لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالرقص والألعاب اليدوية.. أمهات ذوي الاحتياجات يبحثن عن بدائل لأولادهن في المنزل

09:00 م الإثنين 06 أبريل 2020

امهات يبحثن عن حلول بديلة لأبنائهن

كتبت-دعاء الفولي:

يوميا، يستيقظ يوسف قبل الثامنة صباحا، يسأل صاحب السبعة أعوام والدته عن تمرين السباحة، تُخبره الأم غادة حافظ أن الخروج ليس متاحا الآن، تشعر بضيقه، وتحاول التسرية عنه، يكاد الخوف يهزمها، فمنذ شهر ونصف لم يحصل ابنها على جلسات التخاطب، ولم يُمارس الأنشطة التي تُساعده على التأقلم مع متلازمة طيف التوحد التي ظهرت عليه في عُمر العامين.

قبل الإعلان منتصف مارس الجاري عن إيقاف الدراسة بسبب فيروس كورونا المستجد "كان المركز اللي يوسف بيروحه وقف أنشطته من قبلها بحوالي أسبوع"، داخل ذلك المكان كان الصغير يتلقى دروسه، يتواصل مع الآخرين "ودا اللي كان بيخليه يتحسن ويتكلم شوية أحسن"، لكن مع توقف كل شيء "خايفة إن تعب السنين يخليه يرجع لنقطة الصفر".

يوسف واحد من حوالي 800 ألف شخصا مُصابا بالتوحد في مصر، حسب إحصاء صادر عن التضامن الاجتماعي عام 2017، قبل أزمة "كوفيد 19" كان يوم الطفل مزدحما "من 8 الصبح في المركز وبعدين تمرين السباحة وبعدين النادي وآخر اليوم جلسة التخاطب"، لذا حينما تبدلت الأحوال "كان لازم أفكر في بدايل ألهيه بيها وأخليه يتفاعل".

برفقة ابنتيها وضعت الأم حلولا بديلة، بعضها من داخل المنزل "مثلا كل يوم بنقوم نطبق الغسيل سوا أو لو بنشره يساعدني في نشره"، تخترع غادة مهام بسيطة ليوسف "أقوله يساعدني في المطبخ"، يُحب الصغير الطهي برفقتها، تسرد كيف علمته صناعة بيضة مقلية "الأول نعرف اماكن الحاجات وبعدين نسميها ونحفظها"، بعد عدة أيام بات الابن يقود الأمر "هو بيشاور لي أجيب إيه منين"، لا يتحدث يوسف كثيرا، فقط يعبر عن رغباته ببضع كلمات "عشان كدة لازم نفضل نتكلم معاه وندربه".. تقول غادة.

لم تكتف الأم بذلك، فمنذ أسابيع أرسل المركز الذي اعتاد يوسف على الذهاب له أدوات تساهم في التعليم منزليا "كروت عليها أرقام وألعاب بسيطة"، تجلس شقيقتا يوسف الأكبر إليه يوميا لتلعبا معه، فيما لا تغفلان تعليمه قدرا ولو بسيطا عن فيروس كورونا الذي أصاب ما يزيد عن مليون شخصا حول العالم "بيقولوله تعالى نغسل إيدينا.. طب انت عارف احنا بنغسلها ليه كل شوية؟ وهكذا".

يحتاج صاحب السبع سنوات لأطعمة معينة، تساعده على زيادة التركيز، تواجه الأم الآن صعوبة أكبر في توفيرها "بسبب سحب سلع كتير"، فيما تحاول التأقلم مع الوضع، ولا تجد وسيلة للتواصل مع مُعلمي يوسف سوى عبر الهاتف "بيقولولي أعمل إيه واتصرف إزاي"، أما خيار أن يتحدثوا معه عبر الانترنت فليس مطروحا "مش هيركز معاهم..الأطفال اللي عندهم توحد حسيين جدا بيحبوا يلمسوا الحاجة ويتعاملوا معاها من قريب".

أدوات بسيطة أيضا استخدمتها كريمة محمد لتسلية ابنتها فاطمة صاحبة الـ15عاما؛ كراسة رسم وألوان وصلصال وبعض الأغاني "حاجات تخليها تنسى شوية إننا مش بنخرج ولا بنروح المدرسة".

منذ اكتشفت الأم إصابة فاطمة بمتلازمة داون "وانا بشغل وقتها دايما.. دا خلاها تندمج مع الناس أكتر"، لم تكن حياة الفتاة مقتصرة على المدرسة فقط "كان فيه تدريب السباحة كمان"، ذلك التدريب جعل فاطمة تدخل مسابقات عديدة في الإسكندرية وتنافس فيها، لا تنسى الأم أيضا أوقات التنزه "دلوقتي بتردد كلمة ملاهي طول الوقت"، فذاك المكان كان الأقرب لقلب الفتاة.

الخروج اليومي كان ينظم مواعيد نوم فاطمة "دلوقتي ممكن تقعد باليومين صاحية لأن عندها فرط حركة فالطاقة اللي عندها مش بتروح في حتة"، تلك الحالة تُعاني منها أيضا مريم ابنة منى عبدالله.

"مريم كانت بتعمل حاجات كتير بس أكتر حاجة واحشاها هي الفنون الشعبية"، كانت الأم ترافق ابنتها ذات التسع سنوات إلى التدريب مرتين أسبوعيا، تسأل الصغيرة يوميا عن "الكابتن"، لماذا لا يعودون للتمرين ولا ترى أصدقائها "مبقدرش أقولها حاجة فبقولها تعالي نشغل أغاني ونتدرب سوا".

تمتلئ الصغيرة بالحياة "اجتماعية جدا وبتحب الناس"، لا تمنعها متلازمة داون وفرط الحركة عن فعل ما تُحب "سواء مرواحها المركز التأهيلي أو لعبها الجمباز أو إن يكون عندها صحاب"، تستطيع الأم تغطية الجزء الترفيهي لابنتها "بس المشكلة في الجانب التعليمي هنعوضه إزاي؟".

تعلمت منى خلال الشهر ونصف الماضيين عدة مهارات "بقينا بنعمل من ورق الكارتون أشكال سوا.. بنستخدم مثلا المكرونة اللي في البيت ونعمل منها عُقد أو إسورة"، تسعد مريم بالتعليم اليدوي "لكن لازم أبقى قاعدة معاها مينفعش أقولها اعملي كذا واقوم"، يُلقي ذلك عبئًا أكبر على منى "بس مبسوطة إني بقرب منها أكتر.. لوبطلنا نتعلم في البيت هتنسى اللي اتعلمته كله".

تحتاج الأم لدعم تعليمي ونفسي أيضا لتنقله للابنة، تستقي بعضه من مُدرسي الطفلة "كل يوم بينا رسايل صوتية إنه ممكن نتعلم إيه انهاردة"، بينما تحصل على الباقي من مجموعة ألكترونية عبر تطبيق واتس آب "فيها أمهات عندهم أطفال ذوي احتياجات خاصة وحالاتهم مختلفة"، تتشارك الأمهات طرقا تعليمية مختلفة "بنحاول نخفف عن بعض وعن ولادنا لحد ما الفترة دي تعدي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان