صلاة ولعب رغم كورونا.. كيف احتفلت أسرة مصرية في أمريكا بالعيد؟
كتبت-دعاء الفولي:
بدأت الفكرة بشكل عفوي، حين اقترح أحد أصدقاء عائلة رانيا عبدالنور أن يجتمعوا في عيد الفطر الماضي بحديقة عامة، يقيمون صلاة العيد ويتلون الخطبة ويلهو الأطفال، يراعون إجراءات التباعد والتعقيم، يحاولون الخروج من ضيق المنازل، ورغم ارتفاع إصابات كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقيمون، لكنهم كرروا التجربة مرة أخرى أمس مع شروق شمس عيد الأضحى.
منذ ست سنوات استقرت رانيا وأسرتها في ولاية تكساس "معدّاش علينا حاجة بالشكل دا أبدًا"، مرت العائلة بالخوف ثم الملل من التواجد داخل المنزل، خاصة وأن أبنائها الأربعة في أعمار مختلفة، ثم الاستسلام للأمر الواقع "العيد بيبقوا الولاد مستنيينه عشان يفرحوا، فبنحاول ندور على أي بدايل تبسطهم".
اتفقت رانيا مع خمس عائلات أخرى من أصدقائهم على زيارة حديقة مفتوحة "وهناك بنتعامل كأننا في المسجد بالظبط.. الفرق الوحيد إن مفيش تجمع وإننا بنعمل تباعد اجتماعي". يصبح لكل شخص مهمة محددة "بين فرش السجاجيد أو تحضير أكل وغيره"، إذ تقف كل أسرة لجانب بعضها، ثم يُترك حوالي متر ونصف بينها وبين الأسرة الأخرى، فيما يتم تنسيق أمور الصلاة كذلك.
"حد من أصحابنا بيحضر خطبة وحد تاني بيصلي بينا"، وعقب انتهاء الشعائر، تجلس الأسر في نفس مكانها، يُخرج كل منهم ما معه من أطعمة خفيفة "والعيال تلعب شوية ونهزر ونتصور وبعدين نرجع بيوتنا"، لا يُكرر أصدقاء رانيا وأسرتها وحدهم تلك الفكرة "كتير من العرب اللي هنا والمصريين بيعملوا دا بس في حدائق مختلفة عشان ميبقاش فيه تزاحم".
لم يستغرق الاحتفال بالأمس أكثر من 3 ساعات "بس فرق معانا نفسيا كتير ومع العيال.. شافوا صحابهم وعيّدوا"، تتذكر الأم الأربعينية كيف كانت المساجد ملاذهم في تكساس "المساجد هنا زي النادي بالظبط.. مجتمع كامل فيه دين ولعب وتعليم"، لكنها تُدرك أن الإغلاق أمر طبيعي، إذ جاوزت الإصابات 4 ملايين ونصف حالة في أمريكا، منها حوالي نصف مليون داخل تكساس.
عيد الأضحى ليس المناسبة الوحيدة التي تحاول رانيا التعايش خلالها، اعتادت لقاء صديقاتها أحيانا "عندنا صاحبتنا بتفتح الجراج في بيتها ونحط كراسي بعيد عن بعض ونقعد"، تلك التفاصيل وإن كانت بسيطة هي ما تمنحها القوة "مش هينفع نبقى في غربة بعيد عن أهلنا وغربة هنا".
فيديو قد يعجبك: