد من الأهالي الذين رفضوا الاستجابة للتوعية "وفيه ناس مش مستوعبة اللي بيحصل"، لكن الأغلبية كانت على استعداد لقبول التوعية كما يقول أيمن، وقد حرص الطلبة على استخدام لهجة الترهيب خلال التوعية "عشان محدش يستهون بالأزمة".
تُفكّر الرابطة دومًا في كيفية مساعدة أهالي المهيدات، ولن تكتفي بحملات التعقيم فقط، حيث يذكر عطا الله "بنفكر دلوقت نشوف الناس المحتاجة ونوزع عليهم احتياجاتهم من الأكل، وكله بيكون بتبرعات من الأهالي".
فيديو قد يعجبك: