من الغُربة.. "الطنيجي" يوثق الحياة اليومية لشوارع مصر قديمًا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- هبة خميس:
منذ سبع سنوات حمل "أحمد الطنيجي" أمتعته ليغادر مصر لإحدى البلدان الخليجية، انتقل من مدينة دمنهور التي يحب ريفها لبلد آخر، حاول ضم ذكرياته داخله حتى لا ينساها ومن يومها أدمن "الطنيجي" التوثيق اليومي.
"بدأت هواية جمع الصور القديمة من سنين بحكم ارتباطي بمصر الشديد وغربتي بعيد عنها وكمان لوجود وقت فراغ قررت أستغله في هوايتي". انغمس الطنيجي في جمع الصور القديمة التي يحبها، وفي قلبه الحنين لمصر دائمًا فزاد ذلك من انبهاره بالصور التي يعمل على تجميعها؛ كان لديه طوال الوقت السؤال الملح عن ماهيتنا وتاريخنا اليومي؛ كيف كان يقضي المصريون أوقاتهم منذ سنوات؟ ماذا يرتدون؟ وماذا يأكلون. وكيف يتنقلون؟.
أسئلة كثيرة كانت تشغل بال الطنيجي حتى قرر البحث لسنوات عن شكل الحياة اليومية في مصر، بدأ بأرشيف ماسبيرو والإنترنت مثل معظم الناس، لكنه صدم لندرة تلك المواد، فتابع الكثير من الأفلام القديمة للبحث عن الكادرات المهمة والبشر في الخلفية فلم يجد ما يروي ظمأه.
اتجه إلى المصادر الأجنبية المتمثلة في الصور التي يلتقطها الأجانب لأنفسهم ومنها عرف طريق المصورين الأجانب وصورهم المتعمقة داخل تفاصيل الحياة اليومية في مصر "دول كتيرة فاتحة متاحف للحياة اليومية لأن الأجيال الجديدة ضروري تتعرف عالأجيال اللي قبلهم كانوا عايشين إزاي".
صورة تلو الأخرى ومقاطع فيديو من داخل بيوت الأسر المصرية لأسرة عادية تتناول طعام الغذاء، مقاطع أخرى تصور حركة الشارع في إحدى الأسواق المزدحمة ومقطع لأسرة مصرية تسهر على صوت أم كلثوم، كنز وجده "الطنيجي" أثناء بحثه وتوثيقه ليقوم بعمل "هاشتاج" للتوثيق ليتمكن الناس من متابعة الصور والمقاطع التي يجمعها.
مرحلة التوثيق كانت تتطلب مجهود كبير متعلق بتلوين الصورة وتعديل أخطائها بالفوتوشوب الذي درسه خصيصًا لإبراز الملامح و التفاصيل غير الواضحة في الصور غير الملونة، وبعد إصدار الكثير من الصور المعدلة فوجيء الطنيجي بردود أفعال الناس التي رحبت بالصور وتعجبت من جمال الشارع المصري قديمًا، تواصل معه طلبة معاهد السينما وبعض المخرجين لشكره على ذلك الكنز المتاح بين أيديهم، لكن الهجوم الذي ناله لم يستطع تفسيره فبمجرد تعديله لصورة الشيخ "مصطفى إسماعيل" وزوجته بدون حجاب هاجمه الناس بشدة وحجبت إدارة الفيس بوك الصورة بسبب ردود أفعال الناس.
"من ضمن الفيديوهات اللي فاجئتني مقطع من جامعة القاهرة في السبعينات، بيظهر الاختلاف بين الطالبات، فيه طالبات محجبات وطالبات من غير حجاب وبلبس قصير، كان فيه حالة من الاختلاف الطبيعي في المجتمع، لكن للأسف المجتمع حاليًا مش بيقبل الاختلاف" يقول صاحب الفكرة.
يهتم الطنيجي بتلوين الصور بشدة لأنه يخاطب الجيل الجديد والحالي ليتواصلوا مع ثقافتهم وتراثهم الغني بتفاصيل واضحة للصور، ويتمنى رجوع المجتمع المصري لحالة الهدوء وتقبل الاختلاف مثلما عاش المصريون طوال حياتهم، فيما يأمل أن يفخر المصريون ببلدهم وتراثهم الثقافي.
فيديو قد يعجبك: