تخفيض المرتب وإجراءات أخرى..أزمة 630 عاملاً بـ"فورسيزون" بسبب كورونا
كتب - محمود عبدالرحمن:
أمام مدخل فندق الـ"فورسيزون" بالجيزة، وقف عشرات العاملين؛ يميزهم يونيفورم العمل بالفندق المطل على كورنيش النيل، احتجاجًا على خفض رواتبهم إلى النصف، وإلزامهم بدفع التأمينات الاجتماعية، وغيرها من الإجراءات والقرارات التي أصدرتها الإدارة، عقب تعليق مجلس الوزراء حركة الطيران التي أنهت قدوم الأفواج السياحية إلى مصر بشكل مؤقت، وكذلك قرارات وزارة السياحة بغلق المطاعم وحمامات السباحة والملاهي الليلية وقاعات الأفراح بالفنادق أمام الزائرين المحليين .
"كنت بدبر حالي على مرتب معين دلوقتي مش عارف هعمل إيه؟" يقولها محمد ياسين الذي يعمل بالفندق منذ 3 سنوات، صباح 15 أبريل الماضي؛ استيقظ الشاب الثلاثيني على رنين هاتفه المحمول، ليخبره أحد زملائه بمحتوى الرسالة التي أرسلتها الإدارة إلى العاملين بالفندق البالغ عددهم 630 عاملاً، تخبرهم بإلغاء نسبة الأرباح الشهرية "البونص" التي يتقاضونها بجانب المرتب الأساسي، ما يعني خفض رواتبهم إلى النصف، مبررين ذلك بالظروف السيئة التي يمر بها قطاع السياحة، بجانب عودة العاملين إلى عملهم بنفس الآلية كما كان قبل وجود الأزمة؛ مع إعلان مجلس الوزراء بدء تشغيل السياحة الداخلية والتشغيل الجزئي للفنادق.
"مرتبي بعد الاستقطاع مش بيكفي مصاريف المواصلات"، قبل قرار الاستقطاع كان دخل محمد الشهري يصل إلى 6 آلاف جنيه، مرتبه الأساسي 2000 جنيه، و4 آلاف بونص وأرباح التي تصل ضعفي المرتب، ينفق 600 جنيه شهريًا مواصلات؛ من محل إقامته بمنطقة حلوان إلى الفندق، وباقي دخله ينفق منه على أسرته المكونة من 5 أفراد، ليجد نفسه بين يوم وليلة مجبرًا على تدبير نفقات أسرته بمرتب لا يتعدى 1500 جنيه "حتى المرتب الأساسي عاوزينا ندفع منه التأمينات غير إن مطلوب منك تروح الشغل وتتحمل مصاريف أسرتك" يقول محمد.
تخفيض المرتبات وإجبار العاملين على العودة إلى العمل رغم عدم وجود نزلاء، في ظل تداعيات فيروس "كورونا"، يراها عبدالله سعيد، الذي يعمل بالفندق منذ سنوات، وسيلة من قبل الإدارة للضغط على العاملين ليتقدموا بإجازات بدون مرتب، وهذا ما يخفف عنهم تحمل مصاريف المرتبات: باقي فروع فنادق الـ"فورسيزون" بمصر لم تفعل ما فعله فرع الجيزة".
فندق "فورسيزون فيرست ريزيدانس" بالجيزة، يمتلكه رجل الأعمال القطري فيصل بن قاسم الثاني، ويديره طارق السيد، ويعتبر الفندق واحدًا من ضمن 4 فروع من سلسلة الـ"فورسيزون" بالقاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ، ولم تقدم الفروع الثلاثة الأخرى على نفس الخطوة التي قام بها الفرع الموجود بالجيزة، بحسب عدد من العاملين، من بينهم عبدالله: "كلمت ناس كتير هناك ومفيش حد حصل معاه نفس اللي حصل معانا"، لذا يتمنى أن تتراجع إدارة الفندق عن قرارها ومراعاة ظروف العاملين وأسرهم.
"إزاي مفيش فلوس لمرتبات الموظفين والتوسعات والتجديدات في الفندق شغالة؟" يقول زكي إبراهيم، أحد العاملين، يبدى الرجل الذي يعمل بالفندق منذ 4 سنوات استغرابه مما يحدث، مضيفًا في الوقت الذي استقطعت فيه الإدارة المرتبات نظرًا لضعف السيولة وظروف قطاع السياحة، كانت تجهز قاعة بالطابق الأول تستوعب ما يقرب من 1000 شخص، بخلاف الترميمات التي تحدث في العديد من الأقسام، موضحًا بحكم خبرته التي تعدت 15 عامًا في مجال السياحة، أن الفندق يحقق أرباحًا سنوية كبيرة مع نهاية كل عام: "ما ظنش إن توقف العمل شهرين ولا ثلاثة هيأثر ويمنع الإدارة من صرف المرتبات".
مطلع شهر مايو الحالي أقر مجلس الوزراء عودة الزوار المصريين للفنادق بداية من منتصف الشهر الحالي، ووضعت ضوابط لعودة السياحة الداخلية وتشغيل الفنادق مجددًا وبعد وقف تجاوز الشهر، وكان من بين هذه الضوابط ألا تتجاوز السعة الاستيعابية للفندق 25 %، و50% من حجم العمالة حدًا أقصى، يتم إجراء فحص طبى لهم أثناء عودتهم من الإجازات قبل استلام العمل، "الفندق طلب من كل العاملين العودة إلى العمل وليس نصفهم" يقول وليد فهمي، أحد العاملين.
حذرت الإدارة بحسب وليد وبعض زملائه من الغياب، ففي حالة غياب أحدهم سيكون من حق الإدارة وقف الراتب نهائيًا، وإنهاء تعاقده، وفقًا لبنود العقد: "كنت بروح أقعد هناك ومفيش أي شغل" يقول وليد؛ لتقرر الإدارة عقب الوقفة الاحتجاجية التي قام بها العاملون منح العاملين إجازة حتى عيد الفطر: "قالوا بعد العيد هيبقى فيه كلام تاني بخصوص المرتبات".
على عكس وليد يرى سعد أحمد، أن المشكلة ليست باستقطاع المرتبات فقط، ولكن المشكلة الأكبر من وجهة نظره هي قيام إدارة الفندق بالتجديد للعاملين ثلاثة أشهر فقط، بعدما كانت تجدد للعاملين سنويًا: "كل اللي ينتهي عقده يتم تجديده ثلاثة أشهر فقط بدون أي أسباب معلنة".
منذ 7 سنوات، يعمل سعد بالفندق، اعتاد على مدار تلك الفترة مع اقتراب نهاية تعاقده على الذهاب إلى إدارة الموارد البشرية بالفندق لمعرفة الأوراق المطلوبة للتجديد، ليتفاجأ تلك المرة بالموظف يخبره بوجود تعليمات من الإدارة بعدم التجديد السنوي للعاملين والاكتفاء بعقد ثلاثة أشهر، وعند سؤاله عن السبب؛ أجاب بأنها تعليمات مستحدثة من الإدارة لحين انتهاء الأزمة.
"بنستلف فلوس عشان نصرف على بيوتنا وممكن نمشي من الشغل في أي وقت" يستكمل سعد صاحب الـ40 عامًا، موضحًا أن حديث موظف العلاقات العامة جعله يشعر بالقلق خوفًا من فقدان عمله الذي ينفق منه على أسرته: "اللي اشتغل في السياحة ميعرفش يشتغل حاجة تاني" ورغم ذلك يعلم بأنه سوف يأتي يوم يكون مجبرًا على ترك عمله والبحث عن عمل آخر،: "بحاول أشوف أي مشروع أتعايش منه".
ورفضت إدارة الفندق وتحديدًا إدارة الموارد البشرية HR، في اتصال هاتفي الرد على الإجراءات التي اتخذتها الإدارة والتي يرى العاملون أنها تهدر حقوقهم.
فيديو قد يعجبك: