بعد تطبيق الزيادة الجديدة للأسعار.. هدوء في محطات المترو وركّاب فضّلوا وسائل أخرى
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
أمام شباك التذاكر بمحطة مترو الجيزة، بدت أمارات التعجب على وجه "أحمد عبد العال"، ظلّ يجادل موظف الشباك على الزيادة الجديدة التي طالت أسعار التذاكر. تفاجأ الموظف الخمسيني الذي اعتاد أن يدفع يومياً 3 جنيهات، مقابل رحلته القصيرة حتى محطة الدقي "حرام التذكرة تزيد 2 جنيه مرة واحدة، وإزاي يزودوها من غير ما الناس تعرف"، يقول الرجل.
صباح اليوم، بدأ تطبيق الزيادة الجديدة الخاصة بأسعار تذاكر المترو، بحيث أصبحت 5 جنيهات بدلاً من 3 جنيهات لـ9 محطات، و7 جنيهات بدلاً من 5 جنيهات لـ16 محطة، و10 جنيهات بدلاً من 7 لأكثر من 16 محطة. وداخل محطة الجيزة بدا الاستياء على وجوه الركاب الذين اعترضوا على الزيادة الجديدة ودخلوا في نقاش حاد مع موظف الشباك، لكنّ الأخير أخبرهم أن الأمر ليس بيده، فمضى بعضهم متأففاً، ومنهم أحمد عبد العال، باحثاً عن أحد المسئولين بالمحطة، ليعبر عن دهشته من الزيادة المُباغتة.
بالنسبة لعبد العال فإن الزيادة الجديدة ستدفعه إلى ترك وسيلة المواصلات التي كانت "الأرخص في مصر"، واللجوء إلى استقلال ميكروباص يقله من الجيزة إلى الدقي حيث مقر عمله "سعر المترو رايح جاي كان 6 جنيه، دلوقت بقى 10 جنيه، بينما سعر الميني باص هيبقى 8 جنيه"، رغم ما يعرفه الرجل عن "الزحمة وعدم الراحة في بعض وسائل المواصلات مقارنة بالمترو"، خاصة في هذه الأيام الحر ، وفق ما يقول.
اشترى عبد العال تذكرة حتى يلحق بموعد عمله، لكنه قرر أن العودة إلى منزله ستكون بالميني باص، فيما رفض محمود عبد العظيم الآتي من محافظة المنصورة استقلال المترو من محطة الشهداء بعد أن علم بالزيادة الجديدة. الشاب العائد من إجازة إلى عمله بأحد محلات الإلكترونيات بمنطقة باب اللوق، كان يستقل المترو إلى محطة السادات ثم يسير على قدميه وصولاً إلى مقر "بدل ما ادفع 5 جنيه واتمشى في الحر برضه، أحسن لي أطلع أركب أتوبيس وهينزلني قدام شغلي". هكذا قرر الشاب العشريني، رغم أنه لا يستقل المترو بشكل يومي.
بدت الأجواء هادئة في محطة الشهداء، كثيرون لم يكونوا على علم بالزيادة الجديدة، يخبرهم بها موظف شباك التذاكر، فيدفعون ثمن التذكرة ويمضون إلى رحلتهم، وآخرون كانوا يقفون أمام ملصقات الأسعار الجديدة، لمعرفة مقدار الزيادة حسب رحلتهم، فيما كان الدكتور جوزيف عزيز على رصيف المحطة في انتظار القطار المتجه إلى محطة البحوث حيث يعمل بالمركز القومي للبحوث، يقول إن الزيادة الأخيرة لن يرضى عنها كثيرون، لكن في النهاية المترو "هو الوسيلة الأسرع والأنجز حتى وإن كانت غير آدمية وتحتاج إصلاحات وتطوير".
منذ عام 2017 شهدت أسعار تذاكر المترو 3 زيادات، الأولى حين ارتفع سعرها من جنيه إلى جنيهين، فيما كانت الثانية في غضون عام حيث تم تقسيمها إلى 3 شرائح أقلها ب3 جنيهات، قبل أن تُطبّق الزيادة الجديدة صباح اليوم، هذه الزيادات المتتالية يراها أحمد حسين غير مبررة خاصة مع عدم وجود خدمات جديدة أو تطوير في الخط الأول والثاني.
لسنوات، اعتاد الشاب أن يستقل المترو من محطة المرج الجديدة بالخط الأول وحتى محطة الدقي بالخط الثاني، حيث مقر عمله، كان يدفع يومياً 14 جنيهاً ذهاباً وإياباً "دلوقت التذكرة بقت ب10 جنيه، يعني زيادة 6 جنيه يومياً على المترو بس، إلى جانب إني بركب مواصلة تانية للبيت بتكلفني 6 جنيه يومياً". باغتت الشاب الزيادة الجديدة، ويأمل أن يتم في المقابل توفير الاشتراكات بأسعار مناسبة، دون أن تطولها زيادة جديدة هي الأخرى.
ورغم أن استقلال وسيلة مواصلات أخرى سيكون موفراً للشاب الذي لا يتعدى راتبه 1200 جنيه شهرياً، لكن لا بديل بالنسبة إليه عن المترو، بسبب رحلته الطويلة "لو ركبت ميكروباصات هتعطّل، المترو في النهاية أسرع وأنجز، رغم الزحمة"، وفق الشاب العشريني.
فيديو قد يعجبك: