لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أصحاب المقامات العالية (2)- ضريح أبو مندور ملتقى الراغبات في الإنجاب والمجذومين

05:44 م الإثنين 22 يونيو 2020

ضريح أبو مندور

كتبت-هبة خميس:

بعمر سنوات زواجها العشرة حاولت "سعاد" الإنجاب مرات كثيرة دون جدوى، طرقت أبواب الكثير من الأطباء واتبعت شتى الطرق، لكنها لم تحصد سوى الحزن من محاولاتها، إحدى القريبات تسكن مدينة رشيد نصحتها بزيارة المدينة واستضافتها، ثم أخذتها برحلة بمركب صغير لتل أبو مندور لزيارة الضريح، وارتقاء سلالم المئذنة العالية التي ستجعلها تنجب حالما تعود لمدينتها، من المئذنة المرتفعة التي تطل على منطقة شاسعة عالية عن الأرض تأملت "سعاد" الناس في الأسفل، ثم تلت دعواتها وقبل عودتها لم تنسْ الوضوء بمياه البئر المباركة التي تُعالج المجذوم، وشربة الماء منها تشفي الروح من أمراضها.

في عام 991 ميلاديًا قدم العارف بالله محمد أبو النظر- وهو من نسل الإمام علي بن أبي طالب- من العراق بعد معركة كربلاء، وظل يتحرك في مصر حتى استقر بمدينة رشيد التي يقول عنها المؤرخون "هي بلدة عند مجمع البحرين وبها البرزخ الموجود بالقرآن"، وعلى أطراف المدينة على شاطيء النيل اختار بقعة مميزة في مكان يدعى "كوم الأفراح "، وهو تل مرتفع يوجد أعلاه منارة تراقب السفن من بعيد، ولُقّب بأبي النظر لحدة نظره حيث يرى من مسافات بعيدة.

في ليالي الجمعة يظلّ الصيادين العائدين بصيدهم يراقبون من بعيد المسجد بلونه الأبيض مُنعكسًا على المياه، لكن ما أثار ريبتهم في البداية هوالطيف الأبيض الخارج من المسجد، ثم يتبدد الطيف بين المقابر على التل خلف المسجد، مع الوقت اعتاد الناس مصاحبة الطيف والتبرك برؤيته في ليالي الجمعة، وذهب بعضهم للقول بأنه يوقف الفيضان، واعتقدوا أن ذلك ما يجعل المسجد رغم وقوعه على حافة النهر إلا أن المياه لم تغرق شبر منه أبدًا.

بعد استقراره في كوم الأفراح؛ اعتاد العارف بالله محمد بن أبي النظر عقد مجلسه في نفس المكان لسنوات يعلم الناس أمور دينهم والقرآن، ويؤمهم في الصلاة لإحدى عشر سنة، وقد توفى عام 1002 ودفن بنفس المكان، بعدها أقام الناس عليه مقامًا ومسجدًا صغيرًا، اعتادوا الصلاة فيه وتجمعت الأسر بوجبات غداءهم على التل في الهواء، و في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني أقام المسجد بصورة تليق بصاحبه، حيث النقوش الممتدة من الرخام والبئر الرخامي والمئذنة العالية والطلاء الأبيض المميز للمسجد، ووضع به ستة أعمدة من الرخام استقدمها خصيصًا للمسجد من إيطاليا.

1

بعد سنوات كثيرة تحول كوم الأفراح لمقابر واسعة حول المسجد، وبدلًا من التنزه في الهواء، قدمت الأسر لزيارة أمواتها والدعاء بالمسجد، لفك أزمة أو زواج مأزوم أو إنجاب لا يتم على شاطيء النيل الهاديء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان