في موسم التين الشوكي.. بائعون يبحثون عن الرزق رغم كورونا
كتب- محمد زكريا:
ينتظر أيمن محمد موسم بيع التين الشوكي من عام لآخر، يفرحه الوقوف على العربة التي تدور في الشوارع، فهي بالنسبة له فاكهة لذيذة ورخيصة الثمن، لكن الأمر اختلف مع تفشي جائحة كورونا مطلع العام الحالي، والتحذير الصحي العالمي من انتقاله عبر ملامسة الأسطح، أو التقاطه من يد تحمل الفيروس، وهي فاكهة لطالما اعتاد الشاب أكلها من يد البائع، بعد نزع القشرة عنها والشوك الذي يجهل التعامل معه، مما اضطره للتوقف عن تلك العادة في ذلك الموسم.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فمن غير المحتمل أن يصاب الشخص بفيروس كورونا من الطعام، ومع ذلك، فيمكن أن يحدث هذا عندما يسعل الشخص الإيجابى لفيروس كورونا أو يعطس على علب الطعام، وشخص آخر يلامسها عن طريق الخطأ ثم يلمس عينيه أو فمه.
ورث أحمد البدر مزرعة تين شوكي عن أباءه، المزرعة الموجودة بقرية أبوغالب جنوبي الجيزة يعود عمرها لـ60 عاما، تأثر صاحب الـ32 عامًا كغيره جراء تفشي جائحة كورونا، لكن لم يكن الأثر موجعًا كما يقول، قل البيع بنسبة 20% فقط، وهو ليس كبيرا في نظره مقارنة بما عاصره في قطاعات أخرى.
يوضح البدر أن فيما يخص التوزيع فزرعته تباع بـ"العداية"، وهي التي تحوي 100 ثمرة من التين الشوكي، وبسعر 40 جنيها، لا بـ"الكوز" كما "السريح"، وهي الثمرة الواحدة، "فمكنش فيه داعي لخوف زبايني من موضوع كورونا، لأني مش ببيعه لهم متقشر".
خلال الأزمة، لم يكن هناك ما يدعو للخوف من الإصابة بـ"كوفيد-19"، أثناء عمل البدر وعماله في الأرض الزراعية "لأنه مفيش مجال للتجمعات وممكن 2 يجمعوا النقلة كلها، اللي بتكون في حدود من 100 لـ150 عداية".
رغم ذلك، لاحظ الركود في بيع فاكهته خلال الشهور السابقة "من عربيات السريحة، اللي بيعينوا العربيات عندنا، واللي أغلبهم مخرجش يشتغل السنة دي"، بسبب قلة الطلب على الفاكهة شديدة الموسمية.
تضرر علي أبواليزيد كثيرا من الأزمة، وهو بائع سريح يلف بعربة في الشوراع، في بدايتها عانى من مداهمات شرطية لجمع الزبائن حوله، لكن مع ذروتها بالتزامن مع تزايد الإصابات والوفيات بكورونا يوميا خف عمله، حتى مرت عليه أيام لم يبيع فيها حبات التين بعدد أصابع يديه، رغم ارتدائه جوانتي واتجاهه لبيع الثمرة بالغلاف لطمأنة زبائنه، إلا أن أضطر أحيانا للتوقف عن العمل و اللف في الشوارع.
في دراسة، أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أشارت نتائجها بأن 73.5% ممن شملتهم الدراسة أفادوا بانخفاض دخولهم، فيما أرجع نحو 60.3% انخفاض الدخل إلى تداعيات فرض الإجراءات الاحترازية، بينما أقر 35.5% بأن السبب يرجع إلى التعطل عن العمل، في حين أرجع 31.5% الانخفاض إلى تراجع الطلب على النشاط الذين يعملون به.
مع الوقت، عاد أبو اليزيد لعمله رويدًا رويدًا، بالتزامن مع ما يعتبره خفوت لحدة الأزمة في تلك الأيام.
بالتزامن مع انخفاض أعداد الإصابات والوفيات المعلنة رسميًا، عاد محمد بحذر إلى ما يحب تذوقه، يشتري الآن التين الشوكي من بائعين يرتدوا القفازات، بينما يلتهمها بقليل من الخوف، قبل أن يطهر يديه بالكحول ويعاود يومه.
فيديو قد يعجبك: