إعلان

استشارة طبية من البيت.. مبادرة مجانية لتخفيف الضغط على المستشفيات

09:02 م الإثنين 30 مارس 2020

طبيب في مستشفى العزل

كتبت- شروق غنيم:

"امكث في بيتك واستشر طبيبك"، كانت البداية من مجموعة أطباء أصحاب التخصصات المختلفة، أطلقوا المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحث المرضى الذين لا يمرون بحالات طارئة التخفيف من العبء على المستشفيات وكذلك الاستجابة للإجراءات الاحترازية بمنع التجمعات لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، سرعان ما انتشرت الدعوة، انهالت الأسئلة على الأطباء، يلبون الاستغاثة، يبثون الاطمئنان في نفوس أصحاب الأعراض العادية، فيما يوجهون من يحتاج لتدخل طبيب إلى النزول لأقرب مستشفى.

تعددت المبادرة في أكثر من مدينة ومحافظة، في البدء تابعها الدكتور أيمن فرج، استشاري الأمراض الباطنية والسكر على مجموعة تضم أطباء الإسكندرية و400 ألف مشترك "لكن كانوا كاتبين إن ممكن أي طبيب ينضم حتى لو عايش برة مصر"، يتبع الأطباء عدة معايير في استشاراتهم الطبية، أولها أنها مجانية "وإننا بندي استشارات أولية، مش علاج نهائي".

1

قبل عشرة أيام كتب الطبيب على المجموعة التي تضم الأطباء من تخصصه، انهالت عليه التعليقات، تأتيه الاستفسارات الطبية حتى هذه اللحظة، أكثر من 700 سؤال استقبل من أماكن شتى "في مريض عراقي لقيته بيتواصل معايا بيسألني عن مشكلة عنده". لا يُقلل استشاري الأمراض الباطنية والسكر من أهمية أي منهما "أي شكوى أو استفسار بحترمه، لإنه مهما بان بسيط فهو سبب إزعاج للمريض"، يؤمن الطبيب المتخصص في أمراض الباطنة والسكر بذلك، لذا يتأنى في قراءة كل سؤال ويجيب عليه باستفاضة "لدرجة إني بلاقي الساعة بقت أربعة الفجر من غير ما أخد بالي من الوقت".

2

أكثر ما يستقبل الطبيب الأسئلة المتعلقة بأعراض فيروس كورونا المستجد وكيفية الوقاية منه، يأتي بعدها أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكر "من خبرتنا كأطباء نقدر نقيّم الحالة إذا كانت تستدعي إنك تروح مستشفى أو نقدر نتعافى في البيت"، يتابع مع أصحاب الشكوى تحسن حالاتهم أو العكس، فيما يوجّه من اللحظة الأولى البعض إلى أقرب مستشفى له "زي إن حد قالي إن عنده كرشة نفس، فطبعًا دي إشارات بيكون وراها مشكلة فمحتاج يعمل فحوصات ورسم قلب"، كذلك بعض الأعراض التي تبدو على مصابي السكر، يسعد الطبيب إذ يشعر أنه ساعد أحدهم وعاد له بتطبيق النصيحة "زي واحد قالي إنه بقاله 15 سنة عنده سكر وماخدش علاج، طبعًا ده خطر. وجهته لأقرب مستشفى بعدها بيوم لقيته بيتواصل معايا وبيقولي إنه عمل كدة وخد أدوية هيمشي عليها".

3

في الثالثة عصرًا ينتهي الطبيب من عمله في المستشفى، بعدها يتفرّغ للأسئلة التي ترده على الهاتف المحمول، فيما قرر أسوة بمجموعة أطباء الإسكندرية إطلاق واحدة مثلها تخص أطباء محافظة الغربية صارت تضم الآن قرابة 4 آلاف مشترك بين أطباء ومواطنين"عشان ندي فرصة للمستشفيات تشتغل مع الحالات الطارئة والوباء".

4

حوالي 3 آلاف رسالة يستقبلها هاتف الدكتور أحمد العربي، استشاري طب الأطفال في اليوم الواحد رسالة، يحاول قدر المستطاع تغطية أكبر عدد، يشرح لكل مريض بأنه لن يصف له علاج ولكن "مسكن للأعراض وإرشادات إزاي يتصرف، حاجة زي الإسعافات الأولية ولو الأعراض خفت فهو كدة تمام، لكن لو محصلش تحسن لازم يتوجه للطبيب".

5

لا تنتهي الأسئلة عن فيروس كورونا المستجد، يحاول الطبيب الثلاثيني أن يوازن الأمور "بحاول مخوفش الناس وفي الوقت نفسه موصلش إن الموضوع عادي لإنه بيحتاج وقاية"، يكثف استشاري طب الأطفال وقته أكثر للرد على استفسارات الأمراض المزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي"بطمنهم إنها بسبب تغيرات الجو دلوقتي، وبتابع معاهم تطورات الحالة"، فيما تأتيه استفسارات أيضًا من الأمهات حديثي الولادة "لأنهم خايفين ينزلوا برة البيت".

6

منذ اللحظات الأولى لإطلاق المبادرة وشارك بها الدكتور إيهاب حطب، مدرس مساعد طب وجراحة العيون في مستشفى بنها الجامعي، تكدس هاتفه المحمول بالرسائل، يحكي أنه ترده في الساعة الواحدة قرابة 200 رسالة، يشعر بالحزن إزاء عدم قدرته على الرد على كافة الرسائل "حابب اعتذرلهم لأن العدد كبير أوي وغصب عني"، لكنه يُخلص في الرد كلما كان متاحًا.

لا تغيب أجواء فيروس كورونا المستجد عن الاستفسارات التي تصل للطبيب الشاب "زي إن حد دخل في عينه كولور أو كحول معقم من غير ما يقصد"، إذا كانت الكمية بسيطة ومجرد تطاير لبعض الرذاذ في العين، يصف قطرة مرطبة وأخرى مضاد حيوي "لكن لو الكمية كبيرة بقوله ينزل فورًا لمستشفى عشان ميحصلش قُرحة للعين".

7

يُصنف طبيب العيون الأسئلة التي تصله؛ المساحة الآمنة مثل "التهاب أو إفرازات العين، أو حد عامل عملية وبيتابع عليها"، تلك يجيب عليهم باستفاضة وكذلك يرشح لهم بعض الأدوية المهدئة، أخرى يضئ حالة الخطر "لو مريض سكر وحس بضغط أو التهاب في العين لازم يتوجه لمستشفى، أو لو حد بيعاني من ارتفاع ضغط العين ده لازم يتعلق له محلول في المستشفى، لو حد حاسس إن في ستارة سوداء شايفها، وطبعًا لو حد عينه اتخبطت وحصل نزيف ده محتاج يروح المستشفى بأسرع وقت".

يتفق الأطباء الثلاثة أن أكثر ما يردهم من أسئلة لا تحتاج إلى التوجه للمستشفى أو عيادة خاصة، أعراض يمكن التعامل معها بعد تلقي الاستشارات الطبية الضرورية واتباعها، كذلك يحاولون طمأنة المرضى الذين يشعرون بتوتر، يوجهون الحالات الطارئة مباشرة إلى المستشفى، يشددون على أهمية المبادرة كونها تفسح الطريق للأجهزة الطبية والأطباء للتعامل في المستشفيات مع الحالات الطارئة وما يتعلق بالوباء المستجد.

فيديو قد يعجبك: