بالصور- ساعات الرعب والألم في انهيار عقار "قصر النيل" بوسط البلد
كتب- محمد مهدي:
تصوير- علاء أحمد
في استغراق عميق، كان "أحمد السيد" يغط في نومه داخل غرفته بالعقار رقم 50 بشارع قصر النيل بوسط البلد.. هزة شديدة وضجيج يغزو منامه بقوة، ظن في بداية الأمر أنها أضغاث أحلام، قبل أن يُفيق ليكتشف انهيار المكان.. من هول المفاجأة هرول فزِعا إلى غرفة الأبناء.
نسي وجودهم في رحلة بإحدى المحافظات الساحلية، وحينما تذكر الأمر كان عليه الفرار سريعًا من الدمار والموت.. لحظات قاسية ومُرة وصراع من أجل الحياة ستظل عالقة بذهنه طوال العمر، كما يروي لمصراوي.
"لقيت الدنيا كلها تراب، والشقة بتتدربك" انقض على الدولاب، في لحظات أخرج الملابس التي وقعت يده عليها، ارتداها على عجالة بينما ترتجف الجدران من حوله وقلبه أيضًا "لبست بسرعة وجريت بره الشقة" العمارة التي تقع على مساحة 1500 متر ويزيد تاريخها عن 100 عام، ومسجلة كطراز معماري، وفق محافظة القاهرة.
تتداعى "العمارة" أمام أعين "السيد".. لم يشغله في تلك اللحظة سوى الخروج منها للإفاقة من آثار النوم ومعرفة ماذا جرى، ليجد في الخارج عشرات من الأهالي وأصحاب محلات الملابس والمكاتب الإدارية ينظرون إلى العقار في حسرة في انتظار سيناريوهات مقلقة عن مصيرهم.
على بُعد أمتار من العقار، كان "جوزيف ماجد" منشغلًا في عمله بأحد المحال المجاورة، قبل أن يشعر بـ"زلزال" على حد وصفه "هزة جامدة على مرتين وصوت زي انفجار" قلق انتابه مع زملائه، اتجهوا إلى النوافذ لاكتشاف ماذا يدور في الشارع العتيق "لقينا تراب وأدخنة جامدة، قفلنا الشبابيك بسرعة من شدتها".
لم ينتظروا كثيرًا حتى تأتيهم الأخبار، انطلقوا بحذر إلى مكان الحادث لمعرفة مزيد من التفاصيل "وصلنا بعد خمس دقايق بالظبط، لقينا العمارة واقعة" وازدحام شديد من الناس أمام العقار المنكوب، حطام يكسو الأرض من الحجارة والأخشاب، تم إغلاق الشارع، والجميع يتسأل عن أسباب انهيار العقار.
حول العقار يلتف الأهالي والجيران والمارة، تدور الأسئلة، يقف العشرات حول أصحاب الشقق لالتقاط أية تفاصيل، تصل قوات الشرطة ورجال الإطفاء وسيارات الإسعاف سريعًا، ينشغلون بتحديد عدد العالقين داخل العقار والوصول إليهم."شوفت بتوع المطافي وهما بيخرجوا الناس من جوه العمارة" كما يقول الشاب العشريني "ماجد".
نقل المسعفون مصابين في العقار وصلت أعدادهم إلى 14 حالة ما بين جروح وكدمات، كما فرضت قوات الشرطة كردونا أمنيا في محيط المكان، فضلًا عن وصول اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، مع عدد من القيادات لتفقد الحادث والتوجيه بتشكيل لجنة فنية لفحص العقارات المجاورة لضمان عدم تأثرها من الانهيار.
بالقرب من العقار وقف "السيد" مصدومًا بينما عيناه مشدوهتان ناحية منزله، لا يصدق أنه صار في "ساعة زمن" دون مأوى، حيث أمرت نيابة قصر النيل بإخلاء المكان من السكان، تمهيدًا لفحصه وإعداد تقرير عن الخسائر والتلفيات، فيما أشارت محافظة القاهرة إلى أن العقار المنهار صادر بحقه قرار تنكيس ومحضر عدم تنفيذ، تصل تلك المعلومات للرجل الأربعيني بينما يتلقى اتصالات هاتفية من أسرته للاطمئنان على سلامته وهو لا يزال في حالة ذهول.
يغادر "ماجد" متوجهًا إلى عمله، رويدا تقل الأعداد المتواجدة في محيط الحادث، ينتظر "السيد" الفرج أو حل لتلك الأزمة الكبيرة، محافظ القاهرة يأمر بتوفير مساكن بديلة للأسر المتضررة في مساكن الأسمرات على أن تكون الشقق مجهزة بالكامل، في انتظار الوقوف على سر ما جرى في الساعات الأخيرة لعقار "قصر النيل".
فيديو قد يعجبك: