عبر الإذاعة المصرية.. كيف نَقل"مدني" أجواء أول صلاة جمعة منذ إغلاق المساجد؟

10:51 م الإثنين 15 يونيو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

منذ 35 عامًا اعتاد الإذاعي الكبير "حسن مدني" على نقل شعائر صلاة الجمعة من مختلف المساجد في بقاع مصر إلى مُستمعي إذاعة القرآن الكريم، اختبر خلال مسيرته كثير من المواقف والظروف، لكنه حينما أمسك بالميكروفون داخل مسجد السيدة نفيسة، في 29 مايو من العام الجاري، أدرك جلالة الموقف، وتواجده في حدث لا يتكرر، حيث اختير لنقل أول صلاة جمعة في مصر بعد شهرين من إغلاق المساجد بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد "حاولت مشاركة المستمعين الأجواء والشعور بالسعادة باعتبار تلك الخطوة بارقة أمل بإذن الله وفاتحة خير " كما يقول "مدني" لمصراوي.

حينما أُبلغ الإذاعي الكبير بالاستعداد رفقة فريق عمل الإذاعة للذهاب إلى مسجد السيدة نفيسة، انهمك في الترتيب لنقل هذا الحدث "من اختيار الكلمات الملائمة والمناسبة للظرف والمكان" فرحة تسربت إلى قلبه رغم نقله للعديد من الصلوات على مدار عمله بالإذاعة التي تدرج فيها حتى صار رئيس إذاعة القرآن الكريم "لكن تلك المرة كنا متأثرين بداخلنا، فرحة ممزوجة بالرضا والدعاء لله، وأعتقد ظهر ذلك في كلماتنا ونحن داخل المسجد" حينما وصل إلى صحن المسجد وجد عدد من الإجراءات الاحترازية من بينها التزام الجميع بارتداء الكمامة "كما لا يزيد عدد المصلين عن 20 شخصا".

دلف "مدني" داخل المسجد الشهير، رفقة فريق الهندسة الإذاعية، وقف في أحد الأركان وعيناه تتابع توافد المصلين من العاملين بالمسجد وأيضًا بوزارة الأوقاف "يفصل بين كل واحد مترين" وقبل بدء الخطبة استهل الإذاعي الكبير كلمته للمستمعين بالصلاة على الرسول وتلاوة آيات قرآنية من سورة الأنعام "قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" بدا على صوته التأثر بينما يُقلب نظره في أنحاء المسجد مُتمنيًا عودة الحياة إلى طبيعتها في القريب العاجل.

رُفع الآذان داخل المكان، صعد الدكتور علي الله الجمال، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، كانت خطبته عن "حفظ النفس من أعظم المقاصد الشرعية" تحدث عن أهمية الحفاظ على كافة الإجراءات الوقائية خلال تلك الفترة، فيما يجلس "مدني" ينصت إلى الخطبة التي امتدت لنحو 10 دقائق، قبل أن تبدأ الصلاة "أُصلي بجانب الميكروفون وبجانبي زميلي مهندس الصوت" جاءت الدعوات في نهاية "الجمعة" بالرجاء "أن يرفع الله عن الأمة والعالم كله هذا الوباء والبلاء، وأن يمنحنا الصحة والعافية والنجاة".

بعد التسليم مباشرة عاد صوته الرصين عبر إذاعة القرآن الكريم ومن حوله همهمات الحضور، أطلق جملته الثابتة في نهاية نقل شعائر صلاة الجمعة من مختلف المساجد "وهكذا أخوة الإسلام والإيمان نقلنا لكم صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة" ليفيض على المستمعين بما يعرفه عن المكان، التاريخ والعراقة والقيمة الإسلامية والمعمارية ثم يدعو في ختام حديثه "ربي أوزعني أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه" قبل توقف البث المباشر.

يجلس الإذاعي الكبير لالتقاط الأنفاس، يتأمل المكان من حوله، يتبادل المصلين الابتسامات وبينهما مسافة كافية لتطبيق التباعد الاجتماعي، رضا يبدو على الوجوه، شعور بالفخر لحضور حدث لا يتكرر في التاريخ كثيرًا، وأمنيات من الإمام والعاملين بمسجد السيدة نفيسة باقتراب فتح كافة المساجد بعد تخطي أزمة انتشار فيروس "كورونا المستجد" فيما يقترب البعض من "مدني" للحظة سريعة للحصول على صورة ذكرى توثق تلك التجربة الفريدة.