بعد تقييد الحج.. شركات سياحة تواجه شبح الركود
كتب- محمد زكريا:
تبدل الحال، فأي حال يدوم؟ العام الماضي، بنفس الموعد تقريبًا، تبارت شركات السياحة بعروضها للحجاج، أسعار متباينة، تخفيضات، في انتظار مزيدًا من الطالبين لخدماتها، لكن جاءت جائحة كورونا بثقلها مطلع 2020، ومعها تبدل نمط الحياة، فُضت التجمعات، فُرض التباعد الجسدي، لتعلن السعودية إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة، وللمقيمين في المملكة فقط، فيما تواجه شركات السفر في مصر شبح الركود، بسلاح وحيد، الأمل في عودة قريبة.
وكانت أعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية، أن نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة ستكون 70% من إجمالي حجاج هذا العام، فيما نسبة السعوديين 30% فقط، كما أوضحت أنه سيتم اختيارهم من خلال قاعدة بيانات المتعافين من الفيروس، ممن تتوفر فيهم المعايير الصحية الآمنة.
يملك علاء عبدالخالق شركتي سياحة، لها فروع في أحياء مختلفة، بالعام الماضي اعتمد على شركته 400 حاج، ومع بدء الأزمة مطلع العام الحالي تمنى لو أن تنتهي قبل موسم الحج، فالسياحة الدينية أكثر ما يعتمد عليه الرجل، لكن ما أن أعلنت السعودية قرارها حتى استسلم للأمر الواقع.
يعمل مع عبدالخالق حوالي 60 موظفًا، مع تفشي الأزمة اتخذ الرجل قراره، لن يسرح موظف واحد، يدفع مرتباتهم حتى تلك اللحظة، دون تخفيض مليم واحد "مش عايز أضحي بالموظف بتاعي.. كمان الأزمة على الجميع وخارجة عن إرادته"، ذلك رغم معاناته بسبب الأزمة، وتكدس الأموال عليه "كان في حوالي 120 عميل، دافعين فلوس من السنة اللي فاتت، وحاجزين الحج السنة دي، طبعا في ناس منهم طلبت مني أوفرلهم الفلوس، وناس قدرت الأزمة وقالتلي دول حجز الموسم الجاي".
واحتلت مصر رأس قائمة أعداد الحجاج العرب، عام 2019، بـ85663 حاجًا، ضمن 382091 حاجًا عربيًا أدوا الفريضة العام الماضي، وفقًا لإحصائية صادرة عن مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية.
يوجه عبدالخالق طاقته الآن للسياحة الداخلية، ويقول إنها لم تتعافى هي الأخرى، ينظم الرحلات إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، غير أن الطاقة لم تصل لـ50% مما كانت عليه العام الماضي، رغم عدم اعتماده على السياحة الداخلية في السابق، وما يكتسبه من الأخيرة الآن "متوفرش مصاريف المكاتب من مياه وكهربا ومرتبات موظفين".
الحال نفسه يعبر عنه حسن سعد، مدير فرع لأحد شركات السياحة في مدينة شبين الكوم بالمنوفية، العام الماضي اعتمد 30 حاج على المكتب الذي يديره، أما العام الحالي يذهب مع الـ4 موظفين إلى المكتب، والذين يتقاضوا مرتباتهم كاملة منذ بدأ الأزمة، دون انتظار حجوزات، فالرجل الذي يعتمد بشكل أساسي على السياحة الدينية، توقع ألا يسمح بالحج هذا العام، لكنه تشبث بالأمل لآخر لحظة، قبل أن يقطعه القرار السعودي باقتصار الحج على المقيمين في بلد الحرمين الشريفين.
يقول محمد عبدالعال، صاحب شركة سياحة، إن عمله متوقف الآن بنسبة 90%، الـ10% للسياحة الداخلية، والذي يقول إنها لم تتعاف هي الأخرى، على عكس العام الماضي، كان 180 حاجًا زبونًا لشركته، ذلك الركود دفع الرجل إلى تخفيض أيام عمل الموظفين إلى 3 في الأسبوع، ودون أن يخفض أي مليم من مرتبات ااـ13 الذين يعملون معه "دول متحملينا بقالهم سنين طويلة"، وفي قلب الرجل تمني بزوال الغمة، أما ما يتوقعه أن تخفّ حدة الأزمة بداية من العام المقبل.
فيديو قد يعجبك: