إعلان

بألعاب أطفال.. مصري يسافر إلى لبنان لمساعدة ضحايا الانفجار

10:30 م السبت 15 أغسطس 2020

شاب مصري يسافر لبنان للتطوع

كتبت-شروق غنيم:

لم يكن ما حدث في مخطط محمود عبدالمجيد، كانت تذكرته للسفر إلى لبنان في الثالث من أغسطس، لكن حينما قرأ عبر المواقع الإخبارية عن قرار إغلاق معظم قطاعات الدولة ومؤسساتها ومنع كافة التجمعات حتى 10 أغسطس لغى الحجز "يوم انفجار بيروت كنت المفروض أكون هناك"، نجا الشاب المصري من معايشة اللحظات المُرعبة غير أنه قرر بعد يومين فقط من الانفجار السفر إلى بلاد الأرز، ليس للتنزه في أماكنها الخلابة ولكن لترميم مشاعر ومنازل أهل البلد، ولمساعدتهم على إعادة البلدة كما عاهدوها، بهيّة.

لم يكن قرار الشاب المصري هيّن؛ قبل حجز التذكرة بُغية السفر كتب على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "لو جاتلك فرصة تسافر لبنان عشان تطوع هتعمل كدة؟"، ردود فعل مختلفة تلقاها عبدالمجيد، ما بين المؤيد والمعارض "في ناس كانت شايفة إن فلوس التذكرة دي اتبرع بيها أحسن.. بس أنا كنت حاسم قراري، الموضوع مش بس فلوس لكن إني أبقى جمبهم".

1قبل أعوام التقى عبدالمجيد بشاب لبناني من مدينة طرابلس "كنا في مشروع سوا في أمريكا، ومن بعدها بقى صديق عُمري"، شعر أن عليه التواجد بجوار صديقه "كنا هنتفسح سوا، ومكنش هسيبني لحظة.. كنت عايز أبقى جمبه هو وكل صحابه"، لم يشجعه أحد على الخطوة سوى والدته "كانت موافقة جدًا على السفر، صحابي في مصر كانوا شايفين ده جنان، أما في لبنان كانوا مبسوطين إني فكرت في حاجة زي كدة".

بعد يومين فقط من الانفجار، حجز الشاب المصري تذكرته استعدادًا للسفر، فيما وصل في الحادي عشر من أغسطس وفي جُعبته هدايا للأطفال من مصر "ألعاب كنت حضرتها أنا وصديقتي مريم ميدان لأطفال المغرب لكن بسبب كورونا مقدرتش أسافر أخدها"، شارك عبدالمجيد صديقه اللبناني عُمر في الأعمال الإنسانية لرفع الأضرار الناجمة عن الانفجار مثل تنظيف المنازل والمطاعم والكنائس.

حوالي 30 متطوعًا لبنانيًا يجوبون حي مار ميخائيل، يبرز من بينهم عبدالمجيد المصري الوحيد في المجموعة "بنروح البيوت ننضفها من الإزاز، ورغم إن عدى وقت على الحادثة لكن في ناس لسة مشالتش الإزاز المتكسر من بيتها لأنهم مُصابين".

قد يستغرق المنزل الواحد ثلاث ساعات، آخر اليوم بأكمله "أصعب حاجة هو الأثر النفسي للانفجار على الناس هنا"، تنطبع تلك الحالة على عبدالمجيد كلما دلف الشوارع ورأى حجم الخراب الذي حّل بالمدينة "كمان وإحنا بنضف البيوت بيبقى شعور صعب، الناس شايفة قدام عينيها بيتها بيتلم ويترمي.. أي إزاز ومعالق وكوبايات وأجهزة كهربائية، وكل تفاصيل البيت انمحت".

2ثمة أمل ينبض وسط كل الرُكام، يُبصره الشاب المصري في تفاعل اللبنانين مع بعضهم "كل المتطوعين اللي بروح معاهم من مدينة طرابلس ومتأثروش بالحادث، لكن مش قادرين يقعدوا في بيوتهم آمنين وفي لبنانيين تانيين بيوتهم لسة في حطامها".

أول أمس ذهب الفريق إلى كنيسة في مار ميخائيل، تضررت كثيرًا بفعل الانفجار، أخذت تشكرهم إحدى السيدات بالكنيسة "لما جات عندي قالت لي وأنت برضو من طرابلس؟ قولتلها لا من مصر"، فرّت الدموع من أعينها "مكنتش مصدقة إن في حد يسافر مخصوص عشان يبقى جمبهم.. وقتها حسيت أد إيه قراري صح وإن الموضوع مش بس فلوس".

3

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان