إعلان

في أول امتحانات الثانوية العامة.. هل طُبقت الإجراءات الاحترازية؟

08:50 م الأحد 21 يونيو 2020

أرشيفية لامتحانات الثانوية العامة

كتب- محمد مهدي:

في ساعة مبكرة من اليوم خرج الطالب "علي الطيب" من بيته في طريقه لأداء أول امتحان الثانوية العامة في مدرسة "عبدالمنعم رياض" بالتجمع الثالث، يحاول السيطرة على قلقه من خوض غمار امتحان اللغة العربية وسط تخوفات من انتشار فيروس "كورونا" المستجد، وفي ظل إجراءات احترازية أعلنت عنها وزارتي التعليم والصحة، لكنه فوجيء بأوضاع مختلفة على أرض الواقع "ملقتش بعض الحاجات الوقائية اللي قريت عنها" كما يقول الطيب لمصراوي.

وصل إلى المدرسة في الثامنة صباحًا، لكن طُلب منه الانتظار رفقة زملائه حتى التاسعة موعد فتح الأبواب، بعدها وقف ضمن صف طويل للدخول "لقينا بوابة التعقيم عطلانة، فاضطرينا ندخل بدون ما نستخدمها" خضع لاختبار درجات الحرارة للتأكد من عدم ارتفاعها بصورة مُقلقة، تسأل عن الكمامات التي من المفترض توفيرها للطلاب "موزعوش علينا الكمامات، وملقيناش الأكياس اللي بنلبسها في رجلينا" وضع حقيبته في أحد أركان المدرسة وسط عشرات "الشنط" ثم انطلق إلى لجنته في أحد المباني ليكتشف المفاجأة.

كانت وزارة التعليم قد وضعت خطة لتعقيم كافة اللجان من خلال شركات متخصصة في 20 يونيو الجاري، لكن "الطيب" فوجيء مع باقي الطلبة بحالة سيئة للفصل، لا يبدو عليه النظافة، أتربة في كُل مكان، على الأرضية و"الدكك" على الفور أخرجوا عدد كبير من المناديل الورقية و انهمكوا في تنظيف المكان "فضلنا ننضف (الديسكات) وطلعنا تراب كتير، المناديل كانت بتتملي أسود" قبل أن يعمل على تعقيم "الديسك" الذي سيجلس عليه بعبوة كحول جاء بها من البيت.

شعر الطالب بالتوتر قليلًا "قدرت أركز بعدها في الامتحان، لكن غيري ممكن التوتر دا يخليه ميعرفش يحل" الصورة التي وجدوا عليها المدرسة أصابهم بالارتباك قبل أن يندمجوا في المسألة الأهم "نستلم ورق الامتحان ونشوف الأسئلة" بعد انتهاء نصف الوقت مر عليهم أحد المراقبين "وزع علينا مناديل صغيرة فيها كحول جل، زي اللي بتبقى في المطاعم" يشتكي من كونها غير كافية لتعقيم اليد لكن سرعان ما انشغل في الامتحان، حتى جاء موعد تسليم الأوراق.

لم يغادر "الطيب" سريعًا المكان، قضى نحو ساعة في انتظار الحصول على أوراق "البوكليت" ومن بعدها مناطق تجمع الحقائب، بحث عن شنطته وسط الزحام "مكنش فيه نظام ولا حد بيتابع معانا نقف صف" ثم توجه ناحية البوابة ليكتشف عدد هائل من الناس سواء طلاب أو أولياء أمور في الخارج، بحث عن مخرج ثم ابتعد سريعا خوفا من الاختلاط، حينما استقل سيارة أحد معارفه ألقى نظرة على المدرسة، شعر أنه خاض تجربة ليست بالبسيطة.

من جانبه أشار الدكتور رضا حجازي، رئيس امتحانات الثانوية العامة، إلى مرور اليوم الأول بشكل جيد وعدم حدوث أي مشكلات تعكر صفو العملية الامتحانية، مُشددا في بيان رسمي على ضرورة الالتزام بفتح الأبواب في تمام الساعة الثامنة صباحًا والسماح للطلاب بالدخول لإجراء عمليات التعقيم واستلام المستلزمات الوقائية المقرر صرفها لهم.

في الوقت نفسه شهدت لجان الامتحانات تعامل سريع مع حالات الاشتباه بالإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، من بيها طالب بمنطقة المعهد الأزهري في مدينة نصر، الذي تم نقله بسيارة إسعاف مجهزة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له، وأيضًا حالة اشتباه لمعلم في أحد اللجان بمحافظة البحيرة، وتم تحويله على الفور إلى مستشفى حميات دمنهور لعمل اللازم مع حالته.

يؤكد على ذلك الطالب عادل سعيد، الذي أدى الامتحان في مدرسة نهضة مصر بمدينة 6 أكتوبر، حيث خضع لعملية تعقيم من خلال بوابة خاصة، واختبار درجات الحرارة، وحصل على أكياس أحذية بلاستيكية غير أنه لم يستلم "الكمامات اللي أعلنوا عنها" التي قُدرت بنحو 30 مليون توزع على الطلاب والعاملين "كمان الأكياس بتاعت الأحذية عقبال ما طلعت اللجنة كانت اتقطعت، نزلت أجيب واحدة تاني حصل نفس الكلام" يذكرها ضاحكًا لأن لم يصدق الأمر حينما حدث له.

صورة 1

واجه المشكلة ذاتها التي وقعت لـ "الطيب" إذا ظهرت اللجنة في حالة غير جيدة "الديسك كان مترب واضطريت انضفه بنفسي وامسحه بالكحول" الحفاظ على المسافات وعدد الطلاب القليل ساعده على التركيز خلال إجراء الامتحان "لأن الزحمة بتخلي الواحد قلقان الفترة دي" كان الجو خانقًا بسبب شدة درجات الحرارة "لكن المراقبين التزموا بتعليمات الوزارة ومردوش يفتحوا المراوح" وهو ما يراه جيدًا حتى لو شعروا ببعض الضيق "لكن دا أمان للكل" أما عن الزحام الذي وجده خارج المدرسة في نهاية اليوم يتمنى التدخل لحل تلك المسألة.

*الاسماء مستعارة بناء على رغبة الطلاب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان