بقرارات صارمة.. أول العائدين إلى صلاة الجماعة في العالم رغم "كورونا" (تقرير)
كتب- محمد مهدي:
منذ اندلاع شرارة فيروس "كورونا" المستجد في ديسمبر من العام الماضي بمدينة "ووهان" الصينية، وحتى تفشيه في بداية فبراير 2020، لم يتوقع المسلمون حول العالم أن يتسبب انتشار "كوفيد-19" في إغلاق آلاف المساجد بالأنحاء، ضمن إجراءات عديدة اتخذتها الدول لمنع الاختلاط وفرض التباعد الاجتماعي-تطبيقًا لنصائح منظمة الصحة العالمية، كانت الأيام تمر ببطء وثقل على المصليين، قبل أن تقُرر بلادهم فتح أبواب المساجد من جديد وفق قرارات صارمة لحماية المواطنين من الإصابة لـ "كورونا"، وهو ما نرصده في السطور التالية.
في مصر قررت وزارة الأوقاف خلال 3 مايو الماضي، إقامة صلاة العشاء والتراويح بمسجد عمرو بن العاص، بحضور إمام المسجد واثنين من العاملين، على أن يتم بثه إذاعيًا، ثم إقامة أول صلاة جمعة بعد غلق المساجد في جامع السيدة نفيسة بحضور 20 مصليا فقط على أن يكونوا من العاملين بالمكان وبوزارة الأوقاف، ثم في الجمعة التالية أٌقيمت في مسجد الأزهر الشريف، مع التركيز على وجود مسافة بين الناس والتعقيم قبل دخول المكان.
وبعد تخفيف إجراءات الحظر اليوم الثلاثاء، من قِبل رئيس الوزراء، منها إعادة فتح المساجد، أعلنت وزارة الأوقاف على فتح المساجد المختارة قبل الأذان بعشر دقائق وغلقها بعد الصلاة بعشر دقائق، فضلًا عن عدم فتح دور المناسبات نهائًا، واستمرار تعليق الصلاة لحين إشعار آخر، وعدم فتح مصليات السيدات أو إقامة أي دروس أو ندوات.
أما عن السعودية فقد وافقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على عودة صلاة الجمعة في المساجد الجاهزة لذلك في 5 يونيو، بعد إغلاق استمر لأكثر من شهرين، بحضور فرق طبية متخصصة تُجري عدد من الفحوصات الوقائية السريعة عند استقبال المصلين الوافدين إلى المساجد من بينها قياس درجة الحرارة، فضلًا عن تخصيص ممرات لعبور المصلين منعا للتدافع أو الاختلاط، بالإضافة إلى فتح الجوامع قبل الصلاة بـ 20 دقيقة فقط وإغلاقها بعد إتمام الأمر بدقائق قليلة.
كما فُتحت أبواب المسجد النبوي بصورة تدريجية في 31 مايو 2020، وسط فرحة من أهالي المدينة المنورة، مع تطبيق حزمة من الاحترازات الوقائية، مثل دخول 40 % فقط من طاقة استيعاب المسجد، والمجيء بالسجادة الخاصة بكل مصلي، وإجراء الكشف الحراري على بوابة المسجد قبل الدخول مباشرة، والالتزام بالصلاة في العلامات المُحددة على أرضية المسجد.
وفي تونس أقرت السلطات التونسية فتح المساجد في 4 يونيو الماضي، كإجراء للتعايش مع فيروس "كورونا" المستجد، لعدم العثور على علاج أو لقاح حتى الآن، على أن تدرس الحكومة نتائج تلك القرارات ومدى فاعليتها على أرض الواقع، فيما ألزمت الجميع بارتداء الأقنعة واتباع إجراءات التباعد والنظافة.
وتعتبر لبنان من الدول الأولى التي أصدرت قرارات باستقبال المصلين في دور العبادة المختلفة من بينها المساجد، في 6 مايو من العام الجاري، خلال سعي الحكومة للتقليل من القرارات الوقائية التي قامت بها خلال جائحة "كورونا" واشترط وزير الداخلية اللبناني- في مذكرة رسمية- إقامة صلاة الجمعة بعدد مصليين لا يتخطى الـ 30 % من القدرة الاستيعابية للمساجد، مع أهمية ارتداء الكمامات والقفازات، على أن يستمر الفتح لباقي الصلوات بناء على المشاورات بين الأطباء والسلطات الدينية.
في أوروبا كانت ألمانيا من الدول التي تعاملت مع أزمة "كورونا" بصورة جيدة، وما ألقى بظلاله على سرعة عودة إقامة صلوات الجماعة في عدد من المساجد، إذ شهد يوم 5 مايو إقامة صلاة الجمعة في مساجد ألمانية، بعد أسابيع من إغلاقها، لكن بشروط موضوعة من قِبل المجلس التنسيقي للمسلمين بألمانيا، شملت 16 قرارا على رأسها الحفاظ على التباعد لمسافة لا تقل عن متر ونص بين المصلي والآخر، أن تلتزم المساجد بمعايير النظافة وتوفير المطهرات للجميع، فضلًا عن عدم استقبال أكثر من 5 شخصا داخل المسجد.
من جانبها أعلنت إسبانيا عن إعادة فتح المساجد على مرحلتين الأولى في 11 مايو الفائت باستقبال ثلث الطاقة الاستيعابية للمساجد، ثم بنصف تلك الطاقة في المرحلة الثانية 26 من الشهر نفسه بعد إتمام عدة شروط أبرزها احترام المسافات للسلامة الصحية بين المصلين، تعقيم المسجد قبل الفتح وبعد كل صلاة، غلق أماكن الوضوء، احترام الترتيبات التي يقوم بها أئمة المساجد خلال استقبال المصلين.
وفي قُبرص أعلن رئيس الدولة في مطلع مايو الماضي، عن السماح للأشخاص بالصلاة في المساجد خلال التخفيف التدريجي للحظر المعمول به داخل بلاده، غير أنه أبلغ المواطنين عن آلا يزيد عدد المصلين داخل أماكن العبادة الدينية عن 10 أشخاص فقط، مع الصرامة في تنفيذ تعليمات النظافة والإجراءات الصحية المختلفة.
أما عن المسلمين في كوريا الجنوبية فأنهم قد تمكنوا من الصلاة داخل المساجد بداية من 6 مايو، مع تخفيف مستوى الحجر الصحي بالبلاد، حيث تم استئناف صلاة الجمعة والتراويح في المساجد، مع الحفاظ على تعليمات الدولة في تلك المسألة، حيث الصلاة في فناء المساجد والحفاظ على مسافة متر بين كل شخص وآخر.
وداخل الهند رفعت السلطات القيود عن الصلاة في المساجد خلال مطلع شهر يونيو الجاري، حيث سمحت بعودة المسلمين إلى دور العبادة، مع وضعهم الكمامات والابتعاد مترين بين كل مصل ومن يقف بجواره، والاهتمام بالنظافة الشخصية وكافة الإجراءات الوقاية المختلفة.
تابع موضوعات الملف:
العالم يقيم الصلاة.. حكايات عودة المساجد في زمن "كورونا" (ملف خاص)
صدى لم ينقطع.. صلوات العمال ونس المسجد الحرام في الإغلاق
ليلة عيد للمصلين.. كواليس فتح المسجد النبوي بعد إغلاقه بسبب "كورونا"
الفتح المُصغّر.. أهل القدس يلتقون "الأقصى" بعد 69 يومًا من الغلق
عبر الإذاعة المصرية.. كيف نَقل"مدني" أجواء أول صلاة جمعة منذ إغلاق المساجد؟
أحلام المصريين بعودة الصلاة في الحرم.. التعلق بأستار الكعبة عبر التليفزيون (تقرير)
عودة مُفعمة بالألم.. حكاية فتح أول مسجد بألمانيا بعد 60 يومًا من إغلاقه
إعادة فتح مساجد إيطاليا.. إمام "ميلانو" من المنبر إلى دفن موتى "كورونا"
صلاة خلف الأبواب الموصدة.. أئمة وعُمال في حضرة المسجد رغم الإغلاق
"ونس في بلاد الغربة".. حكايات العرب مع فتح المساجد في أمريكا
المسجد "بيت" وصُحبة.. عودة أكبر مركز إسلامي في "فينيكس" الأمريكية
"غدًا يلتقي الأحبة".. مصريون يتلهفون للعودة إلى المساجد في زمن الكورونا
"كالخروج من السجن".. حال عودة المساجد الأردنية خلال أزمة "كورونا"
فيديو قد يعجبك: