لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صورة وحكاية (22)- في أبو رواش.. صداقة مع "الثعابين" منذ الصغر

09:19 م الخميس 14 مايو 2020

طفل يلهو بثعبان في أبورواش

تصوير: حسام دياب

كتب: محمد مهدي

داخل منطقة أبورواش بالجيزة، ازدهرت مهنة غير تقليدية، عمل بها عدد كبير من الأهالي، واشتهرت عائلات بها، وهي اصطياد الزواحف بجميع أنواعها من الأراضي المحيطة بالمكان، وتربية الثعابين والسلاحف والضفادع داخل بيوتهم دون قلق، من أجل تصديرها إلى الخارج "كانوا بيبيعوا لدول زي فرنسا، عشان يعملوا من سموم الزواحف الأمصال والأدوية" كما يقول المصور الصحفي حسام دياب، الذي قام بجولة في "أبورواش" عام 1986 ليوثق تلك التجربة بعدسته في تحقيق مصور.

دون خوف، وصل "دياب" إلى قرية "أبورواش" القريبة من شارع الهرم، كان لديه موعد مع أهالي المنطقة، دلف إلى بيت أسرة اشتهرت باصطياد وتربية الثعابين، تجول داخل المنزل رفقة كبير العائلة، بينما يرى الزواحف في كُل مكان، كأنها جزء من الأثاث "وبتلقائية لقيتهم بيفرجونا على التعابين بتاعتهم" تلتف حول أجسادهم بينما ترتسم الابتسامة على الوجوه، اعتادوا منذ عقود طويلة على التجارة في تلك البضاعة المخُيفة، توارث المهنة منذ الأجداد جعل الأمر اعتياديا لكن المصور الصحفي الكبير لفت نظره مشهد غريب في أحد أركان البيت.

بوداعة شديدة يجلس طفل صغير، ومن حوله الثعابين، لا يرتجف أحد ولا يهرع أفراد الأسرة لنجدته، حتى أن الصبي أمسك بيده أحد الثعابين، ظل يلوح به كأنه لعبة، ثم قام بوض الرأس داخل فمه بعفوية "زي أي طفل لما يلاقي حاجة يحطها في بقه، بس العجيب إن مفيش حد خاف وشد التعبان منه" أدرك "دياب" أنها لحظة غير تقليدية، لذلك التقط عدد من الصور لهذا المشهد، قبل أن يرمي الولد الثعبان بعيدًا ويلتقط آخر.

0

في الثمانينيات، حينما زار "دياب" أبورواش، كانت المنطقة ماتزال صحراوية، يخرج الأهالي في الصباح بحثًا عن رزقهم "في صيد التعابين بأنواعها المختلفة" تعلموا من الأجداد كيفية اقتفاء آثر الزواحف ومعرفة أطوالها وأنواعها من بصمتها على الرمال، لتجود رحلتهم بصيد العشرات من الثعابين السامة وغير السامة على رأسها "الكوبرا المصرية" غير أن الأمور تغيرت مع مرور الزمن، تبدلت معالم شارع الهرم واختفت المساحات الصحراوية، اندثرت المهنة إلا من عائلات قليلة ماتزال قابضة على ميراث الأجداد مثل أسر "طلبة" المستمرة حتى الآن في هذا المجال.

اقرأ أيضًا:

اقرأ المزيد:

صورة وحكاية.. جولة عبر الزمن بعدسة المصور "حسام دياب"

صورة وحكاية (1)- خروج آخر جندي إسرائيلي من رفح

صورة وحكاية (2)-"البابا شنودة" داخل ملاذه الروحي ومستقره الأخير

صورة وحكاية (3).. "كوباية شاي".. الطلب الأخير لقاتل قبل إعدامه

صورة وحكاية (4) في الصعيد الجواني.. مغامرة الأطفال مع قطار القصب

صورة وحكاية (5).. الغرفة 441 وأيام "الحكيم" الأخيرة

صورة وحكاية (6).. ضحايا النزاع: طفل فلسطيني يحمل سلاحًا أكبر منه

صورة وحكاية (7)- من منزله .. جلسات الشيخ "الشعراوي" مع مريديه

صورة وحكاية (8) معسكر المنتخب أفريقيا 96.. تراويح وقرآن بعد التمرين

صورة وحكاية (9).. لأجل القدس أُصلي

صورة وحكاية (10)- هدف ببطولة إفريقية.. الأهلي لم يركع في "رادس"

صورة وحكاية (11)- في قلب الصحراء الغربية.. أسطورة واحة الجارة

صورة وحكاية (12).. أيام الضحك والبكاء في مسرح "الزعيم"

صورة وحكاية (13)- بعيدًا عن صخب العاصمة.. يوم في حياة فلاحة مصرية

صورة وحكاية (14)- في سيناء.. أسلحة إسرائيلية مُدمرة شاهدة على النصر

صورة وحكاية (15)- العالم الخاص لأسامة أنور عكاشة

صورة وحكاية (16)- بعيدًا عن الكرة .. وجه آخر لـ "صالح سليم"

صورة وحكاية (17)- في قبيلة "العبابدة".. نسخ القرآن على ألواح خشبية

صورة وحكاية (18)- يوجا و"تمارين" على البحر.. الرياضة في حياة "يحيى الفخراني"

صورة وحكاية (19)- في ساحة الفنا.. حكاية "سقّاء" مراكش

صورة وحكاية (20)- "مدد مدد" لمحمد نوح.. من الحرب إلى مباريات الكرة

صورة وحكاية (21)- لحظة ميلاد "الفرح" في سجن النساء

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان